معجزات النبي.. أستاذ بالأزهر يلقن المشككين درساً قاسياً
انطلقت، فعاليات ملتقى "شبهات وردود" الذي عقد في رحاب الجامع الأزهر الشريف، اليوم، للاحتفال بالنصف من شعبان ودارت أحداثه حول "وقفات مع ليلة النصف من شعبان"، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر ، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
وقال د. جميل تعيلب، وكيل كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، إن شهر شعبان له فضائل كثيرة وردت في السنة النبوية المطهرة وفي القرآن الكريم؛ كما أنه حدثت فيه أحداث عظيمة في تاريخ البشرية فهو الشهر الذي نجى الله سبحانه وتعالى، فيه سيدنا إبراهيم عليه السلام، من النيران، وهو الشهر الذي رست فيه سفينة نوح عليه السلام على الجودي، ومن أهم هذه الأحداث حادث تحويل القبلة.
وأضاف تعيلب، أن شهر شعبان يغفل فيه الناس عن الطاعات والعبادات، فالعبادات في هذا الشهر يكون أجرها عظيم، وعلاوة على هذا فإن هذا الشهر فيه ليلة عظيمة يتجلى فيها الله سبحانه وتعالى على عباده.
وإذا ما تأملنا قول الله ﷻ: " سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ " سنجد أن السفهاء الذين قصدهم الله ﷻ في هذه الآية هم اليهود والمنافقين ومشركي أهل مكة الذين قالوا إن محمدا ﷺ كان يصلي نحو الأقصى ، فما الذي جعله يتحول الى البيت الحرام؛ ولكن الله ﷻ رد قائلا: "قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"، أي أن الكون كله لله سبحانه وهذا يرد على السفهاء في كل وقت وحين من المشككين في الشرع الحنيف.
من جهته، قال الدكتور محمود خليفة، استاذ التفسير وعلومه بكلية العلوم الإسلامية للوافدين ، إن التفاضل في الزمان والمكان سنة إلهية وهو واقع لا محالة، فقد فضل الله سبحانه وتعالى بعض الأزمنة على بعض، ففضل شهر رمضان على سائر الشهور وفضل ليلة القدر على سائر الليالي وأيضا فضّل شهر شعبان بعد شهر رمضان، فهو شهر جليل حتى لو غفل الناس عنه، فيكفيه شرفا ما كان يفعله النبي ﷺ من كثرة العبادة.
واستشهد د. محمود خليفة، بما رواه أسامة بن زيد رضي الله عنه، قال يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ"، مضيفا أن العلامة بن رجب الحنبلي قال "إن شهر شعبان له فضل على سائر الشهور بعد رمضان، وذلك من وجهين: الأول أن شهر شعبان شهر غفله بين رجب ورمضان يغفل الناس عن العباده فيه.
وأضاف أنه على الإجماع يُستحب تعمير أوقات الغفلة بالطاعات؛ فقد عكف السلف الصالح على تعمير هذه الأوقات بالعبادات مثل العبادة بين صلاتي المغرب والعشاء والقيام في وسط الليل، مضيفا والوجه الثاني: أن هذا الشهر الكريم هو ختام للسنة التعبدية التي تبدأ بشهر رمضان وتنتهي في شهر شعبان الذي ترفع فيه الاعمال الى الله.
من جهته، قال د. صالح عبد الوهاب، وكيل كلية العلوم الإسلامية للوافدين ، إن النبي ﷺ صلى ناحية بيت المقدس، حيث كانت قبلته لمده 16 أو 17 شهرا ، ثم أُمر بعد ذلك نبيه، وهو في صلاة العصر أن يتوجه نحو البيت الحرام فتوجه ، وتوجه الصحابة معه وهذا أول درس نتعلمه من دروس شهر شعبان؛ وهو الاستجابة لأمر الله ﷻ ، ورسوله ﷺ قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ ".
ولفت صالح، إلى أن الاستجابة تكون بالطاعة والطاعة لا تكون بإعمال العقل مطلقا في النص، فالله سبحانه وتعالى خالق والعقل مخلوق فلا يجوز الانسان ان يعمل عقله فيما أمره خالقه ﷻ به، فإذا أرادت الأمة أن تتقدم فعليها أن تستجيب لأوامر الله سبحانه وتعالى والامتثال لكل ما أمر به؛ حيث أن الطاعة خلق الأنبياء فسيدنا نوح عليه والسلام صنع السفينة امتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى: "وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ "، وسيدنا إبراهيم عليه السلام لم يتردد لحظة في ذبح ابنه عندما أمره الله بذلك.
وتابع: فيجب علينا أن نمتثل لأوامر الله سبحانه وتعالى ولا نستمع لهؤلاء المرجفون في المدينة ، الموجودون في كل زمان ومكان فالذي يجمع المسلمون في كل زمان ومكان هو رب واحد ودين واحد ، فيجب على المسلمين الامتثال بالسمع والطاعة فبمقدار الاستجابة لله سبحانه وتعالى، يكون التقرب منه ، فهو سبب لفوز المسلم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَىٰ ۚ " .
ونوه بأنه في هذه الأيام يجب على المسلم أن يحيي ذكرى تحويل القبلة بأن يحول المسلم قبلته من التخشع الى الخشوع ومن اليأس إلى الأمل ومن الهدم الى البناء.