جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 10:26 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

11 سبتمبر .. ذكرى الدمار الأمريكي

احداث 11 سبتمبر
احداث 11 سبتمبر

عند سماع تاريخ اليوم ١١ سبتمبر نتذكر الهجمات الإرهابية التي حدثت في مثل هذا اليوم منذ ٢١عاما واستهدفت الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر عام ٢٠٠١، وجرت بواسطة أربع طائرات نقل مدني تجارية، تقودها أربع فرق تابعة لتنظيم القاعدة، وُجِهت لتصطدم بأهداف محددة، وقد نجحت ثلاث منها في ذلك، بينما سقطت الرابعة بعد أن استطاع ركّاب الطائرة السيطرة عليها من يد الخاطفين لتغيير اتجاهها، ما أدّى إلى سقوطها وانفجارها في نطاق أراضي ولاية بنسيلفانيا.


تمثلت أهداف الطائرات الثلاث في برجي مركز التجارة الدولية الواقعة في مانهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، المعروف باسم البنتاغون، بينما لم تُحدّد التحريات حتى اليوم الهدف الذي كان يريد خاطفو الطائرة الرابعة ضربه.


نتج عن هذه الهجمات مقتل 2977 شخصًا، فضلًا عن 19 من إرهابيي تنظيم القاعدة المسؤولين عن خطف الطائرات، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.


تُعتبر هجمات الحادي عشر من سبتمبر الهجوم ذو أكبر عدد من الضحايا في تاريخ البشرية والحادثة الأكثر فتكًا لرجال الإطفاء وضباط إنفاذ القانون في تاريخ الولايات المتحدة، إذ قُتل 343 و72 منهم على التوالي.


عززت بلدان كثيرة حول العالم تشريعاتها لمكافحة الإرهاب ووسعت من سلطات أجهزة الأمن وإنفاذ القانون والاستخبارات لمنع هجمات مماثلة، ورغم إنكار بن لادن في البداية أي تورط له في الهجمات، فقد أعلن في عام 2004 مسؤوليته عنها.
سُرعان ما وُجِّهت الشكوك نحو تنظيم القاعدة وردت الولايات المتحدة بشن الحرب علي الارهاب وغزو أفغانستان لخلع حركة طالبان التي رفضت الامتثال للمطالب الأمريكية بطرد تنظيم القاعدة من أفغانستان وتسليم زعيمها أسامة بن لادن.


استخدم بن لادن شريطًا مسجلًا يعترف فيه بشكل علني بتورط القاعدة بالهجمات على الولايات المتحدة وعلل تنفيذها قائلًا: نحن أحرار ونريد استعادة حرية أمتنا، عندما تخربون أمننا، سنخرب أمنكم.


في عام 2004، قال بن لادن بأن فكرة تدمير أبراج التجارة ارتأت له لأول مرة في عام 1982، عندما شهد قصف إسرائيل للمباني السكنية العالية خلال حرب لبنان عام 1982.


ادعى بعض المحللين، بمن فيهم ميرشايمر ووالت، أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل كان أحد دوافع الهجمات، في عامي 2004 و2010، ربط بن لادن مرة أخرى هجمات 11 سبتمبر بدعم الولايات المتحدة لإسرائيل.
كانت تفجيرات السفارات الأمريكية في أفريقيا عام 1998 والفتوى التي أصدرها بن لادن في عالم 1998 نقطة تحول في العملية للقاعدة، إذ عقد بن لادن عزمه الهجوم على الولايات المتحدة.


في أواخر عام 1998 وأوائل عام 1999، وافق بن لادن على المضي في التخطيط والتنظيم، عقد بن لادن ونائبه محمد عاطف سلسلة من الاجتماعات في مطلع عام 1999 قدم عاطف دعما تشغيليًا شمل تحديد الأهداف وترتيب سفر منفذي الهجوم، ورفض بن لادن خطة محمد في استهداف أهداف مثل برج مصرف الولايات المتحدة في لوس أنجلوس بسبب ضيق الوقت.


في أواخر عام 1999، وصلت مجموعة رجال من هامبورغ، ألمانيا، إلى أفغانستان كان من بين هؤلاء محمد عطا ومروان الشحي وزياد جراح ورمزي بن الشيبة.


وقع اختيار بن لادن على هؤلاء لكونهم متعلمين، ويجيدون الإنجليزية، ولديهم خبرة في الحياة في الغرب، كان يُفحص المجندون الجدد بشكل روتيني لتنمية مهاراتهم الخاصة، وبالتالي وجد قادة القاعدة أن هاني حنجور كان يملك بالفعل رخصة طيار تجارية، وقال محمد لاحقًا بأنه ساعد منفذي الهجوم على التخفي بتعليمهم كيفية طلب الطعام في المطاعم وارتداء ملابس غربية.


قدم بن لادن القيادة والدعم المالي وشارك في اختيار المشاركين، إذ وقع اختياره بدايةً على نواف الحازمي وخالد المحظار، الذين كان كلاهما جهاديين متمرسين قاتلا في البوسنة، وصل حزمي ومحظار إلى الولايات المتحدة في منتصف شهر يناير عام 2000، تلقى حازمي ومحظار دروسا في الطيران في سان دييجو بولاية كاليفورنيا، ولكن لم يتقن كلاهما سوى قليل من اللغة الإنجليزية، وكان أداؤهما ضعيفًا في دروس الطيران، وشغلا في النهاية دور منفذين ثانويين.


وصل حنجور إلى سان دييغو في 8 ديسمبر عام 2000، لينضم إلى حازمي سرعان ما غادر الاثنان إلى أريزونا، حيث تلقى حازمي تدريبًا تنشيطيًا، وصل مروان الشحي في نهاية شهر مايو عام 2000، في حين وصل عطا في 3 يونيو عام 2000، ووصل الجراح في 27 يونيو عام ٢٠٠٠، تقدم بن الشيبة للحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، لكن لكونه يمنيًا، رُفض خوفًا من أن يتجاوز فترة إقامته حسب الفيزا، بقي بن الشيبة في هامبورغ، مديرًا التنسيق بين عطا ومحمد تلقى أعضاء خلية هامبورغ الثلاثة تدريبات تجريبية في جنوب فلوريدا.


في منتصف عام 2001، بدأ المنفذون الثانويون بالوصول إلى الولايات المتحدة، في يوليو عام 2001، التقى عطاء بن الشيبة في إسبانيا، حيث نسّقوا تفاصيل الهجوم، بما في ذلك اختيار الهدف النهائي، أوصل بن الشيبة أمل بن لادن في تنفيذ الهجمات بأسرع وقت ممكن حصل بعض منفذ الهجوم على جوازات سفر من مسؤولين سعوديين فاسدين كانوا من أفراد عائلاتهم، أو استخدموا جوازات سفر مزيفة للدخول.


أدت هجمات 11 سبتمبر أيضًا إلى حربي الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، إلى جانب الإنفاق الإضافي على أمن الوطن، بمبلغ إجمالي لم يقل عن 5 تريليون دولار.


تدمير مركز التجارة العالمي والهياكل الأساسية المجاورة أضرَّ اقتصاد مدينة نيويورك بصورة حادّة وكان ذو أثر كبير على الأسواق العالمية، أُغلق شارع وول ستريت حتى 17 سبتمبر بالإضافة إلى المجال الجوي للطائرات المدنية الأمريكية والكندية حتّى 13 سبتمبر، تَبع ذلك العديد من الإغلاقات والإجلاءات والإلغاءات من باب الاحترام والعزاء أو خوفًا من وقوع المزيد من الهجمات.


طالت الآثار الصحية لتلك الهجمات السكان والطلاب وموظفي المكاتب في مانهاتن السفلى والحي الصيني المجاور، رُبطت العديد من الوفيات بالغبار السام، وأُدرجت أسماء الضحايا في النصب التذكاري لمركز التجارة العالمي، تشير التقديرات إلى إصابة نحو 18,000 شخص بالأمراض نتيجة للغبار السام، هناك أيضًا توقعات علمية تفيد بأن التعرض للمنتجات السامة المختلفة في الهواء قد يكون له آثار سلبية على نمو الأجنة.


امتد تأثير هجمات الحادي عشر من سبتمبر إلى ما وراء الاعتبارات الجغرافية السياسية ليصل إلى المجتمع والثقافة بشكل عام، حيث شملت ردود الفعل المباشرة على تلك الأحداث تركيزًا أكبر على الحياة المنزلية وإمضاء الوقت مع العائلة، وتكثيف الحضور في الكنيسة، وزيادة التعبير عن الوطنية برفع الأعلام الأمريكية، واستجاب قطاع الإذاعة بإزالة بعض الأغاني من قوائم التشغيل، واستُخدمت الهجمات لاحقًا كعناصر للخلفيات أو كمادة روائية أو موضوع رئيسي في الأفلام والتلفاز والموسيقى والأدب.