جريدة الديار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 02:08 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”الاندبندنت”.. دم مصنوع في المختبر يتكيف مع أجساد البشر

دم
دم

في أول تجربة سريرية من نوعها في العالم، كشفت وسائل إعلام بريطانية منها أن مريضين في المملكة المتحدة تلقيا جرعات صغيرة، تعادل بضع ملاعق من الدم المزروع في المختبر، في المرحلة الأولى من التجربة، المصممة لمعرفة كيفية أدائه داخل الجسم.

وبحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية ، تهدف التجربة، التي سيتم تمديدها إلى 10 متطوعين أصحاء على مدى أشهر، إلى دراسة عمر الخلايا المزروعة في المختبر مقارنةً بضخ خلايا الدم الحمراء البشرية.

ولقيت التجربة التي وصفتها شبكة بي بي سي بأنها نقطة انطلاق علمية ضخمة، ترحيبًا كبيرًا من المؤسسات العلمية في شتى أنحاء العالم.

وبينت الصحيفة البريطانية، أنه تم نقل الدم المزروع في المختبر إلى اثنين من المتطوعين في التجارب السريرية الأولى في العالم، التي من المحتمل أن تحدث ثورة في علاج المرضى الذين يعانون أنواعًا نادرة من الدم أو فقر الدم المنجلي، وهو اضطراب ينتمي إلى مجموعة من الاضطرابات تُعرف بمرض الخلايا المنجلية.

وأشارت إلى أن خلايا الدم المصنعة في المختبر نمت من الخلايا الجذعية من المتبرعين، ونُقلت بكميات تتراوح بين 5 و10 مل نحو ملعقة صغيرة إلى ملعقتين صغيرتين إلى متطوعين.

ومن المتوقع أن تعمل خلايا الدم المزروعة في المعمل بشكل أفضل من خلايا الدم الحمراء المتبرع بها، لأن خلايا الدم المصنعة حديثة، ما يعني أن المرضى الذين يحتاجون إلى الدم بانتظام قد لا يحتاجون إلى نقل الدم في كثير من الأحيان.

وأوضحت الصحيفة أنه إذا لم يكن الدم مطابقًا لطبيعة الجسم، سيبدأ الجسم رفضه ويفشل العلاج، مشيرة إلى أن هذا القدر من مطابقة الأنسجة يتجاوز المستوى المعروف لدى فصائل الدم A وBو AB و o.

ونقلت الشبكة عن البروفيسور أشلي توي، أستاذة بيولوجيا الخلية في جامعة بريستول، مديرة وحدة الدم وزرع منتجات الخلايا الحمراء في المعهد الوطني لحقوق الإنسان قولها: هذه التجربة الصعبة والمثيرة نقطة انطلاق ضخمة لتصنيع الدم من الخلايا الجذعية.

وأوضحت أن بعض فصائل الدم نادرة جدًا حقًا وقد يكون هناك 10 أشخاص فقط في البلاد قادرون على التبرع بدم من هذه الفصائل.

وأشارت البروفيسور توي إلى أنه في الوقت الحالي، لا يوجد سوى ثلاث مجموعات من فصيلة الدم بومباي التي تم تحديدها لأول مرة في الهند في مخزون بنوك الدم في جميع أنحاء بريطانيا.

وأضافت: هذه هي المرة الأولى التي ينقل دم من متبرع خيفي في المختبر، ونحن متحمسون لمعرفة جودة أداء الخلايا نهاية التجربة السريرية.

ويُعرف زرع الخلايا الجذعية الخيفية أيضًا بزرع نخاع العظم الخيفي، وقد يكون المتبرع فردًا من العائلة أو أحد المعارف أو شخصًا لا تعرفه.

وحسب توي "تتم مراقبة المرضى مشددة على أنه لم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية غير مرغوب فيها حتى الآن، بينما قال باحثون بريطانيون إنهم يتمتعون بصحة جيدة ويعملون بشكل جيد.

ونقلت عن سيدريك غيفيرت، أستاذ طب نقل الدم واستشاري أمراض الدم في جامعة كامبريدغ، قوله: نأمل أن تستمر خلايا الدم الحمراء المزروعة في مختبرنا فترة أطول من تلك التي تأتي من المتبرعين بالدم.

وأضاف: إذا نجحت تجربتنا، وهي الأولى من نوعها في العالم، فإن هذا يعني أن المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات نقل دم منتظمة طويلة الأجل سيحتاجون إلى عمليات نقل أقل في المستقبل، ما يساعد في تغيير رعايتهم".

وبينت "إندبندنت" أن التبرعات بالدم أخذت من قاعدة التبرع بالدم التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية"، من أجل التجربة وتم فصل الخلايا الجذعية عن دمائهم، ثم نمت هذه الخلايا الجذعية لإنتاج خلايا الدم الحمراء في مختبر بوحدة العلاج المتقدمة التابعة للهيئة في جامعة بريستول.

ومن المتوقع أن يتلقى ما لا يقل عن 10 متطوعين عمليتي نقل صغيرتين، بفاصل زمني لا يقل عن أربعة أشهر، ستشمل واحدة من الخلايا الحمراء النموذجية المتبرع بها، وواحدة من الخلايا الحمراء المزروعة في المختبر.

وحسب الصحيفة البريطانية، سيسمح هذا للعلماء بدراسة ما إذا كانت خلايا الدم الحمراء "الشابة" المصنوعة في المختبر تدوم فترة أطول من الخلايا المصنوعة في الجسم.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور فاروق شاه، المدير الطبي في مؤسسة التبرع ونقل الدم التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية قوله:المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات نقل دم منتظمة أو متقطعة، قد يطورون أجسامًا مضادة ضد مجموعات الدم الصغيرة، ما يجعل من الصعب العثور على دم متبرع يمكن نقله من دون التعرض لخطر رد فعل محتمل يهدد الحياة.

وأوضحت الاندبندنت أن هذا البحث الرائد على مستوى العالم، يضع اللبنة الأولى لتصنيع خلايا الدم الحمراء، التي يمكن استخدامها بأمان لنقل الدم للمصابين باضطرابات مثل الخلايا المنجلية.

ورغم أنه ستظل هناك حاجة إلى التبرع بالدم بشكل طبيعي، لتوفير الأغلبية العظمى من الدم، فإن احتمال استفادة مرضى نقل الدم من هذا العمل بالغة الأهمية.

وشددت الشبكة على أن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب قبل استخدامه السريري في المرضى، ومع ذلك، أوضح العلماء أن هذا البحث كان خطوة مهمة نحو مستقبل استخدام خلايا الدم الحمراء المصنعة لتحسين العلاجات، في المرضى الذين يملكون أنواع دم نادرة أو من يعانون احتياجات نقل الدم المعقدة.

ويؤكد الباحثون البريطانيون، أنه خلال التجربة، تم وضع علامة على الدم المزروع في المختبر بمادة مشعة، غالبًا ما تستخدم في الإجراءات الطبية، لمراقبة المدة التي يستمر فيها الجسم، مشيرين إلى أنه يتم حاليًا إجراء هذه التجربة على 10 متطوعين وسيتلقى كل منهم تبرعين من 5-10 ملل كل أربعة أشهر لمقارنة عمر الخلايا.

ولاحظ الباحثون أيضًا التحديات المالية والتكنولوجية، وذكروا أن زراعة الدم ستكون على الأرجح أكثر تكلفة من التبرع بالدم العادي.

و قالوا أيضًا إن التحدي الآخر أن الخلايا الجذعية المحصودة تستنفد نفسها في النهاية، ما يحد من كمية الدم التي تتم زراعتها، لذا هناك حاجة إلى مزيد من البحث لإنتاج الكميات المطلوبة سريريًا.

وتدوم خلايا الدم الحمراء عادة 120 يومًا تقريبًا قبل أن تحتاج إلى استبدال، إذ إنه بينما يحتوي الدم المتبرع به النموذجي على مزيج من خلايا الدم الحمراء الحديثة والقديمة، فإن الدم المزروع في المختبر مصنوع حديثًا، لذا يجب أن يستمر 120 يومًا كاملة

ويعتقد الباحثون أن هذا قد يسمح بتبرعات دم أصغر وأقل تكرارًا في المستقبل، ومع ذلك، هناك تحديات مالية وتكنولوجية كبيرة أمام هذا المشروع العلمي.

ويكلف متوسط التبرع بالدم هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا قرابة 130 جنيهًا استرلينيًا، بينما ستكلف عملية تصنيع الدم أكثر بكثير، رغم أن الفريق لم يحدد المبلغ بحسب الاندبندنت .

موضوعات متعلقة