مسئول فرنسي يتوقع إنهيار باريس بسبب دولة عربية..ما القصة؟
تسبب مسئول فرنسي سابق في إثارة الجدل، في الأوساط السياسية و خصوصاً الفرنسية، بعدما كشف عن توقعه إمكانية انهيار الجمهورية الخامسة في فرنسا.
ولم يقف التوقع عند هذا الحد، بل توقع أيضا سقوط الحكومة الجزائرية، وذلك تزامناً مع بداية تحسن العلاقات بين فرنسا والجزائر بعد توترات سيطرة على الأجواء مؤخراً.
وجاءت هذه التوقعات من قبل السفير الفرنسي السابق في الجزائر اكزافييه دريانكور، وذلك عبر مقالاً له في صحيفة لوفيجارو الفرنسية.
وخلال مقاله عبر السفير الفرنسي السابق، عن إنتقاده لسياسة بلاده تجاه الجزائر، وهو ما اعتبره إنكاراً للواقع واستسلاماً أمام النظام الجزائري.
فيما أشار المسئول الفرنسي بقوله إلى أن “جميع المراقبين الموضوعيين يلاحظون أنه منذ عام 2020، ربما بعد أسابيع قليلة من الأمل، أظهر النظام الجزائري وجهه الحقيقي، فهو، نظام عسكري، مدرّب على أساليب الاتحاد السوفييتي السابق، بواجهة مدنية فاسدة، مثل سابقه الذي أسقطه الحراك، مهووس بالحفاظ على امتيازاته، وريعها، وغير مبال بمحنة الشعب الجزائري”.
وبحسب قوله فإن جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا سمحت للنظام الجزائر “تكميم الأفواه” بالبلاد، وتطرق إلى وجود خطاب معادي للفرنسيين في الجزائر تصاعد بعهد الرئيس عبد المجيد تبون.
وخلال المقال أيضا لفت السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر إلى أن بلاده تغض البصر عن الواقع الجزائري عن قصد أو “انتهازية وعمى”، إذ يتم في باريس التظاهر بالاعتقاد أن السلطة الجزائرية شرعية، إن لم تكن ديمقراطية، وأن الخطاب المعادي للفرنسيين شر ضروري ولكنه عابر.
هذا وقد أكد المسئول الفرنسي السابق، أن سياسة بلاده تجاه الجزائر خاطئة، وذلك من خلال قوله “الاعتقاد أنه بالذهاب إلى الجزائر والرضوخ للجزائريين في ما يتعلق بملفات كالذاكرة والتأشيرات، ستكسب فرنسا نقاطاً دبلوماسية، وتجر الجزائر نحو المزيد من التعاون، هو مجرد وهم وأكذوبة، على حد قوله”.
لذا فقد ذكر اكزافييه دريانكور خلال مقاله، أن “فرنسا تواجه مفارقة مزدوجة، فمن ناحية، التحالف بين جيش مناهض لفرنسا والإسلاميين حيث يشترك الاثنان في كراهية فرنسا، والإرادة القوية للقضاء على بقايا الاستعمار لغوياً وثقافياً، مع جعل فرنسا تدفع ثمن ماضيها الاستعماري، من خلال الهجرة والاعتذار، والمفارقة الثانية هي أنه بعد 60 عاماً من استقلال الجزائر، ما زالت مشكلة اتفاقات إيفيان تراوح مكانها، في إشارة إلى الامتيازات التي يحصل عليها الجزائريون في فرنسا”.
وعلى أثر ذلك فقد عبر السفير السابق ،عن تحذيره من أن الجزائر ستبقى مشكلة بالنسبة لفرنسا، فهي تنهار، لكنها قد تجرّ باريس معها.
فيما إختتم المسئول الفرنسي السابق حديثه بقوله أن الجمهورية الرابعة (أطاح بها ديجول سنة 1958) ماتت في الجزائر، متسائلاً هل “تستسلم الجمهورية الفرنسية الخامسة بسبب الجزائر؟”.
والجدير بالذكر ووفقاً لما ذكرته وسائل إعلام جزائرية، فأن
اكزافييه دريانكور كان سفيراً لفرنسا في فترتين بالجزائر من 2008 إلى 2012، حيث كان التوتر هو السائد في رئاسة نيكولا ساركوزي لفرنسا، ومن 2017 إلى 2020 بعد وصول إيمانويل ماكرون للرئاسة.