جريدة الديار
الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 07:39 مـ 2 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

المارد النووي يستيقظ.. دبابات ”ليوبارد” الألمانية تستفز موسكو

دبابة ليوبارد 2A6
دبابة ليوبارد 2A6

ألمانيا تعطي الضوء الأخضر لتسليم دبابات "ليوبارد" لأوكرانيا في خطوة تستفز روسيا وتنذر بإيقاظ المارد النووي في توقيت فارق من عمر الحرب.

واليوم الأربعاء، أعلنت الحكومة الألمانية منح الضوء الأخضر لتزويد كييف -بناء على طلبها- بهذه الدبابات التي من المنتظر أن تحدث نقلة في النزاع المستمر منذ نحو عام.

وجاء الإعلان في بيان صادر عن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان هيبشترايت، وبذلك ستسلم برلين 14 دبابة من طراز ليوبارد 2A6 إلى أوكرانيا من مخزون جيشها، كما ستسمح بذلك للدول الراغبة في تزويد كييف بالدبابات التي بحوزتها.

وحتى الآن، أعلنت فنلندا وبولندا أنهما على استعداد للقيام بذلك، وظلتا بانتظار التصريح الألماني، حيث أرسلت وارسو التي تريد إنشاء "تحالف من الدول التي تدعم أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2" طلبا رسميا بهذا المعنى أكدت برلين تلقيه الثلاثاء.

ويقول مراقبون إن هذه الدبابات ستساعد القوات الأوكرانية بشكل كبير على التصدي لروسيا التي أحرزت تقدما باتجاه مدينة باخموت عقب سيطرتها على سوليدار.

ومستبقا ردود الفعل المحلية، أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، اليوم، أن الدبابات لن تكون قابلة للتشغيل في أوكرانيا قبل ثلاثة أو أربعة أشهر على الأرجح.

وشدد على أن "برلين لن تصبح طرفا في الحرب الأوكرانية وسنحرص على ذلك".

من جانبه، أوضح المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت، أن برلين تعتزم في خطوة أولى تسليم أوكرانيا 14 دبابة ليوبارد 2ايه 6 من مخزونات الجيش الألماني.

وقال هيبشترايت إن الهدف هو تجميع كتيبتي مدرعات بدبابات ليوبارد 2، مشيرا إلى أن هناك شركاء أوروبيين سيوفرون من جانبهم أيضا دبابات لهذا الغرض.

رئيس رابطة الجيش الألماني، أندري فوستنر، حذر من أن جاهزية الجيش الألماني ستضعف بشكل أكبر عند التسليم المتوقع لدبابات "ليوبارد" القتالية من ألمانيا لأوكرانيا.

وقال فوستنر اليوم الأربعاء في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني (زد دي إف)، إن تسليم الدبابات سيكون "أمرا جيدا لأوكرانيا من ناحية، لكن سيئا في المقابل بالنسبة لجاهزية الجيش الألماني".

وأضاف أنه لا ينبغي الاعتقاد بأن الحرب في أوكرانيا ستنتهي في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر أو أن الأمر سيتوقف عند الدبابات التي سلمتها ألمانيا بالفعل أو تعهدت بتسليمها.

وطالب فوستنر السياسيين بتدعيم صناعة السلاح حتى تتوفر المعدات اللازمة في السنوات القادمة، "إذا كنا لا نرغب في دعم أوكرانيا فحسب، بل نريد أيضا أن نكون قادرين على الدفاع عن أنفسنا مرة أخرى".

لم يتأخر الرد الروسي على الترخيص الألماني، حيث وصفت سفارة روسيا في ألمانيا قرار برلين بتزويد كييف بدبابات ليوبارد 2 بـ"الخطير للغاية"، وسيأخذ الصراع إلى مستوى جديد.

والتحذيرات الروسية بدت متواترة مؤخرا واستبقت الضوء الألماني، وتذكر بتداعيات الخطوة على العلاقات بين موسكو وبرلين.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الكرملين أنه في حال قامت الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بدبابات ثقيلة فإن تلك الآليات ستُدمَّر في ساحة المعركة.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: "من الناحية التكنولوجية، الخطة فاشلة. إن ذلك مبالغة في تقدير الإمكانات التي ستُضاف للجيش الأوكراني".

وأضاف أن "هذه الدبابات ستحترق مثل سواها. إنها باهظة الثمن فحسب".

وعرض الكرملين مجموعة من الردود على خطط حلفاء كييف بدعم القوات الأوكرانية بدبابات ليوبارد، حيث أعلن بيسكوف أن أي إمدادات من الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا ستترك "أثرا لا يُمحى" على العلاقات الثنائية بين موسكو وبرلين.

وقبل ذلك قال إن الأسلحة الغربية المرسلة لأوكرانيا من شأنها فقط إطالة أمد النزاع، ومفاقمة معاناة المدنيين الأوكرانيين في نهاية المطاف.

بمنح ألمانيا الضوء الأخضر لتزويد كييف بالدبابات، تتجه الحرب الأوكرانية لأضيق حلقاتها وأكثرها تعقيدا، وسط مخاوف من توسع نطاقها.

وفي ظل تعهد حلف شمال الأطلسي "ناتو" بتقديم أسلحة ثقيلة لكييف، قد يصبح النووي من بين الخيارات المطروحة على الطاولة، وهو الطرح الذي لطالما حذر منه خبراء منذ اندلاع النزاع.

كما أن واشنطن أعلنت الخميس حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 2.5 مليار دولار، تشمل مركبات مدرعة.

وفي غضون ذلك، يحشد الاتحاد الأوروبي لرفع وتيرة تسليح كييف ليس فقط للدفاع وإنما أيضا للهجوم.

ففي تصريحات سابقة، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن الدول الأوروبية مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة.

واعتبر أنه "علينا أن نمنح أوكرانيا الأسلحة اللازمة ليس فقط لصد الهجمات كما يفعلون حاليا، وإنما لاستعادة أراض أيضا".

وفي ديسمبر الماضي، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين، عن أهمية "الثالوث النووي" في تحقيق توازن الردع وضمان استقرار العالم.

حديث لم يكن عبثيا، حيث اختزل الرؤية الروسية في التعامل مع مجريات الحرب وتطوراتها من خلال طرح خيارات ردع ومواجهة أي طارئ.

و"الثالوث النووي" مصطلح يعتمد على أسلحة ردعية من طراز صواريخ بعيدة المدى ذكية وعالية الدقة، تحمل رؤوسا نووية مهمتها الردع الاستراتيجي الشامل.

وفي العقيدة العسكرية الروسية يضم "الثالوث النووي" القوات النووية الجوية والبرية والبحرية.

فهل دقت الساعة التي يخشاها العالم؟ مراقبون يرون أنه لا يزال من المبكر الجزم بذلك، وإن لا يمكن استبعاد أي سيناريو في ضوء الاستفزاز الغربي الواضح والمتعمد لموسكو.