عاصفة ثلجية تشل الحياة وتتسبب في وفاة 17 شخصا بالولايات المتحدة
أمضى سكان عدد من مناطق الولايات المتحدة ليلة عيد الميلاد في أجواء من البرد الشديد بسبب عاصفة شتوية أودت بحياة 17 شخصا وأدّت إلى اضطراب حركة النقل من إلغاء آلاف الرحلات الجوية إلى قطع طرق.
وتتوقع خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية (ان دبليو اس) أن تستمر العاصفة خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل أن تعود درجات الحرارة إلى معدلاتها الموسمية الطبيعية بحلول منتصف الأسبوع المقبل.
وحرمت عاصفة رافقتها ثلوج كثيفة ورياح قطبية عاتية حوالى مليون منزل من الكهرباء السبت بينما علّق المسافرون جرّاء إلغاء آلاف الرحلات الجوية عشية عيد الميلاد.
وتأكدت 17 وفاة على الأقل مرتبطة بالعاصفة في ثماني ولايات فيما شلّت الثلوج الكثيفة والرياح ودرجات الحرارة المتجمّدة معظم أرجاء البلاد، بما في ذلك في مناطق الجنوب ذات الحرارة المعتدلة عادة، لليوم الثالث على التوالي.
وفي ولاية نيويورك التي تعد من الأكثر تأثراً، نشرت الحاكمة كاثي هوتشل الحرس الوطني في مقاطعة إري ومدينتها الرئيسية بافالو حيث ذكرت السلطات بأن أجهزة الطوارئ لم تعد قادرة على التعامل مع الظروف الصعبة الناجمة عن الصقيع.
وذكر رجل وزوجته في المدينة التي تقع على حدود كندا أن الطرق باتت مقطوعة بالكامل، ما سيجعل من المتعذر عليهما قطع مسافة 10 دقائق بالسيارة لرؤية أقربائهما في عيد الميلاد.
وقالت ريبيكا بورتولين البالغة 40 عاما الوضع صعب لأن الظروف سيئة للغاية الكثير من مراكز مكافحة الحرائق لا ترسل حتى عربات إطفاء ردا على مكالمات الاستغاثة.
وأدّت العاصفة الشتوية التي تعد من بين الأشد منذ عقود إلى إلغاء أكثر من 2800 رحلة جوية في أنحاء الولايات المتحدة السبت وتأخر 6600 رحلة أخرى، بعد يوم على إلغاء حوالى 6000، بحسب موقع التعقب "فلايت أوير" Flightaware.com.
وقال وزير النقل بيت بوتيدجيغ في تغريدة السبت إن الاضطرابات الأكبر باتت خلفنا مع تعافي عمليات شركات الطيران والمطار تدريجيا، ما يعزز آمال المسافرين العالقين في مطارات بينها أتلانتا وشيكاغو ودنفر ودترويت ونيويورك.
وأعرب مسافرون على غرار زاك كايلر الذي تأجلت رحلته إلى هيوستن في 22 ديسمبر ومن ثم ألغيت مرّتين هذا الأسبوع عن غضبهم حيال الفوضى.
ويأمل كايلر البالغ 35 عاما والذي يعيش في مدينة نيويورك الوصول إلى عائلته في هيوستن بحلول يوم عيد الميلاد.
وفي إل باسو في تكساس، تجمّع مهاجرون عبروا من المكسيك في الكنائس والمدارس وفي مركز للخدمة المدنية بحثا عن التدفئة، وفق ما أفادت المدرّسة والمتطوعة روزا فالكونلكن اختار البعض مع ذلك البقاء في الخارج في ظل درجات حرارة متجمدة خشية لفت انتباه سلطات الهجرة، بحسب ما قالت.
وفي شيكاغو، قال بوركي باتن من "نايت مينيستري"، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لمساعدة المشرّدين نوزع معدات الطقس البارد بما في ذلك المعاطف والقبعات والقفازات والملابس الداخلية الحافظة للحرارة والبطانيات وأكياس النوم إضافة إلى لوازم التدفئة المخصصة لليدين والقدمين.
وتوقعت خدمة الأرصاد الوطنية تواصل أحوال الطقس الباردة إلى حد خطير في أنحاء وسط وشرق الولايات المتحدة نهاية الأسبوع قبل عودة درجات الحرارة إلى مستوياتها الطبيعية لهذا الوقت من السنة الأسبوع المقبل.
وفي كندا، واصل البعض التسوق في اللحظات الأخيرة قبل العطلة رغم تدني درجات الحرارة.