السؤال الصعب .. مدى فعالية تطعيم الفتيات ضد سرطان الرحم ؟
تطعيم الفتيات ضد سرطان الرحم أحد أكثر التطعيمات أهمية للنساء، ويمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة المرأة وتجنب العديد من المضاعفات الصحية.
سرطان الرحم يعد واحد من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على صحة المرأة، ويمكن أن يتسبب في الوفاة في بعض الحالات. ومن أجل الحد من انتشار هذا المرض والوقاية منه، تم تطوير تطعيم خاص للفتيات يساعد في الوقاية من سرطان الرحم ويحد من انتشاره. نناقش أهمية تطعيم الفتيات ضد سرطان الرحم ونستعرض فوائد هذا التطعيم، ونعرض كل ما يتعلق بالتطعيم من جرعات وآثار جانبية وفترات التطعيم المناسبة.
كما سنسلط الضوء على أسئلة مهمة حول هذا الموضوع ونقدم نصائح للمرأة والفتاة لتحقيق أقصى استفادة من هذا التطعيم.
لقاح سرطان عنق الرحم هو تطعيم يهدف إلى الحماية من الإصابة بسرطان عنق الرحم الذي يسببه فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
يحتوي التطعيم على جزء من بروتينات فيروس الـ HPV الذي يتم حقنه في عضلة الذراع،
والتي تعمل على تنشيط جهاز المناعة لدى الفتيات وتمكنه من الاستجابة بفاعلية لهذا الفيروس عند تعرضهن له.
يتم تطعيم الفتيات ضد سرطان الرحم من خلال سلسلة من الجرعات التي تحتاج إلى أخذها على مدى فترة محددة.
عادةً ما يتم تطعيم الفتيات في سن العشرة إلى الثانية عشرة بناء على توصيات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
ويتم توزيع الجرعات على النحو التالي:
أول جرعة: يتم إعطاء الجرعة الأولى من التطعيم في أي وقت قبل البدء في النشاط الجنسي.
ثاني جرعة: يتم إعطاء الجرعة الثانية بعد مرور شهر من الجرعة الأولى.
ثالث جرعة: يتم إعطاء الجرعة الثالثة بعد مرور ستة أشهر من الجرعة الأولى.
ويجب تلقي جميع الجرعات وفقًا للجدول الزمني الموصي به للحصول على الحماية الكاملة من سرطان الرحم.
من المهم الاستمرار في إجراء فحوصات الكشف المبكر عن سرطان الرحم بانتظام بغض النظر عن التطعيم، حيث يمكن أن تساعد هذه الفحوصات في الكشف المبكر عن أي علامات مبكرة للإصابة بالمرض وزيادة فرص العلاج بنجاح.
تطعيم الفتيات ضد سرطان الرحم يعد من الإجراءات الوقائية الأكثر فاعلية للحماية من هذا المرض الخطير،
ويتميز بالعديد من الفوائد، ومن بين هذه الفوائد:
تقليل فرص الإصابة بسرطان الرحم لدى الفتيات فيما بعد.
الوقاية من العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري.
تحسين صحة الفتيات والنساء، بما في ذلك صحة الأجهزة التناسلية بشكل عام.
الوقاية من الأورام الحميدة في المبيض والرحم والأنابيب المتصلة بينهما.
الحد من فرص الإصابة بالمشاكل الصحية المرتبطة بالحمل مثل الإجهاض والولادة المبكرة.
يجب الإشارة إلى أن تطعيم الفتيات ضد سرطان الرحم لا يمنع بالضرورة من الحاجة إلى فحوصات الكشف المبكر عن سرطان الرحم بشكل منتظم.
على الرغم من أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري للنساء يعد آمن وفعال بشكل عام،
إلا أنه يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية الطفيفة. ومن بين هذه الآثار الجانبية:
الألم والتورم في موقع الحقن.
الحمى الخفيفة والصداع.
الشعور بالتعب والضعف العام.
الدوار والصداع.
الشعور بالغثيان والتقيؤ.
تشير الدراسات إلى أن هذه الآثار الجانبية لا تستمر لفترة طويلة وتتلاشى عادة خلال بضعة أيام. ومع ذلك،
يجب على الأشخاص الذين يشعرون بأي آثار جانبية غير معتادة أو غير مريحة الاتصال بالطبيب المختص أو الذهاب إلى أقرب مستشفى.
تطعيم الفتيات ضد سرطان الرحم متاح في العديد من المراكز والمستشفيات والعيادات الخاصة في مصر.
ويتم توفير التطعيم عادة في مراكز الرعاية الصحية الحكومية والخاصة، ويمكن شراؤه من الصيدليات الكبرى.
ويوصى بتلقي التطعيم في سن مبكرة، حيث يمكن للفتيات الحصول عليه بشكل مجاني من خلال برامج التطعيم التي تقدمها وزارة الصحة في مصر.
ليس هناك معلومات دقيقة حول سعر لقاح تطعيم الفتيات ضد سرطان الرحم في مصر، لأن اللقاح لا يزال في مرحلة التجارب السريرية ولم يتم تسويقه بعد.
مع ذلك، فقد أوضحت الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات فاكسيرا عن توفير تطعيم يسمى "جارداسيل" للحماية من فيروس الورم الحليمي المسبب لسرطان عنق الرحم.
كما أوضحت الشركة أن التطعيم متوفر بسعر ٧٥٠ جنيهاً. ولكن يجب الاتصال بأكثر من جهة طبية مختصة داخل مصر لمعرفة المزيد حول تكلفة اللقاح.
لا يوجد حالياً خطة عالمية لجعل تطعيم الفتيات ضد سرطان الرحم إجباري للفتيات في أي بلد.
هناك بعض البلدان التي توصي بشدة بالتطعيم للفتيات، مثل مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا وغيرها، حيث يتم توفير اللقاح عادةً في إطار برامج التطعيم المدرسية أو الصحية.
قد يتساءل البعض "هل التطعيم ضد سرطان الرحم للفتيات فقط أم الرجال أيضاً؟". في الحقيقة، التطعيم ضد سرطان الرحم متاح للنساء والرجال على حد سواء. ويستند اللقاح على تقنية الحمض النووي المناعي المكون من قطعة واحدة (HPV)، وهو فيروس يسبب العدوى ويتسبب في العديد من أنواع سرطان الجهاز التناسلي.
عادةً ما يتم توصية التطعيم بشدة للفتيات والنساء لأن سرطان الرحم هو أحد أنواع السرطان الأكثر شيوعًا بين النساء، ولكن يجب على الرجال الحصول على التطعيم أيضًا. بالأخص إذا كانوا يعانون من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
يوصي خبراء الصحة بأن تخضع جميع الفئات العمرية للتطعيم المضاد لفيروس الورم الحليمي، ولكن هناك بعض الحالات التي يتم تأجيل التطعيم أو تجنبها تمامًا. وتتضمن هذه الفئات:
الأشخاص الذين لديهم تحسس شديد لأحد مكونات اللقاح.
من يعانون من مشاكل في جهاز المناعة، مثل الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
النساء الحوامل، وينبغي تأجيل التطعيم حتى بعد الولادة.
الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
الأشخاص الذين يتناولون الستيرويد بشكل منتظم.
تختلف تجارب الفتيات في الوطن العربي من اتخاذ اللقاح المضاد لسرطان الرحم بشكل كبير، حيث يختلف الوعي والمعرفة حول هذا الموضوع في المجتمعات المختلفة. ومع ذلك، فإن هناك اهتماماً متزايداً باللقاح المضاد لسرطان الرحم في الوطن العربي خاصة في السنوات الأخيرة.
في بعض البلدان العربية، يتم توفير اللقاح المضاد لسرطان الرحم في المستشفيات والعيادات، وهناك حملات توعية وتثقيف للفتيات وأولياء الأمور حول أهمية التطعيم وفوائده. ومن المهم ملاحظة أن بعض الدول قد توفر اللقاح مجاناً للفتيات في سن معينة، وفي بعض الدول يمكن للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف اللقاح الحصول عليه مجاناً.
خلاصة القول.. في حين إن التطعيم لا يضمن الحماية الكاملة من سرطان الرحم، إلا أنه يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بهذا المرض. فمن المهم للفتيات وأولياء الأمور التحدث مع الطبيب لمعرفة ما إذا كان التطعيم مناسبًا لهن ومتى يجب تلقيه.