8 سنوات على رحيل الكاتب الساخر أحمد رجب
تحل اليوم 12 سبتمبر ذكرى رحيل الكاتب الساخر أحمد رجب، صاحب بسمة كل صباح لكل المصريين، «بسمة الألم والأسى»؛ لإدراكه للمخاطر والمآسي التي تحيط بهم، عن طريق الشخصيات التي ابتكرها، وخصوصًا التي تمثيل الفقراء والبسطاء، فكان منحازًا للقضايا الاجتماعية وقضايا الوطن، والقضايا الإنسانية.
ولد أحمد رجب في 20 نوفمبر 1928 بمحافظة الإسكندرية في مصر، وحصل على شهادة الليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية، وأثناء دراسته في الكلية أصدر مع آخرين مجلة «أخبار الجامعة»، حيث تعرف هناك على مصطفى وعلي أمين.
عمل الكاتب الصحفي الكبير أحمد رجب مراسلاً صحفياً لمكتب «أخبار اليوم» في الإسكندرية بدءاً من عام 1952، ثم انتقل إلى القاهرة، تولّى سكرتارية التحرير، وكان أول مقال كتبه أحمد رجب عن قارئ القرآن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ولاقى المقال قبولاً وانتشاراً واسعاً حتى نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، وتسبب في زيادة شهرة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ورفع أجره من 20 إلى 100 جنيه.
وفي القاهرة، اكتشف علي ومصطفى أمين مواهب أحمد رجب، ويروي كثيراً من الحكايات عن أخطاء كانت تقع أو مواقف يعلن فيها سياسيون غضبهم من الأخبار فيعلن على أمين فصل سكرتير التحرير أحمد رجب شكلاً، لكنه بقي وظلّت أخبار اليوم له مثل الماء للسمك لم يغادرها لينتشر، أو يُعيد إنتاج نفسه.
شغل أحمد رجب عدة مناصب في مجال الصحافة، فكان نائبًا لرئيس تحرير مجلة الجيل عام 1954، ثم مديرًا لتحرير مجلة هي، ثم بدأ مسيرته الطويلة التي استمرت على مدى 45 عاماً مع عموده اليومي الشهير على صفحات جريدة أخبار اليوم بعنوان «نص كلمة» والتي كان ميلادها عام 1969 حين كان علي أمين يعطيه مقالاً يوميا من 40 صفحة ويطلب منه تلخيصه في عشرة أسطر فقط دون أن يغفل معلومة أو يخل بضمون المقال.
كان له مقالة ثابتة يوميّا في صورة رسالة ساخرة مختصرة في جريدة الأخبار، بعنوان «نص كلمة» وظل يكتبه حتى وفاته . وله آراء سياسية وشارك مع رسام الكاريكاتير مصطفى حسين في كاريكاتير الأخبار وجريدة أخبار اليوم يوميًا من أفكاره وألّف شخصيات كاريكاتيرية منها فلاح كفر الهنادوه ومطرب الأخبار وعبده مشتاق وكمبوره وغيرها الكثير، وكان له مقالة إسبوعية على صفحات جريدة الشروق الجديد.
الثنائي أحمد رجب ومصطفى حسين بدأت علاقة الكاتب الصحفي أحمد رجب برسام الكاريكاتير مصطفى حسين في يناير من عام 1974 حين قرر مصطفى أمين وعلي أمين نشر كاريكاتير يومي على صفحات جريدة الأخبار، فكان الاثنان يجتمعان بشكل يومي في الواحدة ظهرا للاتفاق على فكرة وموضوع الكاركاتير الذي سينشر على صفحات الجريدة في اليوم التالي، ثم يذهب كل منهما إلى مكتبه ليعبر أحمد رجب بقلمه، ومصطفى حسين بريشته عن الفكرة المتفق عليها. استمرنشر الكاريكاتير يوميا على مدى عقود طويلة قاربت الأربعين عاماً، وتوطدت علاقة الاثنين، وانتجا معاً عدة كتب اقترنت فيها رسوم مصطفى حسين بمقالات أحمد رجب الساخرة مثل كتاب «الحب هو»، وغيره.
حظي الكاتب والصحفي أحمد رجب بتكريم العديد من الجهات المحلية والعربية، وحصل على عدة جوائزة أدبية وصحفية من أهمها: وسام العلوم والفنون عام 1992 ، وجائزة نقابة الصحفيين التقديرية.
في يوم الجمعة الموافق 12 من شهر سبتمبر سنة 2014 أعلنت مؤسسة أخبار اليوم وفاة الصحفي الكبير أحمد رجب عن عمر يناهز 86 عاما بعد صراع مع المرض.