فاروق الباز يوضح حقيقة تأثر مصر بزلزل تركيا وسوريا
كشف عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق الباز، المتخصص في علم الجيولوجيا والفلك، عن موقف مصر من موجة الزلازل التي شهدتها المنطقة مؤخرًا، بدأت الاثنين الماضي، في تركيا وسوريا، وظهرت تبعاتها في دول عدة منها الجزائر والمغرب وفلسطين، ومناطق أخرى.
وبث فاروق الباز، رسالة طمأنينة للشعب المصري قائلا: «يجب على الجميع الاطمئنان، فليس هناك أي أثر من هذه الحزمة على أرض مصر إطلاقًا».
وتابع «الباز» بأنّ هذه الزلازل تحدث نتيجة حركة كتل القشرة الأرضية، والعلماء الآن على علم بأماكنها وحددوها، وهي لا تتغير كثيرًا، ومع ذلك فنحن لسنا بعيدين جدًا لأنّ شبه الجزيرة العربية بعيدة عن أفريقيا في البحر الأحمر، فمن الممكن أن يحدث في منتصف البحر الأحمر زلازل نتيجة التغيرات الجيولوجية، لكن أرض مصر بعيدة عن الخطورة.
وأوضح العالم المصري، أنّ مصدر الزلزال يكون في عمق كبير جدا من الأرض أسفل القشرة الأرضية، هذه القشرة جميعها تمثل شكل قطع واحدة عائمة بجانب بعضها، وعند أي حركة لواحدة منهم يحدث قلق، وما حدث في زلزال سوريا وتركيا سببه حركةً بسيطة في كتلة شبه الجزيرة العربية من جنوب سلطنة عمان إلى شمال سوريا، نتج عنها هذه الزلازل الضخمة.
وتابع بأنّ الحركة البسيطة أسفل القشرة الأرضية عندما تصل من الأسفل إلى الأعلى تتسبب في تصدع الطبقات الأخرى فيصل الصوت على السطح بهذه القوة، وتحدث الهزة الأرضية بقوتها التي تتسبب في كل هذه الكوارث.
وأشار إلى أنّ مكان الزلزال في الأسفل على عمق آلاف الكيلو مترات، وهذه الحركات تحدث من قديم الأزل وآلاف السنين ومعروفة، لكن ما زال غير معلوم ما يؤثر عليها لتتحرك في وقت وقوع الزلزال بالتحديد، ما يجعله مفاجئا.
وأضاف أنه في كل زلزال جديد يعرف العلماء تفاصيل أكثر عن هذه الظاهرة، وما زال العلم أمامه عشرات السنين لتوقع توقيت حدوث الزلزال، لكن ما معلوم حتى الآن هو مكان حدود كتل القشرة الأرضية، والتأثير الناتج عن حركتها، وما زال العلم لم يتوصل إلى ما يحدث في باطن القشرة الأرضية.
ولفت إلى أن أكثر الدول عرضة لهذه الهزة الأرضية سوريا وبعض ما يجاورها من العراق شرقا ولبنان جنوبا، هم أكثر الدول والمناطق المهددة بتبعات الزلازل الحادثة مؤخرًا.
وأضاف أنّه حاليا لا توجد وسائل للحد من تحرك او تجنب وقوعها، لأنها حركة نتيجة حركة في كتلة تحت باطن القشرة الأرضية، لكن قد نتجنب أخطارها من خلال تحديد مكان حدوثها ووقته، ويكون التجنب من ذلك أن يتم إبعاد الأهالي عن هذه المناطق وإخلاء العقارات، من خلال دور الأقمار الصناعية وجهود العلماء.