لماذا لم يصب بعض الأشخاص بكورونا على الإطلاق؟
على الرغم من أن فيروس "كورونا" اجتاح العالم منذ ظهوره في الصين قبل نحو 3 سنوات، إلا أن بعض الأشخاص لم تظهر عليهم أعراض الإصابة به.
وأرجع علماء متخصصون في علم الفيروسات ذلك، إلى 3 احتمالات عامة، هي أن يكون الشخص مخطئا وأصيب بالفيروس ولكن لم يدرك ذلك، أو ألا يكون قد احتك به، أو أن الجسم به آلية دفاع إضافية نجحت في صده.
وقالت المتخصصة في علم الفيروسات بجامعة سري بإنجلترا، الدكتورة ليندزي برودبنت: "معظم من يقولون أنهم لم يصابوا بالفيروس مخطئون على الأرجح، موضحة أنهم ربما أصيبوا ولكن لم تظهر أي أعراض عليهم.
واستشهدت برودبنت على كلامها بأن بعض الأشخاص الذين يعملون في بيئة مرتفعة الخطورة كالممرضات لم يصابوا بالعدوى على الإطلاق، وفقا لبي بي سي.
وكشفت دراسة أن نصف الذين أصيبوا بمتحور "أوميكرون" لم يدركوا إصابتهم، أو أرجعوا الأعراض الخفيفة التي ظهرت عليهم إلى سبب آخر.
وتقول أستاذة علم المناعة الفيروسية بجامعة كوليدج لندن، مالا مايني، إن نتائج اختبارات الدم التي تأتي بنتيجة سلبية، ربما تعني أن الجسم لم يصب بالعدوى على الإطلاق، ولكنه يعني أيضا أن الجسم كوّن أجساما مضادة للقفيصة النووية، ثم اختفت من الدم، أي أن الشخص لم يصب بعدوى متكاملة الأركان، وأصيب بما يطلق عليه "عدوى مُجهَضة".
"العدوى المُجهضة" يقصد بها أن الفيروس يستهدف الشخص، ويتمكن من الوصول إلى الأماكن اللازمة لبدء العدوى، ولكن الجسم يحاصره قبل أن ينتشر.
وأظهرت عينات الدم المأخوذة من عاملين بمستشفيات قبل ظهور "كورونا"، أن بعضا منهم كان لديه ما يعرف بالخلايا التائية، المكافحة لمرض "كوفيد" في دمهم، وتعمل تلك الخلايا كحراس يفحصون الخلايا الأخرى وإذا ما وجدوا خلية مصابة يقتلونها.
وتضيف مايني: " ستكون هناك فرصة أفضل بكثير في نجاح تلك الخلايا في إجهاض العدوى قبل أن تنتشر، إذا تمكنا من جعلها تلتصق بالمناطق الداخلية من الفيروس، والحصول على تلك الاستجابة في الأنف والمجاري الهوائية والرئتين".
ووفقا لبي بي سي، فإن هناك احتمالان آخران لعدم إصابة بعض الأشخاص بفيروس "كورونا"، الأول أنهم توقفوا عن الاختلاط بالناس وبالتالي لم يتعرضوا مطلقا له، والثاني هو المناعة الجينية التي تحدث مع أمراض أخرى.