هل يكون الحج داخل المنزل جائز في زمن ”الميتافيرس”؟؟
فتح عالم "الميتافيرس" باب التساؤل حول شكل الحياة في المستقبل من جوانب عدة، فإذا كان كل شيء افتراضيا، فهل ستكون العبادات أيضا كذلك؟
"الميتا فيرس" بيئة مولدة عبر أجهزة الحاسب يتفاعل فيها أشخاص من مختلف دول العالم مع بعضهم، ويعد عالما اختياريا، يُبنى وفق رغبات مُستخدميه.
وانتشرت "الجولات الافتراضية" لأماكن سياحية أو طبيعية على مواقع التواصل الاجتماعي، يكفي أن ترتدي نظارة الواقع الافتراضي فتنفصل عن واقعك وتذهب للمكان المختار، وتشعر بأنك فيه.
جولات افتراضية ظهرت في الأماكن المقدسة كالبيت الحرام والمسجد النبوي، ما أثار الجدل، وطرح التساؤل، "هل يمكنني أن أحج وأنا في بيتي لعدم قدرتي المالية؟ هل أحظى بأجر زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا في منزلي؟".
وفي ذلك الصدد يقول الدكتور سامي العسالة، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الواقع الافتراضي قد يجعلك تعيش الزيارة، لكنه لا يغني عن الشعائر الدينية.
وأضاف في تصريح بحسب "العين الإخبارية"، أنه لا بأس من استخدام الواقع الافتراضي في المزارات الدينية والسياحية كنوع من أنواع التعايش مع الأثر أو الحدث أو الأماكن المباركة، لكنه لا يغني عن الحج والعمرة، لأن هناك شروط صحة للمناسك لا بد من تحققها.
وأشار إلى أن التجربة ممتعة لمن لم يستطع الذهاب للحج، أو من يشتاق لرؤية البيت الحرام مرة أخرى، مؤكدًا أنها تصلح للتدريب على المناسك لمن لا يعرفون عنها شيئا.
وقال العسالة: "لن نكون بعيدين عن التطور، في الماضي كنا متخوفين من عالم الإنترنت ووسائل التواصل، لكن علينا أن نعرف أن أي تطور من النوع دا له إيجابياته وسلبياته، فعلينا أن نستفيد من هذا التطور بما يخدم ديننا".
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالسلام عبدالمنصف لاشين، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الواقع الافتراضي لا يأخذ حكم الواقع أبدا، فالإنسان لا يحج ولا يعتمر من خلال واقع افتراضي.
وأكد لاشين، أن زيارة الواقع الافتراضي لا تسقط عنه الحج أو العمرة، ولا يأخذ الثواب المعقود في الزيارة والصلاة.
أما الدكتور السيد سليمان، من علماء الأزهر الشريف، فأكد أن الواقع الافتراضي لا يترتب عليه أحكام شرعية ولا علمية ولا قانونية، لأنه "لا ثواب في الافتراضية، ولا تغني عن العمرة أو الحج أو الصلاة في المسجد أو الزيارة الحقيقية، أو رؤية الكعبة، أو الدعاء عند الكعبة".
ويصف سليمان، الواقع الافتراضي بأنه مثل ألعاب الكارتون ولكن بطريقة مبتكرة، فبدلاً من مشاهدة الكرتون نشاهد الأماكن المقدسة، لكن هذه المشاهدة لا يترتب عليها أي تكاليف شرعية أو لا أي أحكام عقلية أو شرعية.