جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 07:56 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مع بلوغ بايدن الثمانين.. الأمريكيون يتساءلون: ما هو التقدم في العُمر؟

بايدن
بايدن

بلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن عامه الثمانين الأحد ليصبح أول رئيس يصل إلى هذه السن في تاريخ الولايات المتحدة.ومن المقرر أن يحتفل بايدن بعيد ميلاده خلال حفل غداء تستضيفه زوجته جيل، في مناسبة زاد من بهجتها زواج حفيدته نعومي في حفل زفاف أُقيم بالبيت الأبيض أمس السبت.

ومع أن بايدن، الأكبر سنا بالفعل الذي يشغل منصب الرئيس، لا تزال معالم سباق 2024 إلى البيت الأبيض غير واضحة في الولايات المتحدة.

وتحتفي الديمقراطية، التي يعود تاريخها إلى 250 عاما تقريبا،بالشباب، لكن ملايين الأمريكيين، ومن بينهم رؤساء، يعملون حاليا بعد سن التقاعد التقليدي البالغ 65 عاما.

وكان رونالد ريجان يبلغ من العمر 77 عاما عندما غادر البيت الأبيض، لكن بايدن سيكون 86 عاما حين تنتهي فترة ولايته الثانية، ومدتها أربع سنوات، إذا فاز بها. وسيكون خصمه الجمهوري المحتمل، دونالد ترامب، 82 عاما حين تنتهي ولايته إذا فاز في انتخابات 2024.

وتزداد نسبة كبار السن في المجتمع الأمريكي ويعملون حتى مراحل متقدمة في العمر. ومن المتوقع أن يتضاعف تقريبا عدد السكان الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما من 52 مليونا في عام 2018 إلى 95 مليونا في عام 2060. وبحلول عام 2026، سيكون أكثر من رجل واحد من بين كل أربعة رجال فوق 65 عاما مستمرين في العمل، وفقا لتوقعات مكتب المراجع السكانية.

ولدى بعض الأمريكيين مخاوف من تقدم عمر أبرز المرشحين المحتملين لانتخابات 2024.

وبينما يعتقد 71 بالمئة من الديمقراطيين أن بايدن "ذكي وقادر على التعامل مع التحديات"، يقول 46 بالمئة منهم إنه ربما يكون غير قادر على خوض تحدي الترشح لانتخابات 2024، وذلك وفقا لاستطلاع أجرته رويترز/إبسوس في الثامن والتاسع من نوفمبر تشرين الثاني. ويعتقد نحو ربع الجمهوريين، أو 26 بالمئة، أن ترامب ربما لا يرقى لمستوى الترشح لانتخابات 2024 بسبب تقدمه في العمر.

وبعيدا عن الانتماء السياسي، يعتقد 68 بالمئة من الأشخاص الذين تم استطلاع آرائهم أن بايدن ربما لا يكون على قدر التحدي بعد عامين من الآن، ويقول 49 بالمئة نفس الشيء عن ترامب. ووجد الاستطلاع أن حوالي 86 بالمئة من الأمريكيين يعتقدون أن من يبلغ 75 عاما أو أقل لا يجب أن يشغل منصب الرئيس.

واستغل منتقدو بايدن الجمهوريون زلات لسانه أحيانا وميله إلى الخروج عن النص في أثناء ظهوره على الهواء دليلا على أنه عجوز على تولي مهام الوظيفة. ويقول مؤيدوه إن الرئيس، الذي تغلب على مشكلة تلعثم في الطفولة، يمارس الدعابة في الخطب العامة منذ عقود.

وتلقت تطلعات باين للفوز بولاية ثانية دفعة الأسبوع الماضي عندما كان أداء الديمقراطيين أفضل من المتوقع في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس والانتخابات على مناصب حكام الولايات.

وردا على سؤال إزاء المخاوف بشأن تقدم بايدن في العمر قبل عيد ميلاده الثمانين، قال البيت الأبيض إن سجله الأخير يتحدث عن نفسه.

وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض آندرو بيتس "كما قال المرشح آنذاك بايدن في عام 2019، راقبوه".

وتابع "منذ ذلك الحين، فاز بأكبر عدد من الأصوات يحصل عليها أي شخص في التاريخ الأمريكي، وخلق فرص عمل بشكل غير مسبوق، وجعل الشركات الكبرى تدفع نصيبها العادل من الضرائب، ومكَّن شركات الرعاية الطبية من التفاوض على تخفيض أسعار الأدوية، ووقع على أهم إصلاح يتعلق بالأسلحة النارية في 30 عاما وعلى أكبر استثمار للبنية التحتية منذ الخمسينيات"، واصفا ذلك بأنه "أنجح سجل تشريعي لأي رئيس منذ ليندون جونسون...استمروا في المراقبة".

وقال بعض مؤيدي بايدن إنهم معجبون بنجاح الديمقراطيين تحت قيادة بايدن، لكنهم ما زالوا غير متأكدين من احتمال توليه ولاية ثانية.

وذكر بول كلينك، أحد سكان إلينوي، "أعتقد أنه قام بعمل رائع في الوقت الذي أمضاه... أشعر بقلق من تولي شخص ما في منتصف الثمانينيات منصب الرئيس. لا أستطيع أن أتخيل وظيفة لها متطلبات أكثر من هذه".

وقال آخرون إن انتقاد سن بايدن نوع من أنواع التمييز.

وذكرت كاثرين ستيمبسون، وهي من سكان مدينة نيويورك تبلغ من العمر 86 عاما، في مقابلة "لا يجب أن يقترب بعض الأشخاص في عمر الستين من السلطة السياسية... أعتقد أن السخرية منه والتهكم عليه تعتبر تمييزا ضد الشيخوخة. لذا دعونا ننظر إلى الشخص نفسه".

وردا على سؤال بشأن عيد ميلاده في مقابلة حديثة مع شبكة (إم.إس.إن.بي.سي)، كان لبايدن رد فعل قد يكون مألوفا لأي شخص يتجاوز 50 عاما، وهو عدم التصديق. فقال "لا أستطيع حتى أن أقول العمر الذي سأبلغه. لا أستطيع حتى أن أنطقه بفمي".

وأردف أن الأسئلة المتعلقة بسنه "مشروعة تماما" لكنه يعتزم السعي للفوز بولاية أخرى.

* بلد وقادة متقدمان في العمر

يظهر مركز بيو للأبحاث أن الكونجرس المنتهية ولايته واحد من الجهات التي يشغلها أكبر الأشخاص عمرا في تاريخ الولايات المتحدة إذ أن أكثر من نصف أعضاء مجلس النواب وثلثي أعضاء مجلس الشيوخ من جيل طفرة المواليد، أي الذين ولدوا بين عامي 1946 و1964.

وبعض الأعضاء في نفس عمر بايدن وترامب تقريبا إذ تبلغ نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب المنتهية ولايتها، 82 عاما. ويبلغ ميتش ماكونيل، الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ، 80 عاما. وفاز السناتور الجمهوري تشاك جراسلي من ولاية ايوا (89 عاما) بفترة أخرى مدتها ست سنوات الأسبوع الماضي.

ولا يشعر الأمريكيون بالضرورة بارتياح تجاه هذا الوضع. وأظهر استطلاع رويترز أن ثلثي الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون فكرة وجود حد أقصى للسن لأولئك الذين يشغلون المناصب الاتحادية، ومن بينهم الرئيس وأعضاء الكونجرس وقضاة المحكمة العليا.

ومع ذلك، لم يدرج بايدن في قائمة أكبر عشرة أشخاص سنا على مستوى العالم يشغلون حاليا منصب القيادة، والتي يأتي على رأسها رئيس الكاميرون بول بيا (89 عاما).