”ابو الغيط” باحتفال مجلسي الطفولة والتنمية: الظروف تتطلب حلولا ابتكارية
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن حماية الفئات الأولى بالرعاية تحتل أولوية متقدمة على أجندة المجالس الوزارية المتخصصة في جامعة الدول العربية.. مشددًا على أن هناك ظروف استثنائية تتطلب حلولا ابتكارية ومنظورا مختلفا لحماية الطفولة والأسرة وكافة فئات المجتمع ومن ضمنهم الفئات الأولى بالحماية والرعاية والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن لضمان تنفيذ الحماية الاجتماعية بمختلف أبعادها
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير خالد بن محمد منزلاوي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون السياسية الدولية، نيابة عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على هامش الاحتفال بمرور 35 عاما على تأسيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، وذلك بحضور وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي، والسفير خالد بن محمد منزلاوي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون السياسية الدولية بجامعة الدول العربية، والدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية.
كما شهد الاحتفالية، التي افتتحها رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز، كل من فايز المطيري مدير عام منظمة العمل العربية، والسفير أسامة بن أحمد نقلي سفير المملكة العربية السعودية بمصر، والدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، والسفير محمد منير لطفي نائب مساعد وزير الخارجية للمسائل الاجتماعية والانسانية والدولية، و الدكتور محمد الزكري رئيس الجامعة العربية المفتوحة، بالإضافة الى العديد من الشخصيات العامة وأعضاء السلك الدبلوماسي من السفارات والمنظمات الإقليمية والدولية، ونواب البرلمان المصري، ورؤساء الجامعات، وكبار المفكرين والمثقفين، وممثلو وزارات الشباب والرياضة والتربية والتعليم، ومنظمات المجتمع المدني.
وقال السفير خالد بن محمد منزلاوي، خلال الكلمة، "يسعدني ويشرفني بالإنابة عن معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن أشارككم افتتاح معرض مؤسس المجلس العربي للطفولة والتنمية الأمير طلال بن عبدالعزيز (رحمه الله) والذي يحمل عنوان (طلال تاريخ تقرأه الأجيال) لإلقاء الضوء على مسيرته التنموية الخالدة للارتقاء بمكانة الإنسان العربي، والتي سيستمر أثرها بجهود صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز والذي نرى في دوره استكمالا لمسيرة والده الراحل".
وتابع "وبهذه المناسبة أتوجه بالتحية لسادة السفراء ممثلي الدول الأعضاء وللمنظمات الإقليمية والدولية والسادة الخبراء والإعلاميين المعنيين بقضايا الطفولة لحرصهم على المشاركة في هذا الحدث".. مضيفا "إن إلقاء الضوء على مسيرة سمو الأمير التنموية، والمبادرات التي حظيت باهتمامه وإسهاماته الفكرية والثقافية والإعلامية عن طريق مؤسساته التنموية ما هو إلا إحقاقا للحق في تسجيل دوره النبيل في سبيل رفعة الإنسانية، ومحل اعتزاز وتقدير لنا وللأجيال القادمة لقامةٍ تنتمي لأسرة عربية أصيلة أسهمت في سبيل رفعة وتقدم أمتنا العربية، وإن عمله في المجال التنموي في وضع الخطط وتنفيذ المشاريع التنموية المحلية والعالمية والمبادرات الاقتصادية والاجتماعية التي امتدت على مدى عقود وتكللت بالعديد من الإنجازات قد أضحت علامة مضيئة وتجسيدا حقيقيا للارتقاء بالإنسان العربي".
واستكمل "وإننا إذ نستذكر في هذا المقام رؤية سمو الأمير -رحمه الله- التنويرية لإنشاء صرح تنموي يعني بقضايا الطفولة والتنمية على المستوى العربي من خلال تبنيه إنشاء الملجس العربي للطفولة والتنمية بناء على توصية مؤتمر الطفولة والتنمية والذي عُقد برعاية جامعة الدول العربية عام 1987 بالجمهورية التونسية، واضعًا نصب عينه خلق تيار فكري تربوي مستنير، وتهيئة بيئات تمكينية داعمة لتنشئة الطفل العربي".
وأردف "إن اهتمام ودعم سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز -رحمه الله- بالعمل العربي المشترك لم يقف عند هذا الحد بل امتد ليشمل العديد من الموضوعات الاجتماعية التنموية التي تمس حياة المواطن العربي، وقد تبلور ذلك في دعم مؤسسة (آجفند) للمشروع العربي لصحة الأسرة التي تقدم المسوحات المتخصصة في كافة الأبعاد الاجتماعية لخطة التنمية المستدامة 2023".
وشددت كلمة أبوالغيط "ومن هذا المنطلق فإن حماية الفئات الأولى بالرعاية تحتل أولوية متقدمة على أجندة المجالس الوزارية المتخصصة في جامعة الدول العربية بما يكرس الالتزام برعاية تلك الفئات ويمثل سياجًا واقيا يحميهم ضمن منظومة القيم والمفاهيم الأخلاقية والثقافية من دعاوى التشوية والتحريف".
واستكمل الأمين العام "وإننا في جامعة الدول العربية إذ نشيد بالدور الهام للمجلس العربي للطفولة والتنمية كمنظمة عربية رائدة، ومرجعية للمؤسسات والأفراد، فكرا وممارسة، في تنشئة وتنمية الطفل العربي، ونعتز بالشراكة المتأصلة مع المجلس والتي تكللت بالعديد من الإنجازات العلمية والخطوات العملية للارتقاء بمكانة الطفل العربي، والتي أثمرت عن إعداد الدراسات والوثائق المعتمدة من المجالس الوزارية المتخصصة بجامعة الدول العربية، والبرامج التدريبية التي تُنفذ على المستوى العربي للأطفال وللقائمين عليهم ضمن خطة عمل يتم مراجعتها بشكل دوري مع جامعة الدول العربية لبحث الأولويات والقضايا الناشئة في المنطقة العربية، في ظل ظروف استثنائية تتطلب حلولا ابتكارية ومنظورا مختلفا لحماية الطفولة والأسرة وكافة فئات المجتمع ومن ضمنهم الفئات الأولى بالحماية والرعاية والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن لضمان تنفيذ الحماية الاجتماعية بمختلف أبعادها في إطار من الشراكة الإقليمية والدولية وبرعاية المجتمع الدولي لدفعه على تحمل مسؤولياته وإعلاء صوت الضمير الإنساني وإخفاض صوت المصالح والتوازنات السياسية التي يدفع ثمنها الإنسان خاصة في مناطق الصراعات والكوارث".
واختتم بالقول "وفي الختام، وإذ نستذكر الإنجازات الهامة لصاحب السمو الأمير طلال رحمه الله إلا أنه مع البصمة الهامة التي تركها في المجالات الاجتماعية والإنسانية المتعددة ترك لنا خير خلف لخير سلف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز الذي واصل وطور هذه الصروح العربية والتنموية الهامة والتي شكلت انعكاسا ملموسًا على واقع الأرض في العديد من الدول العربية متمنين له المزيد من التوفيق والنجاح ومؤكدين على مواصلة التعاون معه في إطار جامعة الدول العربية ومؤسساتها ومجالسها الوزارية بما يحقق المصلحة الفضلى للمواطن العربي".