جريدة الديار
الأحد 24 نوفمبر 2024 04:20 صـ 23 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

فايننشال تايمز :هل يعلن بايدن عن عدم ترشحه للرئاسة في 2024؟

الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن

قال الصحفي إدوارد لوس في تحليل بصحيفة فايننشال تايمز أن بايدن الذي يعد أكبر رئيس أمريكي سنًا، سيكسب احترام أمته إذا لم يترشح لفترة جديدة عام 2024.

وأضاف إنه عندما سمع الملك جورج الثالث ملك بريطانيا العظمى ومملكة آيرلندا من 25 أكتوبر 1760 حتى اتحاد الدولتين، في الأول من يناير 1801أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج واشنطن سيتنحى كأول رئيس لأمريكا. قال: إذا فعل ذلك، سيكون أعظم رجل في العالم.

وأضاف أنه حينها كان واشنطن أقل سنًا من الرئيس الأمريكي جو بايدن حاليًا.

بعد أيام من إعلان الرئيس السابق، دونالد ترامب، سعيه للعودة إلى البيت الأبيض، من خلال انتخابات الرئاسة لعام 2024، تساءل البعض عن استعداد جو بايدن للمنافسة في الانتخابات المقبلة؟

وكان بايدن قد أكد عقب نتائج الانتخابات النصفية أن لديه النية للترشح لولاية ثانية عام 2024، لكنه قال إنه سيؤكد ذلك مطلع العام المقبل.وأضاف: لديّ النية للترشح، لكنه شدد على أن الأمر ينطوي على قرار عائلي.

وبحسب الكاتب فإن بايدن لديه فرصة لكسب التاريخ واحترام بلاده بتجنُّب ما قد تكون ولاية ثانية مؤلمة.واستشهد الكاتب بقول أحد الحكماء: جميع المهن السياسية تنتهي بالفشل، لكن الاستثناء هو ذلك الذي ينتهي في لحظة من اختيارهم.

ويرى لوس أن هذا هو الوقت المناسب لإثبات بايدن إنكار الذات، وإعلان عدم الترشح للانتخابات الرئاسة المقبلة، إلا أنه شدد على أن ذلك يكاد يكون من المؤكد عدم حدوثه.

وأضاف: من الصعب التفكير في عام رئاسي منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي، كما هو حال عام 2022 بالنسبة لبايدن في إشارة إلى الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة، من ارتفاع التضخم لأرقام غير مسبوقة، والمشكلات الخارجية المتمثلة في حرب أوكرانيا، واحتمال إقدام الصين على غزو تايوان.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي بدأ فترته الرئاسية بالعديد من القرارات التي أثرت في شعبيته، ومنها الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، إلا أنه بعد مرور نحو عامين على رئاسته، بدأت الأمور تتحول لصالحه، خصوصًا بعد تحقيق الديمقراطيين نتائج جيدة في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

وأوضح أن بايدن أنهى العام بأفضل النتائج النصفية للحزب الديمقراطي منذ 20 عامًا، فضلًا عن نجاحه خارجيًا بشكل كبير، وهو ما دعاه للتفكير في الترشح لولاية رئاسية ثانية، قائلًا: أنهى بايدن العام بشكل أكثر اتحادًا مع الغرب، مما كان عليه منذ نهاية الحرب الباردة، وأفضل النتائج النصفية للحزب الديمقراطي منذ 20 عامًا، مع استحداث موجة من القوانين المهمة، وتراجع القلق بشأن مستقبل الولايات المتحدة كدولة مدنية ديمقراطية، في إشارة إلى إبعاد أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن الكونغرس، الذين كانوا يرفعون شعار جعل أمريكا عظيمة.

وبيّن أنه مع كل هذه الظروف المواتية، من المحتمل أن يعلن بايدن نيته للترشح للرئاسة في يناير 2023، مضيفًا: كان بايدن يستعد طوال حياته لهذا الدور بعد أن ظل نائبًا للرئيس الأسبق باراك أوباما فترتين متتاليتين، فلماذا يستقيل الآن، بعد أن سارت الأمور بالنسبة إليه على ما يرام.

ويرى لوس، أن فرص فوز بايدن بإعادة انتخابه عام 2024، تبدو كبيرة، إن ترشح أمامه ترامب، إلا أن الأمور لا تسير بهذه السلاسة.

وأشار إلى أنه رغم النتائج التي فاقت التوقعات في الانتخابات النصفية بالنسبة للديمقراطيين، فإن معدل زلات بايدن أسوأ مما كان عليه قبل عامين، فهو يخطئ في تذكر الأشياء، مثلما حدث عندما خلط بين مدينة الفلوجة العراقية ومدينة خيرسون الأوكرانية مؤخرًا.

لكن من يهتم، كما يقول المدافعون عن بايدن؟ فقد رفض ترامب زيارة مقبرة الحرب العالمية الثانية، بدعوى أنها كانت مليئة بالخاسرين، وأراد حفر خندق على طول حدود المكسيك وإغراقها بالتماسيح.ومن ثم أمام أفكار ترامب هذه، يرى الكاتب، أن التقدم في السن بالنسبة للناخبين الأمريكيين قد يكون تأثيره أقل صدمة بكثير مقارنةً بما سماه هذا الورم الخبيث من الطراز العالمي.

وسيكون ترامب في الثانية والثمانين من عمره نهاية ولاية ثانية مفترضة، أي أقل بقليل من بايدن البالغ 86 عامًا.ويبيّن لوس، أن من الأمور التي تزيد حظوظ بايدن أمام ترامب، أن الناخب الأمريكي، يتجاهل كثيرًا زلاته الأخيرة.

يريد معظم الديمقراطيين وفق الكاتب أن يتنحى بايدن، وقد يكون هؤلاء متحججين بضعف قدرة الشخص على القيام بأي نوع من العمل وهو في منتصف الثمانينيات من العمر.وأضاف مؤكدًا هذه الفكرة: ليست هناك حاجة إلى أوراق اعتماد لإدراك الواقع الغاشم للشيخوخة مشيرًا إلى أنه إذا كانت لامبالاة البيت الأبيض بسن بايدن، دليلًا على إمكانية إعادة ترشحه، فإن هناك أشياء أسوأ من القلق بهذا الشأن، تتعلق بقدرة الرئيس على تحمل مهامه الاعتيادية كرئيس.

وينوه لوس، إلى أمر قد يفوت على كثير من مستشاري بايدن، هو وجود جيل جديد سيدخل العملية الانتخابية خلال عام 2024، مشيرًا إلى أن الحسابات ستتغير إذا كان خصم بايدن أصغر، مثل الجمهوري رون ديسانتيس من فلوريدا، الذي سيبلغ 46 عامًا في الانتخابات المقبلة، أو حكام سابقين مثل نيكي هالي (52) أو كريس كريستي (62).

وحينها سيكتشف بايدن أن سن خصمه متأخر للغاية بالنسبة للديمقراطيين الآخرين للدخول في المعركة.ويقول الكاتب إن التحضير للمعركة الانتخابية يستغرق شهورًا، ويشمل أنشطة انتخابية مضنية.

ويرى أن انتقاد بايدن، بات سلاحه السري، إذ كشفت النتائج الأخيرة لانتخابات التجديد النصفي، أن الرئيس الأمريكي استفاد بشكل لافت من الانتقادات الموجهة إليه، إذ حقق حزبه الديمقراطي نتائج غير متوقعة.ويوضح الكاتب أن فوز بايدن عام 2024 من شأنه أن يؤسس لاستعادة الجمهوريين للبيت الأبيض عام 2028، لكنه إذا لم يترشح، فإنه سيمنح الفرصة لرئيس ديمقراطي جديد بسجل نظيف يمكن انتخابه ثم إعادة انتخابه.

وأشار إلى أن العديد من الناخبين الأمريكيين، نجحوا في تجاوز الاختبار الصعب بشأن القدرة على التفريق بين المرشحين الجمهوريين، الذين يؤمنون بالديمقراطية وأولئك الذين لا يؤمنون بذلك، في إشارة إلى الجمهوريين من أنصار ترامب.

وبهذا المعنى فقد وفّى بايدن بوعده، بعد أن قال إنه سيكون جسر أمريكا إلى الحياة الطبيعية بعد ترامب وهذا ما فعله.ويضيف: إحدى العبارات المفضلة لدى بايدن لا تقارنني بالله العظيم،قارنني بالبديل، ومن ثمّ هل تقديم هذه المقارنة بجورج واشنطن سيقنع بايدن بإعادة التفكير في الترشح للانتخابات المقبلة.