تونس بلا خبز.. إضراب عام لأصحاب المخابز
أعلنت نقابة أصحاب المخابز في تونس، الأربعاء، بدء إضراب مفتوح عن العمل حتى تسدد الدولة لها مستحقات بذمتها منذ 14 شهرا.
وتوقف أصحاب المخابز عن العمل، ودخلوا في اعتصام بمقر للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (منظمة أرباب العمل) بالعاصمة حتى تستجيب الدولة لمطالبهم.
وقال محمد بوعنان رئيس، الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز ، إن مستحقات المخابز لدى الدولة بلغت 250 مليون دينار (75.75 مليون دولار) وهي مستحقات 14 شهرا".
وأضاف بوعنان، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "المستحقات تتمثل في كلفة صناعة الخبز التي يتكفل بها أصحاب المخابز على أن تدفعها الدولة لاحقا".
كما أكد أن المخابز لم تعد قادرة على مجابهة المصاريف وعلى إنتاج الخبز، مضيفا أن نحو 1000 مخبز باتت مهدّدة بوقف نشاطها بسبب مصاعب مادية جرّاء عدم حصولها على مستحقاتها من الدولة.
وأكد توقف نشاط المخابز المصنفة بلغ نسبة 99 بالمائة وذلك في كل محافظات تونس".وأشار إلى أن قطاع صناعة الخبز في تونس منهار موضحا أن الدولة هي من تتحكم في سعر الخبز.
ووفق أرقام نشرها الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، ينشط تحت إشرافه 3500 مخبز في تونس. بينما تبلغ قيمة دعم الخبز في تونس نحو 350 مليون دينار سنويا (نحو 150 مليون دولار)، يتم ضخها من الصندوق العام للتعويض، وهو صندوق تخصصه الدولة لدفع الفارق بين الأسعار الحقيقية للمنتجات والسعر المعروض للبيع للعموم.
من جانبها، قالت أمس الثلاثاء وزيرة التجارة وتنمية الصادرات، فضيلة الرابحي، في تصريحات إعلامية، إن الوزارة "تتفهم التحركات الاحتجاجية لأصحاب المخابز"، مؤكدة أنها بصدد التفاوض معهم لإيجاد حل، والاستجابة لمطلب مهنيو القطاع.
ونفت الرابحي وجود أي نقائص في تزويد أصحاب المخابز بالمواد الأولية، مشيرة إلى أنه يجري تزويد السوق بمادة الطحين "الفارينة"، وغيرها بصفة عادية.
وأوضحت أن احتجاجاتهم تتعلق ببعض المطالب التي تجري دراساتها، متعهدة بأنه ستتم الاستجابة لها قريبا، وذلك ردا على قرار الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز.
ويستهلك التونسي سنويا أكثر من 250 كلغ من القمح وهو ما يجعل تونس في صدارة لائحة الدول المستهلكة للحبوب في العالم الامر الذي يستوجب انتاج كمية لا تقل عن 20 مليون قنطار سنويا .
ووفق المعهد الوطني للاستهلاك (حكومي) فان نسبة تبذير الخبز في تونس تناهز 900 الف خبزة في اليوم أي بقيمة تناهز 100 مليون دينار في السنة وهو ما يعادل 113 ألف طن سنويا بمعدل 42 كلغ لكل اسرة.
ويتصدر اهدار الخبز لائحة المنتجات التي يتم تبذيرها بنسبة 15،7 بالمائة وتهدر المخابز سنويا ما يفوق 680 طنا من الدقيق المدعم.