جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 03:19 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”شعب تعرض للخيانة”.. ”الجارديان” تصف أزمة لبنان

ازمة الخبز ب لبنان
ازمة الخبز ب لبنان

قالت صحيفة الجارديان البريطانية، أن فساد النخبة السياسية والمالية وشهوتهم إلى السلطة وعدم كفاءتهم، دفعت البلد المضطرب بالفعل إلى الهاوية، بينما يواجه الفقراء والطبقة الوسطى انهيارًا اقتصاديًا مع تلاشي الخدمات.

وفي افتتاحيتها بعنوان "أزمة لبنان، شعب تعرض للخيانة" ذكرت الصحيفة البريطانية ، إن الازدراء الذي أظهرته النخبة السياسية والمالية في لبنان لبقية مواطني هذا البلد، البالغ عددهم 6 ملايين، عاد بشكل واضح لا شك فيه.

وأشارت "الجارديان" إلى أنه رغم تخفيض قيمة الليرة اللبنانية بنسبة 90 %، فإن هذا الانخفاض غير كافٍ ليعكس انحدارها.

وأضافت: معدل التضخم من ثلاثة أرقام في إشارة إلى أنه رقم يصعب تخفيضه، في ظل تهاوي الاقتصاد، ما تسبب في انهيار الخدمات العامة، لافتة إلى أنه من دون استئجار مولد خاص، يمكن للأسر أن تتوقع فقط ساعة أو نحو ذلك من الكهرباء في اليوم، بينما أسهم نقص مياه الشرب في تفشي الأمراض، بما في ذلك مرض الكوليرا، الذي لم يعهده العالم منذ عقود.

وضربت "الجارديان" أمثلة تكشف المآسي التي يعيشها الشعب اللبناني، مشيرة إلى أن بعض الآباء في لبنان يرسلون أطفالهم إلى دور الأيتام، لأنهم لا يستطيعون إطعامهم.

بينما لجأ عدد من المواطنين إلى السطو المسلح، كطريقة وحيدة لاسترداد ودائعهم الخاصة التي انخفضت بشكل كبير بالقيمة الحقيقية من البنوك، عندما يكونون في أمس الحاجة إليها لدفع تكاليف الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية.

وبحسب الصحيفة البريطانية، يُعد هذا أحد أكثر الانهيارات الاقتصادية خطورة على المستوى الدولي، منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، وما يزيد صعوبة الموقف أنه يحدث هذه المرة في بيئة شديدة التقلب، إذ أطلق عليها البنك الدولي "الكساد المتعمد"، الذي دبرته النخبة، التي طالما استولت على الدولة وعاشت من ريعها الاقتصادي، بينما يتحمل الفقراء والطبقة الوسطى عبء الأزمة.

وذكرت أنه رغم أن مشكلات لبنان طويلة الأمد، تشمل الفساد والعنف وعدم الكفاءة وتنافس دول إقليمية على النفوذ عبر وكلاء، فإن التحديات تفاقمت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا مع تزايد المناورات السياسية والعنف الصريح المبني على الطائفية.

وأضافت الصحيفةكان هؤلاء في القمة يديرون مخطط بونزي لعبة مراهنات عبر دعم العملة من خلال جذب الدولارات من خلال أسعار فائدة خيالية للمستثمرين.

مخطط بونزي هذا هو نظام بيع هرمي، وشكل من أشكال الاحتيال من مجموعة تعمل على شكل كرة الثلج، تتمثل في وعد بربح كبير، ويمول هذا الربح من تدفق رأس مال نفسها لتستثمر تدريجيًا حتى انفجار فقاعة المضاربة.

وأشارت إلى أنه عام 2019، أثارت خطة التقشف المصممة لضبط الميزانية من دون المساس بمصالح النخبة، احتجاجات واسعة تطالب بإصلاح جذري وفرعي، لكن جائحة كورونا أوقفت تلك الاحتجاجات، وضاعفت أيضًا الصورة الاقتصادية اليائسة في البلاد

و في الرابع من أغسطس 2020، أدى انفجار مرفأ بيروت وهو أحد أكبر الانفجارات غير النووية على الإطلاق- إلى قتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف.

وعكست الكارثة وفق الصحيفة إخفاقات الدولة، وفشل التحقيق بعد أن أفرج النائب العام عن جميع المشتبه بهم الشهر الماضي.

ويطالب صندوق النقد الدولي وآخرون بالإصلاح، قبل تسليم أموال المساعدات، لكن أولئك الذين في القمة لا يمكنهم الاتفاق على رئيس ويبدو أن محاولات استبدال حكومة تصريف الأعمال توقفت.

وأضافت الصحيفة: يبدو أن هناك احتمالًا أقل لموافقتهم على الإصلاح، الذي يرون أنه تنازل عن السلطة والامتيازات التي يتمتعون بها، فضلًا عن أن كثيرين منهم من أمراء الحرب، الذين ربما يشعرون بأنهم قادرون على الإثراء، حتى لو انزلق لبنان إلى الصراع مرة أخرى، كما يخشى البعض.

وفي ما يخص الأطراف الخارجية ودورهم في الأزمات التي تشهدها لبنان، أوضحت "الجارديان" أنهم كانوا أيضًا "جزءًا من المشكلة وليس الحل.

وكما لاحظ الخبير الاقتصادي نديم شحادة في قمة باريس الأخيرة، فإنه يبدو أن للعالم كله رأيًا بانتخاب رئيس في لبنان، في إشارة إلى التدخل الخارجي الذي يشهده هذا البلد، بينما أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الغضب، لأنه وعد اللبنانيين بالتصرف نيابةً عنهم، ثم فشل بشكل واضح في المتابعة.

وتتمثل إحدى الخطوات الصغيرة إلى الأمام في تخصيص مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، بعثة لتقصي الحقائق بشأن انفجار مرفأ بيروت، رغم السخرية من إمكانية نجاحه، وفق الصحيفة.

وختمت "الجارديان" افتتاحيتها بالقولالتغييرات الأكبر التي يحتاجها الشعب اللبناني تبدو مستحيلة في الوقت الحالي.