جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 02:49 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حفظ العشرة بين الزوجين .. خطيب المسجد النبوي يوضح… فيديو

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إنه ينبغي للزوجين إذا لاحت سحابة نزاع أمامهما أن يقطعا صوت المنازعة بالمسامحة ويحفظا طول العشرة بالمساهلة ولا يسترسلا في الجدال والخصومة.

وذكر “البدير” خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، من استفزّته طيرة الغضب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لأن الغَضَب من إغواء الشَّيطان فمن استعاذ بالله سكن غضبه، وتحلّلت عقده.

واستشهد بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا غضب أحدكم فقال: أعوذ بالله، سكن غضبه " أخرجه ابن عَدِي، محذراً من الإفراط في المزاح بوصفه مقدمة الغضب.

وأضاف: وأن لا يخرج المرء من ترويح القُلُوب إلى تحريك الأحقاد الكمينة بالقذف والغيبة والاستهزاء فذلك استدراج مِن الشَّيْطانِ واخْتِداعٌ مِن الهوى، منوهًا بأن من خطر الغضب على المرء أن مِن ثَارَتْ عَلَيْهِ شَهْوَةُ الْغَضَبِ فَقَهَرَهَا بِحِلْمِهِ وغلبها بصبره وصرعها بثباته فقد قهر أقوى أعدائه وشرّ خصومه.

ودعا إلى اجتناب بواعث الغضب وأسبابه، محذرًا من الخصومة فإنها تمحق الدين، وتنبت الشحناء في صدور الرجال، ودعا إلى تجنّب الهزُؤ والسُّخْرِيَةَ والتعيير والمماراة، والمخاصَمَة والمجادلة، والمضادة والمخالفة، والمعانَدَة والظلم والغيبة والنَّمِيمَة.

وتابع: والشتم والعدوان وأكل أموال الناس بالباطل، ومنع الحق، والبخس والتطفيف، فإن تلك الأفعال تؤجج بين الناس شراً وحقداً وغضباً وإذا وقع الغضب جالت الفتنة وحضر الشيطان وعميت البصائر وتقطعت حبال الأخوة وأواصر المحبة والقرابة.

وأوضح أن الغضب بذر الندامة، ومفتاح كل شر، ومبدأ السيئات، ومركب الخطيات وباعث العداوات ومذكي الخصومات، ومن محاسن الشيم وخصال الفضل والكرم كظم الغيظ، ودفع الغضب والكظم، فالله تعالى أثنى على المتجَرِّعِينَ لِلْغَيْظِ.

ودلل بما قال الله عزّ وجل: "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، وقال جل وعزّ: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ"، والكريم الكظيمُ الصَّفوح أثبت الناس عقلاً وأرجحهم أناة ونبلاً.

ولفت إلى أن الشديد ليس الطائش العجول الذي يصرع أقرانه، ويقهر إخوانه، إنما الشديد الحليم الصفوح الذي لا يستفزه قيل ولا قال، ولايستخفّه السفهاء والجهال، عن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» متفق عليه.

وأكد أن الحلم محجزة عن الغيظ والحلم مطيّة وطيئة تبلّغ راكبها قاصية المجد، وتملكه ناصية الحمد، ومن رأى العفْوَ مَغْرماً، والغضب مَغْنَمًا، فقد أساء التقدير، لأن لذة الحلم والعَفْوِ أطْيَبُ مِن لَذَّةِ التَّشفّي، فلذةُ الحلم والعَفْو يَلْحَقُها حمد العاقبة، ولذة التشفي يلحقها ذم الندم، قيل لعمر بن الاهتم: من أشجع الناس؟ قال: من رد جهله حلمه.