جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 01:16 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لمرضى الكلى .. توصيات طبية للصيام في رمضان

تعبيرية
تعبيرية

هناك حالات طبية عديدة يصعب عليها الصيام خلال الشهر الكريم. فماذا عن مريض الكلى والصيام في رمضان؟ وما هي التوصيات والإرشادات لهذا الأمر؟

قد يكون الصيام لفترات طويلة من اليوم أمراً مرهقاً للعديد من الأشخاص، بل يمكن أن يصبح الأمر ضاراً للغاية لبعض المرضى خاصة أولئك الذين يعانون من مرض الكلى المزمن. فما هي الإرشادات الطبية الواجب اتباعها مع مريض الكلى في رمضان!

من أهم وظائف الكلى في جسم الإنسان تنظيف الدم. فمن خلال دورة الدم، تقوم الكلى بالتقاط السوائل الزائدة والفضلات والمواد الكيميائية الضارة. حيث تقوم الكلى بفصل هذه المواد عن الدم وتنقيته، ومن ثم إخراجها من الجسم عن طريق البول. لهذا، ينصح دائماً بتناول كميات وفيرة من الماء من أجل مساعدة الكلى على عملية تنظيف السموم هذه.

إذن، ماذا عن مريض الكلى والصيام والانقطاع عن الشرب والأكل لفترات طويلة من اليوم!

هل الصيام يرفع الكرياتينين
في الحقيقة، ليس هناك أدلة أو مؤشرات طبية واضحة حول حقيقة العلاقة بين مريض الكلى والصيام المتقطع أو المستمر لساعات طويلة من اليوم. إلا أنه يمكن تقسيم مرضى الكلى إلى ثلاث فئات:

1. فئات منخفضة الخطورة
تضم هذه الفئات مرضى الكلى الذين يتمتعون نوعاً ما بمعدل مستقر في الكرياتينين، قد يكونون قادرين على الصيام بشكل طبيعي بشرط أن تتم مراقبة مستوى الكرياتينين في الدم كل فترة.

2. فئات متوسطة الخطورة
تضم هذه الفئات مرضى الكلى الذين يعانون من عدم انتظام وظائف الكلى، وهنا يمكن الصيام خلال شهر رمضان المبارك بشرط أن تتم مراقبة مستوى الكرياتينين في الدم كل أسبوعين بحد أدنى.

3. فئات عالية الخطورة
أما بالنسبة لمريض الكلى المزمن الذي يعاني باستمرار من اضطرابات في وظائف الكلى (بما في ذلك مريض غسيل الكلى، زرع الكلى، حصى الكلى)، فهنا لا ينبغي تشجيعهم على الصيام. وفي حالة إصرار أولئك المرضى على الصيام، هنا تصبح المراقبة الدقيقة أمراً ضرورياً للغاية.

هل الصيام يرفع وظائف الكلى؟
الإجابة على هذا السؤال يعتمد على مدى قدرة الكلى على العمل، حيث تنقسم درجات كفاءة الكلى إلى خمسة أجزاء:

الدرجة الأولى: 90٪ فأعلى
ثاني درجة: تتراوح ما بين 60٪ و90٪
الدرجة الثالثة: تتراوح ما بين 30٪ و60٪
رابع درجة: تتراوح ما بين 15٪ و30٪
الدرجة الخامسة والأخطر: أقل من 15٪ (وهي مرحلة قصور الكلى التي تتطلب غسيل الكلى)
وبناء على المؤشرات السابق ذكرها، يمكن لدكاترة الكلى السماح لمريض الكلى بالصيام إذا كانت كفاءة الكلى تفوق الـ 60٪ بشرط تفادي فرط التعرق والجفاف.

قرار الصيام لمريض الكلى يختلف من حالة إلى أخرى. لهذا، ينصح بمناقشة هذا الأمر مع الطبيب أولاً.

وأجريت العديد من الدراسات حول العالم لدراسة العلاقة بين مريض الكلى والصيام في رمضان. وتبين أن الصيام لا يؤثر سلباً أو إيجاباً على مرضى الكلى. إلا أنه تجدر الإشارة إلى الانتباه لتناول كميات وفيرة جداً من المياه والسوائل أثناء فترة الإفطار، من أجل تعويض الجسم عما فقده من سوائل خلال فترة الصيام.

بناء على تجارب العديد من المرضى والأبحاث التي أجريت حول مريض الكلى والصيام المستمر، دائما ما ينصح مريض الكلى باتباع الآتي:

استشارة الطبيب حول إمكانية الصيام قبل أن يبدأ شهر رمضان الكريم.
في حالة موافقة الطبيب على صيام مريض الكلى، تتم المتابعة الدورية للمريض خلال الشهر بأكمله.
ترطيب الكلى أثناء فترة الإفطار من خلال تناول الكثير من الماء والسوائل.
تجنب التعرض لدرجات حرارة عالية والتي تصاحبها فرط تعرق وجفاف شديد.

الخلاصة، صيام رمضان يعد أحد أركان الإسلام الخمسة الرئيسية. إلا أن صيام رمضان يختلف تماماً عن الصيام المتقطع. لهذا، يجب على مرضى الكلى جميعهم استشارة الطبيب المختص أولاً لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة قبل اتخاذ قرار الصيام في رمضان. كل عام وأنتم في أتم صحة وسعادة.