العمل الدولية: 23 مليون شاب في العالم العربي خارج دائرة العمالة
أعلنت الدكتورة ربا جرادات، المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية، أمام مؤتمر العمل العربي في دورته الـ 48 المنعقد بالقاهرة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه لا يزال تعزيز القطاع الخاص وإدماج المرأة في سوق العمل من أهم مجالات التدخل، خاصة في ظل التطورات الإيجابية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وقالت: إن مشاركة القوى العاملة من الشباب والنساء تشهد ازدهارا، ينبغي الاستفادة من هذه الأمثلة وتقديم المساعدة العاجلة إلى الشابات والشبان الذين يزيد عددهم على 23 مليون شاباً في جميع أنحاء المنطقة العربية والذين هم خارج دائرة العمالة والتعليم والتدريب، والذين تتضاءل آفاقهم في عالم العمل المتغير يوماً بعد يوم.
وأعربت عن سعادتها لتواجدها مشاركة في مؤتمر العمل العربي، الذي ينعقد في ظروف غير اعتيادية ،حيث يشهد عالم العمل تحولات تاريخية تعيد هيكلتها وتنحت مساره لعقود قادمة.
كما هنأت فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية على تقريره المقدم في المؤتمر تحت عنوان: "الاقتصاد الرقمي وقضايا التشغيل"، والذي يبحث في التحولات الجوهرية والهيكلية وكذلك التحديات والفرص التي تحدثها "الثورة الصناعية الرابعة" في عالم العمل، ويقدم رؤية لما يمكن أن تحققه المنطقة العربية عبر التوسع في استخدام منظومة "التحول الرقمي" في اقتصاداتها.
وقال : إن هذا الموضوع يقع في صلب عمل منظمة العمل الدولية، التي تدعو إلى حوار اجتماعي عالمي وتعاون تنظيمي بين عمال منصات العمل الرقمية وغيرهم، وأصحاب العمل، والحكومات، بهدف الوصول إلى نهج أكثر فعالية لوضع السياسات والأنظمة من أجل توفير فرص العمل اللائق وتعزيز نمو الأعمال المستدامة بشكل أكثر اتساقًا.
وأوضحت أنه بالنظر إلى عالم العمل على مستوى العالم، تشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن العجز العالمي في ساعات العمل في 2022 يقدر بحوالي 52 مليون وظيفة بدوام كامل.
أما بالنسبة لمنطقتنا العربية، فلا تزال ساعات العمل أقل من معدلها خلال فترة ما قبل كوفيد حيث ظهرت فجوة كبيرة تعادل 6 ملايين وظيفة بدوام كامل، كان يرتكز جزء كبير من هذا الأثر في قطاعي البناء والخدمات اللذين يستخدمان أعدادا كبيرة من العمال غير النظاميين والمهاجرين والفئات الضعيفة. لقد بلغت نسبة البطالة في المنطقة في عام 2021، بنسبة 11.6% بين السكان عامة.
وكشفت عن معدل بطالة الشباب، الذي سجل 28.2 %، فاق ثلاث مرات معدل نظيره عند البالغين، كما وتأثر بالبطالة بشكل غير متناسب حوالي نصف الشابات الناشطات اقتصاديًا بنسبة تقارب 45.9٪.
ولقد أدى العجز في العمل اللائق في العالم العربي إلى إضعاف قدرات الشعوب والحكومات على الاستجابة للأزمات، ففي عام 2020، كان يعيش حوالي ثلثي سكان المنطقة العربية دون الاستفادة من أي شكل من أشكال منافع الحماية الاجتماعية.
وقالت :على الصعيد الإقليمي، أود أن أثني على الهيئات المكونة للمنظمة الموجودة في المنطقة بالنسبة لالتزامها الجدي الذي قطعته على نفسها في كل من المنتدى الوزاري المعني بالحماية الاجتماعية، والاجتماع الوزاري الرفيع المستوى المعني بتعليم الشباب ومهاراتهم وانتقالهم إلى عمل لائق. إن مكتبنا على استعداد لدعم بلداننا لجهة زيادة ترجمة التزاماتها إلى إنجازات على أرض الواقع.
وانتقلت "ربا" إلى الاجتماع الإقليمي السابع عشر لآسيا والمحيط الهادئ لمنظمة العمل الدولية، الذي سيعقد حضورياً في الفترة الممتدة من 6 إلى 9 ديسمبر 2022 في سنغافورة، والذي يشمل كل من منطقتي آسيا والمحيط الهادئ والدول العربية في منظمة العمل الدولية، سوف يناقش الإجراءات الرامية إلى تعزيز النمو الغني بالوظائف، وكذلك التدابير الرامية إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتعددية الأطراف بشأن قضايا عالم العمل. وأشارت إلي أن هذا الحدث سوف يساعد أيضا على التزام الهيئات الثلاثية المكونة لمنظمة العمل الدولية بشأن الأولويات المشتركة للعمل استنادا إلى إعلان بالي المعتمد في الاجتماع الإقليمي السادس عشر لآسيا والمحيط الهادئ في عام 2016، إعلان الذكرى المئوية لمنظمة العمل الدولية لمستقبل العمل لعام 2019، والدعوة العالمية للعمل الذي اعتمده مؤتمر العمل الدولي في عام 2021.
ومن المنتظر أن يشمل البرنامج مناقشات مواضيعية حول المواضيع الرئيسية ويتضمن جدول أعمال متكامل للسياسات من أجل تعافٍ محوره الإنسان يكون شاملا، مستداما ومرن؛ وإطار مؤسسي يدعم الانتقال الى الطابع النظامي والعمل اللائق؛ والأسس القوية للحماية الاجتماعية والعمالة والمرونة؛ وتنشيط نمو الإنتاجية والمهارات من أجل خلق وظائف أكثر وأفضل.
إن هذا الاجتماع فرصة لكم، كممثلين للحكومات والعمال وأصحاب العمل، للالتقاء وتحديد مسار جَماعي للتصدي لتحديات عالم العمل التي تعترض منطقتنا في الوقت الراهن، لذلك أود أن اشجعكم بشدة على تشكيل وفودكم الثلاثية الأطراف، وأن يطلعوا بأنفسهم على وثائق المعلومات الأساسية التي ستتاح (بما في ذلك باللغة العربية) على الصفحة الالكترونية لمنظمة العمل الدولية المخصصة للاجتماعات اعتبارا من أوائل أكتوبر، والمشاركة بشكل شخصي فعال وحيوي في المناقشات التي ستدور في سنغافورة في الأول من ديسمبر.
وفي ختام كلمتها جدد ربا ، التزام منظمة العمل الدولية بمواصلة العمل جنباً إلى جنب مع منظمة العمل العربية ومع العمال وأصحاب العمل والحكومات نحو تحقيق العمل اللائق والعدالة الاجتماعية للجميع في المنطقة العربية.