سرقات واحتجاجات.. تكاليف المعيشة تنهش القارة العجوز
بلغت موجة الغلاء المعيشي في القارة الأوروبية ذروتها، حيث أصبح الفقر يلامس الكثير من مواطني الدول الأوروبية، وأصبح غلاء الأسعار مأزق يؤرق كل الأسر ببلدان القارة العجوز.
وذلك بالتزامن مع بلوغ معدلات التضخم في بعض الدول للأعلى على الإطلاق، أو لأقصها منذ عقود، فيما وصل معدل التضخم في منطقة اليورو إلى 9.2%، وفقاً لمؤشر أسعار المستهلكين الاوروبي على المستوى السنوي.
ولعل أزمات المعيشة من أبرز المخاطر التي تواجه العالم في العام الجاري، وما يعزز هذا هو أن المنتدى الاقتصادي العالمي سلط الضوء على أبرز المخاطر العالمية لعام 2023، على رأسها أزمة تكلفة المعيشة.
وهذه المخاطر ظهرت بقوة على الأسعار و تكاليف المعيشة في بلدان القارة الأوروبية، مما دفع البعض منهم للإحتجاج و الآخر للإستغناء، فيما ذهب البعض للجوء إلى بنوك الطعام لسد احتياجاتهم، أما البعض الآخر فقد لجأ لتدبير احتياجاته بالسرقة.
سرقة الطعام في بريطانيا
ففي بريطانيا، انتشرت سرقات المنتجات الغذائية مثل اللحوم والأجبان في المتاجر البريطانية، مما دفعها لوضع أقفال و حراسات على المنتجات الغذائية.
وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة ميرور البريطانية، حيث أفادت أن المتاجر الكبرى في بريطانيا؛ قررت تركيب أجهزة مضادة للسرقة على بعض المنتجات الغذائية، حيث لجأ البريطانيين إلى سرقة العناصر لمواجهة ارتفاع تكلفة المعيشة.
وبحسب إحصائيات بريطانية في بلغت تلك السرقات نسبة 18% في الـ12 شهرا المنتهية في يونيو مقارنة بنفس الفترة العام السابق.
ولم يقف الأمر في بريطانيا عند هذا الحد، بل أصبحت الإحتجاجات العمالية من الأشياء المسلم بها، حيث باتت تتكرر بشكل يومي بين العاملين في قطاع السكك الحديدية، و التمريض و الإسعاف و البريد.
والجدير بالذكر أن معدل التضخم السنوي في بريطانيا، قفز إلى أكثر من المتوقع، حيث وصل إلى أعلى مستوى في 41 عاما.
الألمان يلجأون لبنوك الطعام و الإحتجاج
أما ألمانيا، فقد رصدت استطلاعات الرأي، أن الخوف من غلاء المعيشة يمثل مصدر القلق الأول في البلاد، حيث أن ثلثي الألمان بنسبة 67%، يشغلهم الخوف من ارتفاع تكاليف المعيشة.
وذلك بعدما شهدت أسعار الطاقة و المواد الغذائية ارتفاعات كبيرة في المتاجر الألمانية، وهو ما احتجاج البعض ولجوء البعض الاخر إلى بنوك الطعام.
وبحسب إحصائيات المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية "دي آي دبليو" (DIW)، فإن عدد الأفراد الذين يعتمدون على تدبير احتياجاتهم الغذائية من بنوك الطعام في ألمانيا، بلغ نحو 1.1 مليون شخص.
فيما بلغ التضخم في ألمانيا إلى مستويات قياسية، ووفقاً لما ذكره المكتب الاتحادي للإحصاء ارتفاع مستوى التضخم في ألمانيا، حيث أشار إلى أن هذه المستويات لم تشهدها ألمانيا منذ خمسينيات القرن العشرين.
أسعار البيض في فرنسا تدفع للإحتجاج
فيما شهدت فرنسا أزمة كبيرة في تكاليف المعيشة، فعلى سبيل المثال وصلت أسعار الطيور و البيض إلى معدلات قياسية، مما دفع البعض للإحتجاج، وذلك بجانب أزمة الوقود والطاقة التي أصبحت تضرب باريس بشكل مستمر.
ووفقاً لإستطلاع رأي أجرته صحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، فأن غلاء المعيشة يهدد فرنسا بصراع اجتماعي خلال العام الجاري.
وذلك في الوقت الذي وصل معدل التضخم في فرنسا، لإرتفاعات غير مسبوقة، حيث بلغ نسبة 5.2 % على مدى العام 2022 بأكمله، وهذا وفقاً لما أعلنه المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية في فرنسا.