ذكرى وفاة المشير أبو غزالة.. قائد «أرهق أمريكا وصنع كاريزما صاحبته حتى قبره»
تحل اليوم ذكرى وفاة المشير محمد عبد الحليم ابو غزاله الذي وفاته المنيه في مثل هذا اليوم من العام ٢٠٠٨؛ والذي على الرغم من وفاته ظلت سيرته العطرة حاضرة.
ولد المشير ابو غزاله في ١٥ يناير عام ١٩٣٠ في أسرة ريفية بقرية زهور الأمراء، مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة ١٩٤٩ ثم حصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالإتحاد السوفيتي وهو أيضا خريج أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.
شارك في ثورة 23 يوليو ١٩٥٢ حيث كان من الضباط الأحرار، كما شارك في حرب 1948 وهو ما يزال طالبا بالكلية الحربية، وشارك في حرب السويس وحرب أكتوبر وكان أداؤه متميزاً.
لم يتمكن من المشاركة في حرب 1967 حيث كان بالمنطقة الغربية وانقطع اتصاله بالقيادة وعاد ليفاجأ بالهزيمة،
تدرج ابو غزاله في المواقع القيادية العسكرية، حتى عين مديراً لإدارة المخابرات الحربية، ثم وزيرا للدفاع وإلانتاج الحربي وقائداً عاماً للقوات المسلحة سنة ١٩٨١، ورقي إلى رتبة مشير عام ١٩٨٢، ثم أصبح نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عاماً للقوات المسلحة منذ ١٩٨٢ وحتى ١٩٨٩.
أقاله الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك من منصب وزير الدفاع عام ١٩٨٩؛ واعتبر الكثيرون القرار وقتها مفاجئاً وفسّره البعض أن الغرض من الاقاله التخلص منه لتزايد شعبيته في الجيش وتخوّف مبارك من أن يقوم بانقلاب عسكري ضده، لكن المراقبين الغربيين يرون أن سبب إقالته هو تهريب أجزاء تستخدم في صناعة الصواريخ من الولايات المتحدة الأمريكية (مخالفاً بذلك قوانين حظر التصدير) ومحاولات المسئولين للحصول على تكنولوجيا الصواريخ الأمريكية بطريقة غير شرعية.
وأما عن صلة المشير أبو غزالة بهذا الملف، فقد كشفت تقارير صحفية صدرت عام 1987 أغضبت الدول الغربية عن برنامج لتطوير صواريخ بعيدة المدى بين الأرجنتين والعراق ومصر باسم "كوندور-2".
حيث استطاع المشير أبو غزاله مراوغة الولايات المتحدة الأمريكية بمناقصة دولية أقيمت من أجل إدخال دبابة قتال رئيسة، إضافة إلى نقل تكنولوجيا تلك الدبابة، لم تدخل الولايات المتحدة المناقصة حتى لا تدعم مصر بدبابة الأبرامز المتطورة على حساب حليفتها إسرائيل وظنا منها أن دول أوروبا لن تدعم مصر في امتلاك دبابة قوية، لكنها فوجئت بالعديد من الدول تسعى للفوز بالمناقصة ومنها بريطانيا ودبابتها تشالينجر، فقررت أن تعرض على مصر دبابة الأبرامز بنسبة إنتاج ومكون محلى محدودة على أن تزداد كلما تم تجديد التعاقد لزيادة العدد، قبلت مصر الصفقة وبهذا دخلت دبابة الأبرامز الأقوى عالميا بالخدمة بالجيش المصري، وهو ما اوغر صدر الولايات المتحدة الأمريكية ضد المشير ابو غزالة.
وكان للمشير أبو غزاله بعض المؤلفات منها: وانطلقت المدافع عند الظهر، الحرب العراقية الإيرانية، القاموس العلمي في المصطلحات العسكرية، الاستراتيجية الحربية من وجهة نظر الاتحاد السوفيتي (ترجمة أبو غزالة).
توفي المشير ابو غزاله في ٦ سبتمبر عام ٢٠٠٨ في مستشفى الجلاء العسكري عن عمر 78 عاما بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة، تاركا من خلفة تاريخ عسكري عريق.