جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 08:25 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

واشنطن بوست تكشف تحول خطير في مسار الحرب الروسية الأوكرانية

منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية
منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية

تتوالى التطورات وتدخل منحنيات خطرة وتتسع رقعة الجبهات، وتتعدد الأطراف المتورطة، وهو ما رأته صحيفة واشنطن بوست أمرًا خطيرًا في مسار الحرب الروسية، بعدما وافقت الولايات المتحدة على تدريب القوات الأوكرانية، في ولاية أوكلاهوما، على كيفية استخدام نظام الدفاع الجوي باتريوت.

ونوهت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة، تعقد موقف أمريكا من الحرب، وتشعل توترها مع موسكو .

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن تدريب القوات الأوكرانية على نظام الدفاع الجوي باتريوت، سيبدأ الأسبوع المقبل في ولاية أوكلاهوما.

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن من 90 إلى 100 جندي أوكراني سيتدربون على تشغيل وصيانة النظام الدفاعي باتريوت لأشهر عدة.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين كبار، قولهم: البنتاجون يخطط لجلب القوات الأوكرانية إلى الولايات المتحدة، للتدريب على نظام الدفاع الصاروخي باتريوت.

ورأت الصحيفة أن الخطوة تُعد أحدث إشارة على تزايد تورط الغرب بشكل عام، بعد إعلان إرسال مدرعات قتالية متطورة إلى أوكرانيا، واقترابه من عتبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وعن تفاصيل التدريب، أوضحت "واشنطن بوست" أن التدريبات ستكون الأسبوع المقبل، في قاعدة "فورت سيل" جنوبي غرب أوكلاهوما سيتي، التي تُعد مَوطنًا لبرنامج التدريب الدفاعي الصاروخي الأساس لأنظمة باتريوت الخاص بالجيش الأمريكي، إضافة إلى مناهج أخرى لتعليم الأمريكيين مناورات المدفعية الميدانية.

وحسب الصحيفة، تأتي الخطوة في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، الشهر الماضي، بالموافقة على إرسال نظام باتريوت إلى أوكرانيا، التي عانت لأسابيع هجمات صاروخية روسية عنيفة على شبكة الطاقة والبنية التحتية الحيوية.

وأعلنت ألمانيا الأسبوع الماضي أنها سترسل بطارية باتريوت لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، حيث يواجه الملايين انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، الذي بدوره أضر بشبكات الطاقة في ظل شتاء قارس، ومنع من الوصول إلى شبكة الإنترنت، في أجزاء كبيرة من البلاد.

وقال الجنرال باتريك رايدر المتحدث باسم "البنتاجون": التدريب سيعد نحو 90 إلى 100 جندي أوكراني "لتشغيل وصيانة" النظام الدفاعي من خلال التعليمات التي ستستغرق أشهرًا عدة.

وأضاف: هذا هو العدد المطلوب لتشغيل بطارية باتريوت، التي تتضمن عادةً ثماني قاذفات، كل منها قادرة على حمل ما بين أربعة و16 صاروخًا جاهزًا لإطلاق النار، اعتمادًا على نوع الذخيرة.

وأوضح رايدر أن أنظمة باتريوت الأمريكية بمجرد دخولها الميدان ستسهم في قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية، وتوفر قدرة أخرى للشعب الأوكراني، للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الجوية الروسية المستمرة.

وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي أنها قررت تسليم أنظمة باتريوت لأوكرانيا، موضحة أنها ستكون حاسمةلها في مواجهة روسيا.

من جهة أخرى كشف المتحدث باسم "البنتاجون" أن برنامج التدريب المشترك على الأسلحة، الذي سبق إعلانه لصالح الكتائب الأوكرانية في أوروبا، سيبدأ أيضًا خلال الأيام المقبلة، مشددًا على أن الأمر "لن يتطلب زيادة كبيرة ولا أي زيادة في عدد المدربين الأمريكيين المنتشرين في أوروبا".

وأشارت الصحيفة، إلى أنه مع اقتراب حرب أوكرانيا من عامها الأول، يصف المسؤولون الأمريكيون القتال بأنه مجمّد جزئيًا.

بينما ركزت القوات الروسية جهودها -خلال الأسابيع الأخيرة- على بلدتي باخموت وسوليدار الشرقيتين، حيث كان القتال مكثفًا، لكنه لم يسفر -حتى الآن- عن مكاسب كبيرة في ميدان المعركة لأي من الجانبين.

وأصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانًا قالت فيه: "ما زالت سولدار محاصرة من الشمال والجنوب، من القوات الروسية المحمولة جوًا"، مشيرة إلى أن سلاح الجو الروسي ينفذ غارات على معاقل العدو، وتشارك القوات المهاجمة في معارك داخل المدينة.

وقال بيان الجيش، إن قوات موسكو استولت على قرية بيدهورودني بالقرب من باخموت.

كان يفغيني بريغوزين، من مجموعة فاغنر، قد أصدر بيانًا الثلاثاء قال فيه إن وحداته سيطرت على سوليدار، وأود أن أؤكد مرة أخرى أنه لم تشارك أي وحدات أخرى في اقتحام سوليدار باستثناء شركة فاغنر العسكرية الخاصة.

وعرض بريغوزين -من خلال قناته على "تلغرام"- صورة تدعي أنها تظهر وحدات فاغنر داخل أنفاق منجم الملح في المدينة، رغم أنه لا يمكن التحقق من الصورة بشكل مستقل.

وقال الكرملين الأربعاء إنه يحرز تقدمًافي العمليات العسكرية حول سوليدار وإن قواته تتمتع بزخم إيجابي، لكن المتحدث باسم الكرملين لم يؤكد سقوط المدينة.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية: القوات الروسية ومقاتلو فاغنر يسيطرون على الأرجح على معظم المستوطنة.

وبحسب "واشنطن بوست"، وصف مسؤول عسكري أمريكي كبير اشترط عدم كشف هويته، بموجب القواعد التي حددها "البنتاجون" لمسؤوليه المعارك على الأرض في أوكرانيا، خصوصًا في باخموت وسوليدار، بأنها وحشية، حيث أطلقت القوات الروسية والأوكرانية الآلاف والآلاف من قذائف المدفعية.وقدرت الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة أن أكثر من 100 ألف جندي من البلدين قُتلوا أو جُرحوا حتى الآن.

وحسب الصحيفة، فإن القوات الأمريكية تستغرق عادةً نحو عام من التدريب على أنظمة باتريوت، قبل استخدامها في الميدان، قائلة إن "البنتاجون" يبحث -في الوقت الحالي عن طرق لتقليص هذا الجدول الزمني للقوات الأوكرانية، بالنظر إلى الحاجة الملحة لتعليمهم وإعادتهم إلى الوطن.

وأكد المتحدث باسم "البنتاجون" أنه ليس لديه أي خطط أخرى لجلب القوات الأوكرانية إلى الولايات المتحدة، للتدريب على أنظمة أسلحة إضافية، رغم أنه لا يستبعد هذا الاحتمال، إذا ظهرت في الأفق حاجة ملحة إلى ذلك.

وأوضح أن الاعتماد على قاعدة فورت سيل حيث توجد مدرسة بالفعل للتدريب سيساعد الولايات المتحدة في "تسريع" التدريب بموجب تعليمات من الجيش الأمريكي.

وبيّن أنه من خلال العمل بشكل منفصل عن الطلاب الأمريكيين، سيتلقى الجنود الأوكرانيون تعليمات داخل الفصول الدراسية، وعلى نظام باتريوت نفسه، وفي مختبر محاكاة.

وترى الصحيفة، أن بوتين، استغل تورط دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الحرب، ووصف جهود الولايات المتحدة وحلفائها لتدريب وتسليح أوكرانيا بأنه تواطؤ، كما حذر مرارًا من أنه إذا شعرت روسيا بالتهديد من قوى خارجية، فإنها لن تتردد في الانتقام.

في المقابل، لجأ الكرملين إلى خصوم الولايات المتحدة الآخرين، كإيران وكوريا الشمالية، للمساعدة في تجديد مخزون أسلحته، مع تأثر صناعة الدفاع لديه، بسبب العقوبات الغربية المتلاحقة.

وما يزيد المخاوف من انتقال المواجهة في أوكرانيا، إلى مواجهة صريحة بين موسكو والناتو، وصف أحد أكبر حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا بالمواجهة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي.

باتروشيف جاسوس سوفيتي سابق، ويعرف بوتين منذ سبعينيات القرن الماضي، ويعد من المسؤولين المتشددين في دائرة القرار الروسي.

وقال باتروشيف، في مقابلة مع صحيفة أرجومانتي إي فاكتي، إن الأحداث في أوكرانيا لا تمثل مواجهة بين موسكو وكييف، بل ما يحدث مواجهة عسكرية بين روسيا والناتو، خصوصًا الولايات المتحدة وبريطانيا.

وأضاف باتروشيف، الذي زار بكين مؤخرًا، في سعي روسي واضح إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع الصين: الغربيون يريدون تمزيق روسيا وربما محوها من الخريطة السياسية العالمية.

الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمستشار الألماني، أولاف شولتز، أن واشنطن وبرلين ستزودان الجيش الأوكراني بمدرعات من طراز برادلي ومادير، بينما فتح نقاش في تزويد كييف بدبابات قتالية غربية.كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل ذلك بساعات تزويد كييف بعربات مدرعة قديمة نسبيًا، ولكن هجومية.

وبحسب "واشنطن بوست"، يعتمد نظام باتريوت، الذي استخدم لأول مرة في القتال خلال حرب الخليج، لإخراج صواريخ سكود العراقية على رادار متطور لتتبع التهديدات، بما في ذلك صواريخ كروز والصواريخ البالستية، وإطلاق صواريخ بعيدة المدى لاعتراضها.

وعادةً ما ينشر نظام باتريوت على ظهر شاحنة، إذ يتطلب طاقمًا من ثلاثة جنود على الأقل للعمل، مع دعم كبير مطلوب لإبقائها تعمل.

وقالت الصحيفة، إن خطة إجراء التدريبات تأتي في الوقت الذي تقوم فيه إدارة بايدن بسلسلة من التحركات، لتحويل الجيش الأوكراني من قوة قادرة بشكل أساس على وقف التقدم الروسي، إلى قوة يمكنها شن عمليات هجومية أكثر نجاحًا، لاستعادة أراضيها من السيطرة الروسية.

وأبلغ مسؤولون أمريكيون كبار الصحيفة، بأن البنتاجون يستعد أيضًا لتدريب مئات الجنود الأوكرانيين بوقت واحد في منشأة أمريكية بألمانيا، مع التركيز على ما يسميه الجيش الأمريكي حرب الأسلحة المشتركة الذي يدمج العمليات البرية بالمدفعية بعيدة المدى والطيران والأسلحة الأخرى.

وفي إطار التطوير لأشهر، أعلن البرنامج التدريبي الموسع في ألمانيا الشهر الماضي، قبل زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن، حيث طلب المزيد من المساعدات العسكرية.

كان بايدن وافق خلال الأسابيع الأخيرة على توسعة عمليات نقل الأسلحة إلى أوكرانيا، وأعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل مركبات برادلي القتالية المدرعة والمدفعية ذاتية الدفع وآلاف طلقات الذخيرة لدعمها.

وقال مسؤولو دفاع أمريكيون إن هذا الجهد يهدف إلى تغيير الديناميكية في ساحة المعركة، وتمكين القوات الأوكرانية من إحراز تقدم أكبر على طول الخطوط الأمامية للحرب، التي ظلت ثابتة في الغالب لأشهر عدة.ويواصل المسؤولون الأوكرانيون السعي للحصول على قدرات إضافية لا يمتلكها جيشهم حاليًا ، بما في ذلك دبابات القتال الغربية مثل أبرامز، المصنوعة في الولايات المتحدة.

كانت واشنطن مترددة في تلبية جميع طلبات زيلينسكي للأسلحة المتطورة، مع مراعاة تهديد بوتين بالانتقام، ومتطلبات التدريب والاستدامة التي يجلبها كل نظام جديد.

وقال رايدر: المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون سيواصلون مناقشة ما تحتاجه أوكرانيا، والبنتاغون يتطلع إلى تزويدهم بالقدرات التي يحتاجون إليها، ليس فقط للدفاع عن بلادهم، ولكن حتى يتمكنوا من استعادة الأراضي المحتلة.