بدعم القاهرة .. دعوة لحورا سوداني- سوداني حول ”الاتفاق الإطاري”
كشفت أطراف سياسية سودانية عن تلقيها دعوة مصرية لحوار بينها في القاهرة لتجاوز الخلافات الراهنة بشأن "الاتفاق الإطاري".
الدعوة المصرية حملها رئيس جهاز المخابرات المصري، اللواء عباس كامل، خلال زيارته القصيرة للعاصمة الخرطوم، قبل أيام، والتي تستهدف تجاوز الخلافات الراهنة بين الأطراف السياسية السودانية.
والتقى اللواء كامل ممثلين من المجلس المركزي لتحالف "الحرية والتغيير"، و"الكتلة الديمقراطية" التي رفضت التوقيع على "الاتفاق الإطاري"، بالإضافة إلى قوى سياسية أخرى.
وبحسب عدد من قيادات الأطراف السودانية فإن الدعوة المصرية لاقت ترحيباً للتوصل إلى حل وتجاوز الخلافات والمضي قدما نحو مستقبل أفضل لهذا البلد العربي الواقع شرقي أفريقيا.
وأكدوا بحسب"العين الإخبارية" أن خطوة القاهرة متقدمة في سبيل التعامل مع الأزمة السودانية لحلحلة الوضع الراهن، لافتين إلى الرباط الذي يجمع الشعبين المصري والسوداني وكذلك وحدة أمنهم الإقليمي.
ونائب أمين الإعلام بحركة العدل والمساواة السودانية، حسن إبراهيم فضل، قال إن القاهرة طرحت مقترحا للقوى السياسية السودانية نعتقد أنها خطوة متقدمة جدا في سبيل التعاطي الإقليمي مع الأزمة السودانية.
وأضاف فضل بحسب "العين الإخبارية"، أن مصر لم تقترح القاهرة أو أي منبر للحوار حول مبادرتها ولكنها قدمت مقترحا يتمتع بدرجة كبيرة من العمق والفهم لطبيعة الأزمة السودانية.
وتابع: "نعتقد أن المقترح المصري متقدم كذلك على الاتفاق الإطاري الثنائي الذي وقع بين بعض المكونات السياسية السودانية والجيش"، موضحا أنها تعمل على حل تعقد المشهد السياسي في البلاد.
وأكمل أن الكلمة المفتاحية في المبادرة المصرية هو إيجاد قاعدة عريضة وتوافق بين القوى السياسية بعيدا عن التدخلات السلبية من بعض القوى، وهو ما يفتقده الاتفاق الإطاري، على حد قوله.
وشدد على أن التصور المصري وجد استحسانا من القوى الحريصة على الوفاق الشامل الذي يستصحب كل أبناء الشعب السوداني بعيدا عن الإقصاء والوصاية التي تسعى بعض القوى الإقليمية فرضها على الشعب .
أمين الإعلام بحركة العدل والمساواة السودانية، ثمن كذلك المبادرة المصرية ودورها ومساعيها المستمرة للدفع بالاستقرار في السودان لطبيعة العلاقات الأزلية بين البلدين.
وقال: "السلطات المصرية والقوى السياسية السودانية حريصة على استقرار بلادها وعلى دراية بأهمية الاستقرار في البلدين، وأن الأمن القومي السوداني من أمن مصر والعكس صحيح".
حسن إبراهيم فضل أكد كذلك أن الكتلة الديمقراطية وحركة العدل والمساواة ستتعاطى بشكل إيجابي مع الجهود المصرية وكل جهد من شأنه إحداث توافق بين السودانيين.
وأعرب عن أمله في أن يبني الأشقاء في المحيط الأفريقي والعربي مواقفهم ومبادراتهم حول الأزمة في السودان بشكل مستقل عن تأثيرات بعض الأطراف الفاعلة في المشهد السوداني والتي أصبحت وبكل أسف جزءا من الأزمة، على حد قوله.
واتفق مع فضل، الأمين العام لحزب الأمة القومي السوداني، الواثق البرير، في الترحيب والإشادة بالدور المصري في دعم العملية السياسية بالسودان.
ولفت البرير إلى العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، مؤكدا أن زيارة رئيس المخابرات المصري اللواء عباس كامل تأتي في هذا الإطار، خاصة أن القيادة المصرية بكل مستوياتها أعلنت دعمها للعملية السياسية والاتفاق الإطاري الذي بلغ مراحل متقدمة.
وأوضح أنه يجري حاليا تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الإطاري التي ستبدأ يوم ٩ ينايرالجاري من مناقشة القضايا التفصيلية التي ستكتمل خلال الشهر نفسه للوصول للاتفاق النهائي.
وعن العملية السياسية في السودان، أكد الأمين العام لحزب الأمة القومي، أنها وصلت لمراحل متقدمة وسط التزام تام من الموقعين على الاتفاق الإطاري على تنفيذ بنوده.
ولفت إلى أن المشاورات مع الممانعين مستمرة لإلحاقهم بالمرحلة الثانية، قائلا: "قطعا ليس هناك فرصة للتراجع للوراء كما أن العملية السياسية محددة الأطراف والأهداف مسبقا ولذلك سيكون النقاش منصبا حول تلك المرحلة".
وأعرب البرير عن أمله في استمرار دعم القاهرة لهذه المرحلة، قائلا: "نتطلع لبناء علاقات استراتيجية جديدة مع الشقيقة مصر لصالح البلدين بصورة متوازنة وبناءة".
ونوه إلى أن كل ما يثار من غبار كثيف حول العملية السياسية، مؤكدا إدراكهم لهذه التحديات مع الوضع في الاعتبار محاولات أصحاب الردة السياسية، والمضي بعزيمة لإخراج البلاد من وهدتها دون الالتفات لأي أخبار مغرضة ومحاولات الفلول لإعاقة العملية السياسية.
وبين أن أطراف الاتفاق الإطاري تعمل بانسجام كبير بمسؤولية وبإيقاع سريع لاستكمال المرحلة الثانية بالسرعة المطلوب والمشاركة الواسعة من كل المعنيين وأصحاب المصلحة الحقيقيين.
وعن حضور كافة الأطراف إلى القاهرة، قال البرير: "إن الحضور لمصر في الوقت الحالي غير مناسب"، مؤكدا أن العملية السياسية قطعت أشواطا بعيدة.
وفي السياق ذاته، أكد الأمين العام في الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية)، مبارك أردول، أن الدعوة المصرية مرحب بها ويمكن أن تلعب القاهرة دورا أساسيا في حل الأزمة السياسية في السودان، مرجعاً ذلك لارتباط تاريخي وحاضر ومستقبل البلدين الشقيقين.
وأشار أردول في حديثه بحسب"العين الإخبارية"، إلى أن استقرار البلدين شأن مشترك لذلك نتوقع أن يسهم في دور إيجابي.
ورأى أن الحوار السوداني السوداني في القاهرة سيكون لها دور في تسهيل وجمع الأطراف، خاصة أن الدور الذي لعبته الرباعية والثلاثية لم يتوصل لحل نهائي للأزمة.
وحول معارضة بعض القوى لاجتماع القاهرة، شدد الأمين العام في الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية على أنهم سيكونون إيجابيين للتعامل معهم من أجل إنجاح حوار يتقدم بالسودان نحو الأفضل.
والحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية تضم حركات مسلحة والحزب الاتحادي الأصل وكيانات شرق السودان، كما ترفض الاتفاق الإطاري بين القوى السياسية والمكون العسكري.