جريدة الديار
الثلاثاء 22 أبريل 2025 01:30 مـ 24 شوال 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
البنك الأهلي يجدد شهادتي الأيزو 27001 لأمن المعلومات و27701 لإدارة الخصوصية لدورة جديدة الدقهلية: دورة تدريبية توعوية تحت عنوان: ”إدارة الفرق التطوعية” بمركز التنمية الشبابية بمدينة المطرية القومي لحقوق الإنسان ينعي البابا فرانسيس ويشيد بمسيرته الانسانية تحت شعار ”قوتنا كوكبنا” مصر تشارك العالم الإحتفال بيوم الأرض 2025 صجة الدقهلية: وكيل الطب العلاجى يجتمع مع رؤساء أقسام الوقائى بالمستشفيات مصرع تاجر وإصابة آخر بطلقات نارية بسبب معاكسة فتاة بطهطا محافظ الدقهلية يتابع اعمال مبادرة ”رواد النيل” التابعة للبنك المركزى لتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا محمد فايق وزير الإعلام السابق ينعي البابا فرانسيس رسالة البابا فرنسيس قبل أن تغيب شمسه الارضية وكيل تعليم البحيرة يستأنف جولاتة الميدانية لمتابعة انضباط العملية التعليمية وانتظام حضور الطلاب بالمدارس محافظ الدقهلية في مقر الشبكة الوطنية يتابع الأوضاع الميدانية بشوارع المنصورة أسعار بيع وشراء الذهب اليوم الثلاثاء

مملكة العطور المصرية « شبرا بلوله» تمتلك نصيب الأسد من ياسمين العالم

حقول الياسمين
حقول الياسمين

تستحوذ مصر على نسبة كبيرة من الإنتاج العالمي من الياسمين، وتسيطر مع الهند على معظم الإنتاج العالمي من مستخلص الياسمين الذي يدخل في صناعة العطور في العالم، ويعود الفضل في ذلك إلى قرية « شبرا بلوله»التابعة لمركز القطور بمحافظة الغربية شمال القاهرة.


وبحسب تقرير لشبكة «سكاي نيوز»، تنتج القرية وحدها قرابة نصف الإنتاج العالمي من محصول الياسمين، وبحسب الاتحاد الدولي للزيوت والعطور بلغ إنتاج مصر من عجينة الياسمين 6 أطنان عام 2020، حيث يعد الياسمين عنصرا أساسيا في إنتاج العطور.

شبرا بلوله


ويستخدم الياسمين المُصدر من قرية شبرا بلوله في صناعة أشهر العطور العالمية خاصة الفرنسية منها.


يقول المهندس محمد حسين الكرابيجي، الذي يمتلك أرضا لزراعة الياسمين في قرية شبرا بلولة ويعمل كمدير للتصدير في شركة الغربية ألوماتيك لإنتاج الزيوت العطرية، إن القرية تنتج أكثر من نصف الإنتاج العالمي من عجينة الياسمين.
ويضيف أنه يعمل في القرية وما جاورها قرابة 60 ألف شخص في هذه العملية.


ويقوم الفلاحون بزراعة معظم أراضي قرية شبرا بلوله بالياسمين الذي يبلغ ارتفاعه قرابة متر عن سطح الأرض، ويشكل مصدر رزقهم الرئيسي، ويشرعون في الحصاد خلال النصف الثاني من العام من شهر يونيو حتى ديسمبر، وتمتاز عملية الحصاد بانتشار نسيم الياسمين ذو الرائحة الجميلة بين الحقول.


وأوضح الكرابيجي في حديثه بحسب "سكاي نيوز عربية" أن زراعة الياسمين بدأت في مصر في ستينيات القرن الماضي على يد شخص يدعى أحمد فخري الذي كان يدرس في فرنسا، وجلب معه زهور الياسمين وزرعها في إقطاعية كان يملكها ومساحتها قرابة 100 فدان، ورغم امتلاكه أراض أخرى في مصر لكنه فضل شبرا بلولة بسبب نوعية التربة الطينية المناسبة لزراعة الياسمين وتوافر المياه والمناخ المناسب.


وقال: "بعد ذلك بدأ الفلاحون يزرعون الياسمين في أراضيهم، ويشاركون في الإنتاج مع أحمد فخري، عن طريق توريد هذه الزهور لمصنع الزيوت العطرية الذي أنشأه بعد ذلك، وكذلك توريد منتجاتهم لمصانع أخرى".


استخدامات الياسمين المتنوعة


يبين الكرابيجي أن: "الياسمين المصري يتميز بجودته العالية ويعتبر الأجود عالميا، وذلك رغم منافسة الهند، ويستخدم الياسمين في العديد من الصناعات مثل صناعة العطور، ومواد التجميل، والصناعات الطبية مثل زيوت التخدير، فالياسمين منتج خام يتحكم في الكثير من المنتجات".


وأضاف: "عملية إنتاج عجينة الياسمين، تحتاج لأجهزة حديثة وجهود لتحويل المادة الخام للياسمين إلى منتجات نهائية تنافس في السوق العالمي، لكن يصعب منافسة بعض الدول في منتجاتها مثل فرنسا في إنتاج العطور، لكن يمكن الاتفاق مع الشركات التي تستورد من مصر الزيوت العطرية على فتح أفرع لها في مصر، ليصبح الإنتاج يحمل العلامة التجارية ذات الجودة العالمية ولكن بأيد مصرية".


الكرابيجي أبدى تخوفه من تراجع إنتاج مصر من الياسمين، عازيا ذلك لعدة أسباب أهمها احتكار المصانع.


وأضاف: "هذا المجال يعمل فيه القطاع الخاص ولا تتدخل الحكومة فيه، حتى باتت الشركات القليلة القائمة على إنتاج الزيوت العطرية هي المتحكمة في الأمر، فمثلا شجرة الياسمين من الممكن أن تعطي إنتاجا لمدة 180 يوم بدءا من شهر يونيو حتى نهاية ديسمبر، لكن الشركات الخاصة هي من تحدد بداية ونهاية موسم زراعة الياسمين وفقا لمصالحها، وهي من تحدد الأسعار، ومواصفات الاستلام، وهي من تتحكم في كل شيء تقريبا".

مصر تتحكم في المجال باكملة


وتابع: "توجد ثلاثة مصانع فقط في مصر تتحكم في المجال بأكمله، وهو ما قلل من القدرة الإنتاجية، بسبب ضعف استفادة الفلاح المصري الذي يزرع الياسمين من العملية، فمثلا الزيوت العطرية تباع لدول الاتحاد الأوروبي وفرنسا تحديدا بما يزيد عن 4 أو 5 أضعاف تكلفة إنتاجها في مصر، لكن 90 في المئة من عوائد زراعة الياسمين يذهب لمصانع الزيوت العطرية، وبالتالي لا يشعر الفلاح بأنه يستفيد من الأمر وينصرف عن زراعته إلى محاصيل أخرى أكثر فائدة له".


وأردف أن: "المصانع استغلت حاجة السوق العالمي وقللت من جودة منتجاتها، وعندما ظهرت منافسة شديدة من الهند التي بدأت تزرع الياسمين، بدأت تتجه الأنظار إليها كبديل، خاصة مع وفرة العمالة لديها، وسعيها لحل بعض المشاكل التي تواجه زراعة الياسمين في مصر".


ولحل هذه الأزمة دعا "الكرابيجي" الحكومة للإشراف على زراعة الياسمين في مصر وتنظيمها، وعدم تركها في يد أفراد قليلة تحتكر العملية، إضافة إلى تحسين أحوال الفلاح الذي يزرع الياسمين.


ويلفت الكرابيجي إلى أن قرية شبرا بلولة بدأت في الآونة الأخيرة الاستفادة من عملية زراعة الياسمين فيها من الناحية السياحية، حيث يتم فيها تنظيم رحلات لزيارة للقرية، ومشاهدة زراعة الياسمين فيها، والمساهمة في الحصاد لو أراد الزائرون.


إضافة إلى معايشة حياة المزارعين خلال الزيارة، وطبيعة الطعام في القرية، وبالفعل بدأ الأمر يصبح مصدرا للجذب السياحي، حيث يصل قرابة 300 فرد للسياحة أسبوعيا، وهو رقم جيد من حيث البداية ويمكن التوسع فيه بعد ذلك، لنقوم بعمل مهرجان للورد أو لزراعة الياسمين بعد ذلك.