جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 06:11 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حكاية ”Bard” تطبيق جوجل المنافس لـ”chatgpt”

تعبيرية
تعبيرية

أحدث ظهور تطبيق شات جي بي تي chatgpt محرك البحث الذكي، هزة في عالم صناعة التكنولوجيا خصوصاً بين جوجل ومايكروسوفت.

في 23 يناير 2023 كشفت تقارير استثمار شركة مايكروسوفت مليارات الدولارات في شركة أوبن إيه آي OpenAI مطورة تطبيق ChatGPT، وذلك في تهديد صريح لهيمنة شركة جوجل المملوكة لشركة ألفابيت Alphabet Inc على محركات البحث.

وتعد شركة جوجل عملاقة محركات البحث، بعدما بلغت القيمة السوقية للشركة ما يقرب من 1.78 تريليون دولار أمريكي واحتلت المركز الأول متفوقة على شركة أمازون.

ورفضت مايكروسوفت الكشف عن مبلغ الاستثمار في OpenAI بالتحديد، فيما كان قد ذكر تقرير لموقع "Semafor" في وقت سابق من يناير 2023 أن مايكروسوفت تجري محادثات لاستثمار 10 مليارات دولار.

ورأت وسائل إعلام أمريكية عدة أنّ إطلاق "تشات جي بي تي" كان بمثابة خضّة لـ"جوجل" التي صحيح أنها كانت تحوز "لامدا"، إلا أنها انكبّت على العمل لابتكار أداة مشابهة لـ"تشات جي بي تي" في غضون مواعيد نهائية ضيقة.

ومن المتوقع أن تعرض "مايكروسوفت" الثلاثاء ما أحرزته من تقدّم في مشاريع عدة، فيما توقّعت وسائل إعلام أميركية أنّ الذكاء الاصطناعي سيكون الموضوع الأبرز وقد يخصّ محرك البحث "بينج".

ولم تقف غوغل مكتوفة الآيدي، فبالأمس أعلنت غوغل إطلاق روبوت الذكاء الاصطناعي بارد Bard للمحادثة الخاص بها - منافس ChatGPT - ضمن مرحلة تجريبية، بعد أشهر قليلة من إطلاق برنامج "تشات جي بي تي" الذي ابتكرته شركة "أوبن ايه آي" الناشئة الأميركية.

وأوضح سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، الشركة الأم لـ"جوجل"، في بيان، أنّ الروبوت يهدف إلى الجمع بين اتساع نطاق المعرفة في العالم من جهة وقوة برامجنا اللغوية وذكائها وقدرتها على الابتكار من جهة أخرى".

وأشار إلى أنّ البرنامج "سيستند إلى المعلومات الموجودة عبر الإنترنت لتوفير إجابات حديثة وذات نوعية عالية". وتختلف طريقة عمل "بارد" هذه عن تلك الخاصة بـ"تشات جي بي تي"، إذ يعتمد الأخير على قاعدة بيانات لجمع معلوماته لا على الانترنت. وسيكون "بارد" تالياً أشبه بمحرك بحث تقليدي كمحرك "غوغل".

ويتمتع روبوت المحادثة الخاص بـ"جوجل" بالقدرة على "شرح أحدث اكتشافات التلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لطفل يبلغ تسع سنوات".

واستثمرت شركة جوجل ما يصل إلى 400 مليون دولار في شركة Anthropic الناشئة المتخصصة في برامج الذكاء الاصطناعي، والتي تعتبر منافسًا لشركة OpenAI التي ابتكرت ChatGPT، ورفض كل من جوجل و Anthropic التعليق على صفقة الاستثمار، لكنهما أعلنا من خلال بيانات منفصلة عن شراكة تستخدم فيها Anthropic خدمات الحوسبة السحابية من "جوجل" دون الإعلانات عن مزيد من التفاصيل، وفقا لتقرير من وكالة بلومبج .

ويستند تطبيق الذكاء الاصطناعي Bard منافس ChatGPT إلى لامدا (LaMDA)، وهو برنامج حاسوبي صمّمته جوجل لتشغيل روبوتات المحادثة (تشات روبوتس)، وأعلنت مجموعة ماونتن فيو إطلاق أول نسخة منه عام 2021.

ومع أنّ الذكاء الاصطناعي منتشر منذ سنوات وحتى عقود في المجال التكنولوجي وخارجه أيضاً، سلّط إصدار "تشات جي بي تي" في نوفمبر الضوء على ما يسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على إنشاء محتوى أو نص أو رمز أو صورة أو صوت، استناداً إلى البيانات المُتاحة له.

وليس "تشات جي بي تي" البرنامج الأول من نوعه، إلا أنّ ما أثار المفاجأة فيه هو جودة الإجابات التي يوفّرها، سواء من خلال كتابة نصوص تتمحور على موضوع معين، أو شرح مسألة معقدة بطريقة مفهومة، أو حتى تأليف قصيدة أو كلمات أغنية.

وغرّد سانتياجو بومبو من شركة "ثوتسبوت" لتحليل البيانات، عبر تويتر، "إطلاق تطبيق الذكاء الاصطناعي بارد "Bard" منافس ChatGPT من جوجل اليوم، ونحن بانتظار برنامج مايكروسوفت غداً، هذا مشابه للسباق إلى الفضاء"، مشيراً إلى "حرب محركات البحث 2,0".

ولفت سوندار بيتشاي إلى أنّ استخدام "بارد" سيقتصر في المرحلة الراهنة على أشخاص "موثوق بهم، قبل إتاحته على نطاق واسع في الأسابيع المقبلة".

وتهدف مرحلة الاختبار خصوصاً إلى "التأكد من أنّ إجابات +بارد+ أصبحت على مستوى عالٍ من الجودة والأمان والتطابق مع المعلومات الفعلية"، بحسب بيتشاي.

وعلى غرار "تشات جي بي تي"، تُبهر روبوتات المحادثة مستخدميها بقدر ما تثير القلق لأنها رغم تجنيبها البشر مهاماً شاقة، تشكل تهديداً لوظائف عدة قد يعيد العاملون فيها النظر بفائدة هذه الأدوات.

ورداً بشكل غير مباشر على الأسئلة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، أكّد سوندار بيتشاي أنّ "جوجل" تعتزم "إنشاء أنظمة تنطوي على موثوقية".

وقال "ملتزمون بتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة"، مشيراً إلى أن "جوجل" تلجأ إلى منظمات خارجية وهيئات حكومية وخبراء "لجعل أداتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي آمنة ومفيدة".