جريدة الديار
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 10:37 صـ 3 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

التوسع في وحدات البيوجاز بالريف المصري يحقق الاستفادة للمنظومة الريفية

شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة وبنك الكويت الوطني - مصر، لدعم إنشاء محطة غاز حيوي مركزي تستهدف ١٥٠ مستفيد في محافظة أسيوط، وذلك بحضور الدكتور على أبو سنة رئيس جهاز شئون البيئة، والدكتور طارق العربي رئيس جهاز تنظيم إدارة المُخلفات، والدكتور طلعت عبد القوى الأمين العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية والأمين العام لمؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المُستدامة، والأستاذ ياسر الطيب نائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لبنك الكويت الوطني، والنائبة الدكتورة نشوى رائف عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب

قام بالتوقيع على المذكرة الدكتور طلعت عبد القوى الأمين العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية والأمين العام لمؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة، والأستاذ كريم كمال رئيس قطاع الوظائف المساندة ببنك الكويت الوطني.

وجهت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، خلال توقيع مذكرة التفاهم الشكر لبنك الكويت الوطني على الدعم المقدم للسنة الرابعة على التوالي في نفس المجال وهو التوسع في إنشاء وحدات البيوجاز على مستوى محافظات الجمهورية.
كما وجهت وزيرة البيئة، خلال توقيع المُذكرة عدة رسائل هامة منها ما يتعلق بالمبادرات التي أطلقتها الرئاسة المصرية خلال مؤتمر المناخ COP27، وهما الإنتقال العادل للطاقة، ومُبادرة المُخلفات ٥٠ بمرور عام ٢٠٥٠، في أفريقيا وتدوير ٥٠٪ من المُخلفات في القارة بحلول عام ٢٠٥٠، مُضيفة أن القطاعان لهما تأثير مُباشر على غازات الإحتباس الحراري وزيادة درجة حرارة الأرض، مُؤكدة على إهتمام الدولة المصرية بكافة أجهزتها بإشراك القطاع الخاص والقطاع المصرفي ومنظمات المجتمع المدني والمرأة والشباب في هذه المُبادرة.

وأكدت وزيرة البيئة، على أهمية أن تكون الدولة المصرية سباقة من خلال تنفيذ ما أطلقته من مبادرات على المستوي الدولي، مُشيرة أن توقيع مذكرة التفاهم اليوم بين المؤسسة وبنك الكويت الوطني يعد خير مثال على خفض غازات الاحتباس الحراري وإعادة تدوير المخلفات سواء مخلفات الماشية أو المخلفات الزراعية، كما يعطي نموذجاً للإقتصاد الدوار وكيفية إعادة تدوير المخلفات من إستخراج سماد أو غاز يصب بصورة مباشرة فى قضية يعاني منها العالم أجمع وهي قضية الأمن الغذائي ، بإعتباره مصدر من مصادر الطاقة لهم.

وأشارت وزيرة البيئة، إلى مبادرة حياة كريمة وتكليفات رئيس الجمهورية بالتوسع في إنشاء وحدات البيوجاز في الريف المصري للعمل على إعادة تدوير المخلفات وتوفير طاقة بديلة وسماد للأراضي الزراعية في نفس الوقت، مُؤكدة على أن إستفادة جميع الأطراف في المنظومة الريفية، فمن ناحية إنشاء تلك الوحدات والتي أصبحت مصدر رزق للشباب وفتح شركات صغيرة، ومن ناحية أخرى تستفيد السيدة الريفية من الغاز من خلال الموارد المتاحة لديها فى البيت الريفي، والمزارع من وجود السماد، مؤكدة على أن تلك المنظومة لها بعد إجتماعي مهم وهو إرتباط الأسرة في الريف المصري بمواطن النشأة.

وأضافت وزيرة البيئة، أن توقيع مذكرة التفاهم تأتى في إطار إحتفال مصر خلال هذا الشهر بيوم البيئة الوطني ٢٧ يناير وهو يوم صدور أول قانون للبيئة، موجهة الشكر لدولة رئيس مجلس الوزراء على إعتماد هذا اليوم في عام ٢٠١٩ كيوم للبيئة الوطني، مُشيرة أن كل دولة تحتفل بيوم خاص بها حيث تتكاتف فيه كافة أطياف وفئات المجتمع من قطاع خاص وقطاع مصرفي والمرأة والشباب لعرض المساهمات الخاصة بهم في مجال البيئة، لافتة إلى أن توقيع مذكرة التفاهم تعد خير دليل على تلك الشراكة بين المجتمع المدني ممثلا في مؤسسة الطاقة الحيوية والجانب الحكومي ممثلة في جهازي شئون البيئة وتنظيم إدارة المخلفات والقطاع المصرفي ممثل فى بنك الكويت الوطني وكذلك المحليات ممثلة في محافظة أسيوط.

وأفادت وزيرة البيئة، بأن تلك التجربة تعد نموذجا ملهما لتكاتف كافة الأطياف حول هدف مهم على المستوى الوطني وله تأثيره المباشر على إلتزامات مصر الدولية واستمرارها في ظل الأزمة الإقتصادية على استكمال البرامج والمشروعات الوطنية وإجتياز هذه الأزمة في ظل هدف وإيمان بتلك الغاية كما تم إجتياز الأزمات السابقة.

وأكدت وزيرة البيئة، أن هذا التعاون يعد إستمراراً لنجاح الطرفان، وذلك عقب دعم إنشاء ١٢١ وحدة منزلية لإنتاج الغاز الحيوي في المنيا وسوهاج على مدار ثلاث سنوات، كما أنه يأتي في إطار دعم جهود الدولة نحو تحقيق المشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري من خلال تعميم تجربة إنتاج الوقود الحيوي من المخلفات العضوية في جميع القرى المصرية في مختلف محافظات مصر.

وأوضحت وزيرة البيئة، أن هذه المبادرة تهدف إلى تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠ من خلال دعم الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري من خلال دعم المجتمعات الريفية والرفع من مستوي المعيشة مما يدعم جهود وزارة البيئة لتنفيذ المبادرة الرئاسية إتحضر للأخضر وكذلك تحقيق اقتصاد تنافسي متنوع وخلق فرص عمل خضراء لائقة للشباب، بالإضافة إلى الحفاظ علي نظام بيئي متكامل من خلال التخلص الآمن من المخلفات.
وبموجب البروتوكول يقدم بنك الكويت منحة قدرها ٢٥٠٠٠٠٠ (اثنان مليون وخمسمائة ألف جنيه مصريًا) لإنشاء محطة غاز حيوي مركزية بمحافظة أسيوط لإستهداف ١٥٠ مستفيد لتوفير مصدر للطاقة وإنتاج سماد عضوي و إتاحة التدريبات التطبيقية بهدف إتقان أداء العمليات بكفاءة وفاعلية وكذلك دعم الإقتصاد الحيوي الصناعي، وذلك من خلال التخلص الآمن من المُخلفات، على أن تتولى مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المُستدامة إختيار الشركات المنفذة والإشراف الفني التام على التنفيذ بجميع مراحله، وإستصدار كافة التصاريح والموافقات الخاصة بالمشروع والإشتراك مع محافظة أسيوط في إختيار المستفيدين.

ومن جانبه، وجه الدكتور طلعت عبد القوى الشكر بإسم جميع الجمعيات والمؤسسات الأهلية للدكتورة ياسمين فؤاد على نجاح مؤتمر تغير المناخ COP27، والذي يُعد نجاحاً يُدرس في ظل ما يشهده العالم من معانات ومشاكل وأزمات إقتصادية وأمنية كما يعد رسالة على أمان مصر وإستقرارها، ونجاحًا على مستوى التعاون بين الحكومة والمجتمع المصري حيث شهد هذا المؤتمر إختلافًا كبيرًا عن سابقيه بالخروج بقرارات واقعية بعيداً عن التوصيات كما كانت الدولة المصرية سباقة بعمل خطط تنفيذية وبرامج ترجمتها إلى قرارات فعلية.

وأضاف طلعت عبد القوي، أن ما نشهده اليوم يعد نموذجاً نفخر ونعتز به في ظل ما كنا نعانيه تاريخيا من كيفية التخلص من المُخلفات الزراعية والحيوانية وما تسببه من تلوث بيئي نتيجة تلك المُخلفات والعمل على تحويل تلك المخلفات بفكر ورؤية جديدة من التخلص منه إلى الاستفادة وتحويل تلك التجربة من الفرص الضائعة إلى الفرص الموجودة من خلال تحويل تلك المخلفات طاقة والمساعدة في حل مشكلة تواجه العالم أجمع وتوفير فرص عمل وتمكين المرأة المصرية اقتصاديا وإجتماعياً.

وتابع عبد القوي، أن تبنى المؤسسة برئاسة معالي الوزيرة هذه التجربة تعد فكرة رائدة ويمكن تعميمها في كل قري مصر للإستفادة من هذا المشروع الحضاري، مُشيراً أن مبادرة السيد رئيس الجمهورية حياة كريمة تعد أيضا نموذجا غير مسبوق على مستوى العالم حيث شملت تنمية الريف المصري في كل جوانب الحياة به من مرافق وخدمات وغيرها.

ومن جانبه، أكد الأستاذ ياسر الطيب أن إعتماد مشروعات البيوجاز على أساس الشراكة بين القطاعين العام والخاص والجهود الشعبية المبذولة من قبل أصحاب تلك المشروعات بالقرى يمثل عاملاً هاماً لاستدامة تلك المشروعات وتوسعها المستقبلي على نطاق أكبر وأكثر إنتشاراً.

كما أكد أن هذا المشروع يروج لمفاهيم جوهرية في مجال التنمية وهى الاستدامة والاقتصاد الدائري، مُشيراً إلى المسؤولية المجتمعية التي تُعد أحد ركائز بنك الكويت الوطني لتحقيق الاستدامة والتي تهدف إلى المساهمة بشكل فعال في تطوير المجتمعات المحلية من خلال تبني سياسة جديدة للمسؤولية الاجتماعية تهدف إلى تعزيز مساعي الدولة المصرية في تنميه محور التنمية الاقتصادية ومحور التنمية العمرانية للمناطق الأكثر احتياجا، كذلك توفير فرص وتوفير الرعاية الصحية.

وأكد المهندس وائل رضوان المدير التنفيذي لمؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المُستدامة، على الدور الذي تقوم به المؤسسة في نشر تطبيقات تكنولوجيات الطاقة الحيوية في مصر من خلال إزالة جميع التحديات الفنية والمالية لتوطين هذه التكنولوجيا والتي تساهم في زيادة المزايا التنافسية للإقتصاد المصري وتحقق مردود ايجابي هائل علي النواحي البيئية والاجتماعية والاقتصادية، حيث قامت المؤسسة بإنشاء والإشراف علي إنشاء أكثر من ١٨٤٣ وحدة تنتج حوالي ١,٩ مليون متر مكعب من الغاز الحيوي سنوياً وهو ما يعادل أكثر من ٦٥ ألف إسطوانة بتوجاز وتعالج ٤٩ ألف طن من المخلفات الحيوية، كما تنتج ٤٩ ألف طن من السماد الحيوية تكفى لتسميد ٦٠٠٠ فدان يستفيد منها ٩٠٠٠ مواطن، كما نتجت عن هذه الأنشطة ٣١ شركة ناشئة وخلقت ٧٢ فرصة عمل مباشرة و ٩٣ فرصة عمل غير مباشرة.