جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 08:38 صـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ليوم .. ذكرى ميلاد رياض القصبجي «الشاويش عطية»

رياض القصبحي
رياض القصبحي

يحل اليوم 13 سبتمبر ذكرى ميلاد الفنان الكبير الراحل رياض القصبجي، والذي عُرف بالشاويش عطية، ينتمي القصبجي إلي عائلة صعيدية وانتقل بعد ذلك مع اسرته الي القاهرة.


عمل رياض القصبجي في بداية حياته العملية كمسري بالسكة الحديد، ونظراً لحبّه واهتمامه المبكر بالتمثيل انضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، وأصبح عضوا بارزا بهذه الفرقة، ثم انضم لفرق مسرحية عديدة منها فرقة الهواة وفرقة أحمد الشامي، وفرقة علي الكسار، وفرقة جورج ودورات أبيض، ثم إلي فرقة إسماعيل يس المسرحية.


شارك الفنان الراحل رياض القصبجي فيما يقرب من ١٥٠ عملا سينمائيا، وقد كون ثنائيا ناجحا مع الفنان الراحل إسماعيل ياسين في معظم أفلامه ومن ضمن هذه الاعمال إسماعيل ياسين في البوليس، إسماعيل ياسين في الأسطول، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينه، إسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين للبيع، إسماعيل ياسين في البوليس الحربي، إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين وغيرها من الأعمال الناجحة.


وتعرض رياض القصبجي لوعكة صحية ونقل علي اثرها إلى المستشفى واكتشف الأطباء إصابته بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم ولم يستطع أن يغادر الفراش ولم يستطع أيضا سداد مصروفات العلاج.


وفي أبريل عام 1962 كان المخرج حسن الامام يقوم بتصوير فيلم 'الخطايا' الذي ينتجه عبد الحليم حافظ، وأرسل حسن الإمام إلى القصبجي للقيام بدور في الفيلم، كان الإمام قد سمع بأن رياض القصبجي قد تماثل للشفاء بعد الشلل الذي أصابه وأنه بدأ يمشي ويتحرك، فأراد أن يرفع من روحه المعنوية وكان الدور مناسبا جدا له.


جاء الشاويش عطية إلى الاستوديو ودخل البلاتوه مستندا على ذراع شقيقته وتحامل على نفسه ليظهر أمام العاملين في البلاتوه أن باستطاعته أن يعمل لكن حسن الإمام أدرك أنه ما زال يعاني من المرض وأنه سيجهد نفسه كثيرا إذا ما واجه الكاميرا فأخذ يطيب خاطره ويضاحكه وطلب منه بلباقة أن يستريح وألا يتعجل العمل قبل أن يشفى تماما وأنه أرسل إليه لكي يطمئن عليه.


لكن الشاويش عطية أصر على العمل وتحت ضغط وإلحاح منه وافق حسن الإمام على قيامه بالدور حتى لا يكسر بخاعلي، ووقف يهيئ نفسه فرحا بمواجهة الكاميرا التي طال ابتعاده عنها واشتياقه إليها ومضت لحظة سكون قبل أن ينطلق صوت الكلاكيت وفتحت الكاميرا عيونها على الشاويش عطية الذي بدأ يتحرك مندمجا في أداء دوره وفي لحظة سقط في مكانه، وانهمرت الدموع من عينيه الطفولتين وهم يساعدونه على النهوض ويحملونه بعيدا عن البلاتوه، وعاد إلى بيته حزينا وكانت تلك آخر مرة يدخل فيها البلاتوه وآخر مرة يواجه فيها الكاميرا.


بعد عام من تلك الواقعة وتحديدا في 23 أبريل من ١٩٦٣ لفظ رياض القصبجي أنفاسه الأخيرة عن عمر 60 عاما بعد أن قضى سهرة الوداع مع عائلته وتناول خلالها الطعمية واستمع إلى صوت أم كلثوم الذي يعشقه عبر الإذاعة ولكي تكتمل فصول مأساة رياض القصبجي التي بدأت بالتهام المرض لجسده العريض انتهت بأن أسرته لم تجد ما يغطي تكاليف جنازته وظل جسده مسجّى في فراشه ينتظر تكاليف جنازته ودفنه حتى تبرع بكل هذه التكاليف المنتج جمال الليثي وهكذا كانت نهاية نجم الكوميديا الذي أضحكنا كثيرا.