جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 10:26 صـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

3 أهداف كبرى لزيارة وزير الخارجية التركي لمصر.. تفاصيل

شكري ونظيره التركي
شكري ونظيره التركي

خطوة جديدة على طريق عودة العلاقات إلى طبيعتها بين تركيا ومصر تشهدها العاصمة المصرية القاهرة خلال الساعات المقبلة، عندما يزور مولود تشاوش أوغلو وزير الخارجية التركي مصر، غدًا السبت، للقاء السفير سامح شكري وزير الخارجية.

وأعلنت وزارة الخارجية، اليوم الجمعة، أن الوزير سامح شكري سيلتقي غداً السبت نظيره التركي لعقد جلسة مباحثات في قصر التحرير صباحًا، على أن يعقب اللقاء مؤتمر صحفي مشترك.

وأوضح أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية، أن تلك "الزيارة تُعد بمثابة تدشين لمسار استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، وإطلاق حوار مُعمق حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك".

وذكر أن الحوار بين البلدين يستهدف الوصول إلى تفاهم مشترك يحقق مصالح الطرفين، حيث تعد الزيارات المتبادلة على مستوى وزراء الخارجية، الأولى منذ عام 2013.

وزار السفير سامح شكري تركيا، قبل عدة أسابيع؛ لإبداء التضامن وتقديم التعازي في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق داخل تركيا فجر الإثنين 6 فبراير الماضي، وأودى بحياة آلاف الأشخاص، حيث تفقد شكري المناطق المنكوبة صحبة نظيره التركي.

وأكد شكري خلال زيارته إلى تركيا، والتي كانت الأولى لمسؤول مصري رفيع المستوى منذ عقد تقريبا، "على مواصلة مصر تقديم الدعم إلى أنقرة على خلفية كارثة زلزال السادس من فبراير".

ومن ميناء مرسين جنوب تركيا، قال شكري في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو: "زيارتنا رسالة صداقة وتضامن"، مضيفا: "نؤمن أن تركيا ستتغلب على هذا في أسرع وقت ممكن، إنها كارثة كبيرة"، مشيرا إلى الزلزال، متابعا: "سنواصل بذل قصارى جهدنا للمساعدة".

وقال أوغلو، حينها: "نفتح صفحات جديدة في علاقاتنا مع مصر"، واصفا زيارة شكري بأنها "مهمة للغاية وتعني الكثير"، موضحا أنهما ناقشا "الخطوات التي سنتخذها لتحسين العلاقات، تطوير العلاقات بين تركيا ومصر يصب في مصلحة الطرفين، ويخدم تحقيق السلام والتنمية والاستقرار في منطقتنا".

وأتت زيارة شكري إلى تركيا في جولة شملت سوريا حينها، بعد سنوات من التوتر في العلاقات بين القاهرة وكل من دمشق وأنقرة، قبل عودة الحرارة إليها إثر الزلزال الذي أودى بأكثر من 46 ألف شخص في البلدين".

وعقب حدوث الزلزال المدمر بتركيا، الذي راح ضحاياه آلاف المواطنين هناك، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإرسال 5 طائرات نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة، محملة بالمساعدات لدعم أبناء شعبي تركيا وسوريا، لتخفيف آثار الزلزال المدمر الواقع بالدولتين.

وكانت تحتوي أيضًا تلك الطائرات على عدد كبير من الأدوية والمستلزمات الطبية المقدمة من وزارة الصحة والسكان إلى أبناء البلدين.

وقال الدكتور محمد ربيع الديهي، المتخصص في العلاقات الدولية، والخبير بالشأن التركي، إن زيارة وزير خارجية تركيا إلى مصر مهمة للغاية، حيث أعلن بيان الخارجية، إن هذه الزيارة سوف تكون بمثابة نقطة انطلاق للعلاقات المصرية التركية من جديد، وهذا يحدث بعد لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس التركي في قطر 2022، ولا ننسى أيضًا أن زيارة وزير الخارجية سامح شكري لتركيا لتقديم الإغاثة للشعب التركي، كان لها أثرا طيبا تجاه الطرف التركي.

وأكد الديهي ان: هناك أطراف أخرى تحاول الوقيعة بين البلدين خلال السنوات الماضية، فالزيارات المتبادلة بين وزراء خارجية البلدين، جاءت بعد مفاوضات طويلة بين مصر وتركيا، بدأت بمشاورات استكشافية قادتها وزارة الخارجية، فهناك بعض الملفات المهمة التي تم وضعها على طاولة المفاوضات وقبل بها الطرف التركي لعودة العلاقات مع مصر.

وتابع الديهي، أن هذه الزيارة سوف تكون مهمة للغاية، لأنها ستحتوي على نقاش في ملفات شائكة بالمنطقة، وتتمثل في الأزمة الليبية والسورية، وملف المصالح مع تركيا في المنطقة العربية، فهي تدرك أهمية الدولة المصرية، خاصة بعد أن أثبتت القيادة المصرية الواعية للعالم والمجتمع الدولي، على أنها قادرة على حفظ الأمن والأمان بمصر والمنطقة بالكامل، وتحقيق التنمية في مصر.

وأضاف الديهي، أن تركيا تعاني من عدة أزمات اقتصادية قوية للغاية ولديها ملفات أخرى، في ظل استقبال انتخابات رئاسية جديدة في تركيا خلال هذا العام، وهذه الانتخابات تعني الكثير للنظام التركي، والآن تركيا ترغب في عودة العلاقات وإنهاء العزلة التي عاشت بها خلال الفترة الماضية، وترغب في تحقيق صفر مشكلات.

واختتم الديهي، أن تلك الزيارة سوف تسفر عن نتائج قوية، أولها عودة العلاقات لأن العالم يشهد تغيرا كبيرا، والدليل على ذلك أن كل من الدولتين قامتا بفصل الاقتصاد عن المواقف السياسية، وهذا ما شهدناه من خلال زيارة الوفد التركي من رجال الأعمال إلى رئيس الوزراء، لضخ استثمارات بمصر، فمصر تسعى دائمًا أن تكون علاقتها طيبة مع جميع الدول العربية، فالدولة ترحب بيد السلام دائمًا.