كفاح ونجاح .. قصة أحمد وتحقيق ”الرقم صعب”
أعرب النجم أحمد سعد، قبل أيام، عن سعادته عقب ترشيحه لجائزة أفضل مطرب في أفريقيا.
وقال الفنان المصري، عبر حسابه الشخصي بموقع "إنستجرام": "سعيد أنني أمثل مصر في هذا المهرجان الأفريقي الكبير، محتاج دعواتكم وأصواتكم".
وترشيح أحمد سعد لجائزة الموسيقى الأفريقية (أفريما)، جاء بعد عدد من النجاحات الكبرى التي حققها المطرب المصري على مدار العام الماضي، فكان متواجدًا بقوة خلال عدد من الأعمال الغنائية التي حققت انتشارًا واسعًا.
عاش "سعد" في 2022 حالة نشاط فني ملحوظ، بشكل انعكس على عدد مرات الاستماع لأعماله، فعلى سبيل المثال لا الحصر، احتلت أغنية "عليكي عيون" المرتبة الثالثة ضمن قائمة أكثر الأعمال استماعًا في منطقة الشرق الأوسط عبر منصة "سبوتيفاي"، فيما تجاوز عدد مشاهدات نفس الأغنية حاجز الـ202 مليون مشاهدة عبر موقع "يوتيوب".
امتدت حالة النشاط الفنية للنجم المصري إلى عالم الدعاية، فقدم أغنية لصالح إحدى المؤسسات الخيرية، وتبعها مؤخرًا بإعلان لإحدى شركات خطوط المحمول، وحققت الأغنيتان انتشارًا ملحوظًا.
ما بلغه أحمد سعد على مدار العام الماضي، جاء بعد فترة من عدم الاستقرار التي عاشها في الأعوام الأخيرة، فكانت أغلب الأنباء التي يذكر فيها اسمه ترتبط غالبيتها بمشكلاته وخلافاته التي نشبت بينه وبين طليقتيه النجمتين ريم البارودي وسمية الخشاب، دون التركيز على جهوده الفنية.
هذا التحول الملحوظ في مسيرة المطرب المصري، كانت جديرة بالوقوف منها عن قرب، وفي ذلك الصدد نرصد، خلال السطور التالية، رحلة تجاوز أحمد سعد لأزماته، وصولًا إلى ترشحه لـ(أفريما)، وهي من أعرق الجوائز الموسيقية على مستوى القارة السمراء.
قال الناقد المصري أحمد السماحي، إن حالة النشاط الفني لأحمد سعد لا تُعتبر تحولًا، بل مجرد تحد لكل من ارتبط بهم سابقًا ولإخوته، فهو يعلن لكل من حوله وجمهوره أنه قوي وقادر على التحدي، حتى بات "رقمًا صعبًا" بحسب تعبيره.
أضاف "السماحي"، بحسب"العين الإخبارية": "أحمد سعد موهبة مصرية حقيقية وأصيلة، حياته الشخصية ومشكلاته أثرت على فنه، حينما تخلص من كل هذه المؤثرات الخارجية عاد لفنه ونافس بقوة كل المطربين، بل وتفوق عليهم جدًا، مثلًا أغنية (عليكي عيون) تجاوزت 202 مليون مشاهدة، هذا لم يحدث في تاريخ مصر من قبل".
فيما رأى الناقد أمجد مصطفى، أن الفنان بصفة عامة حينما يتذوق طعم النجاح يحب أن يكرره، وهو ما حدث مع أحمد سعد، فيقول عنه: "قدم أعمالًا ناجحة بالنسبة إليه ولاقت أصداءً طيبة لدى الناس، وهذا بخلاف حفلاته خارج مصر وإعلانات المؤسسات الخيرية".
أردف "أمجد" بحسب "العين ": "النجاح مغر للفنان. أحمد سعد من النوع النشيط المتحرك، هو يغني ويلحن ولا يستهلك نفسه في شيء معين. من الواضح أنه يعيش حالة نشاط، هو يهتم بفنه وهذا ما يبقى للفنان لدى جمهوره".
من جانبه اعتبر الشاعر الغنائي عوض بدوي، أن سر تحول أحمد سعد مؤخرًا يتمثل في "عقلانيته"، شارحًا: "هو رأى أنه يجب أن ينتبه لعمله وفنه. هو موهبة كبيرة وصوت محترم ولا بد أن يأخذ مكانته، وكونه وصل إلى هذه المكانة فهذا أمر عظيم".
أشار "بدوي"، بحسب"العين "، إلى أن الأزمات التي عاشها "سعد" هي التي دفعته وحمسته لتعويض ما فاته داخل الوسط الغنائي: "لو عاش حياة طبيعية لما وصل إلى ما بلغه حاليًا، هو شعر أنه أضاع وقته وأهلك فنه في مناطق لم تعد عليه بالنفع".
وحرص أحمد سعد خلال الفترة الماضية على تقديم ألوان موسيقية مختلفة، ما بين أغنية رومانسية، ومهرجان، وتتر عمل درامي، وإعلانات دعائية، وهو ما ساهم في نجاحه بحسب إشارة النقاد.
تعقيبًا على هذه النقطة، ذكر أحمد السماحي بحق "سعد": "صوته أندلسي قوي وعذب. هو يحاول تقديم كل هذه الألوان حتى يثبت للجميع أنه قادر على تقديم كل الألوان الغنائية، من هاوس ومهرجانات ورومانتك".
تابع: "كثير من المطربين يحصرون أنفسهم في لون واحد وهو ما لا يتبعه أحمد سعد، براعته ظهرت جليًا حتى في تترات المسلسلات، التي لو ركز فيها سيكمل مسيرة علي الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح. صوته لا ينقصه شيء حتى يحتل القمة، هو يستحق أن يكون في هذه المكانة".
فيما أوضح أمجد مصطفى، أن أحمد سعد صنع حالة جيدة نتاج التنوع الذي قدمه، رغم هذا استدرك: "يجب أن يكون له أسلوبه الخاص في الغناء، فلا يسير على تيمة معينة ناجحة ويقدمها. التنوع لا بد أن يخدم شخصيته كمطرب".
من ناحيته، نوه "بدوي" بأن التنوع مكّن "سعد" من اكتساب أرضية وجمهور من فئات عمرية مختلفة: "هو ذكي. أنا سعيد له".
توازيًا مع نجاحاته الفنية، يحرص المطرب أحمد سعد على التواصل مع جمهوره من خلال حساباته الرسمية بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما جسدته بعض التحديات التي دشنها على مدار الأشهر الماضية خلال مقاطع فيديو وغيرها.
في هذا الصدد، اعتبر الناقد أحمد السماحي، أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت مكملة لنجاح الفنان في العصر الحالي، فهي كـ"البدلة التي يرتديها النجم": "لا يجوز أن يظهر الفنان بدون بدلة، هذه المنصات باتت مهمة في حياة أي مطرب، فيجب عليه التواجد فيها بقوة وبشكل مشرف".
فيما اعتبر الناقد أمجد مصطفى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت هي العامل الأول لنجاح أي فنان: "حتى من لا يقدمون أعمالًا يظهرون عبر السوشيال ميديا ليتواصلوا مع جمهورهم. النجاح الأكبر يكون من خلالها وهي سريعة الإيقاع وتصل للناس".
ما سبق أكد عليه الشاعر عوض بدوي: "كل عصر له مفرداته ومعطياته وأساليبه وتوجهاته، نحن في عصر باتت فيه السوشيال ميديا أساسية في حياتنا".