بعد مرور شهرين على قمة جدة : هل حقق العرب إنتصارا على الهيمنة الأمريكية؟
الديار - هبه حرب
شكلت قمة جدة حدثا فارقا في العلاقات بين الدول العربية وواشنطن بعد مرور نحو شهرين على انعقادها فى السادس عشر من يوليو الماضى ، فقد سبقها تراجعا عن الإهمال الأمريكى المتعمد لمنطقة الشرق الأوسط ، بجانب إستقبال فاتر من ولي العهد السعودي للرئيس الأمريكي، ومبادرة عربية بمواقف مسبقة عكس الأجندة الأمريكية التي كانت تتبناها إدارة بايدن.
ونتج عنها عودة بايدن خاوي اليدين عقب لقائه مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي و مصر و الأردن و العراق ، فلا حلف عسكري عربي مع دولة الإحتلال ، وأيضاً لا زيارة نفطية بعيداً عن قرارات تحالفات أوبك و أوبك بلس.
ويحسب ذلك نجاح كبير للدبلوماسية العربية، حيث إتخاذ القادة العرب خطوات تتوافق مع أولويات المنطقة، حتى وإن كانت لا تتوافق مع الرغبات الأمريكية.
وتعليقاً على ذلك أكد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق خلال تعليقه على قمة جدة، أن القمة تعد انتصارا للدبلوماسية المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام بدون أدنى شك .
وقد أرجع الدبلوماسي المصري و مستشار الأمين العام للجامعة العربية ذلك ، إلى أن الرئيس جو بايدن أتي إلى القمة بجدول أعمال بعيداً عن الاهتمامات العربية ، يتضمن حلف عسكري عربي مع دولة الاحتلال ضد إيران ، وهو ما لم يوافق عليه القادة العرب.
وذلك من خلال إعلان الخارجية المصرية بعدم إقدامها على أي تحالف عسكري ضد إيران ،وهو ما إستقبل بترحيب واسع من طهران ، بجانب الإعلان الممثل من الدول العربية للموقف ذاته تجاه إيران.
ووفقا لذلك فإن السفير جمال بيومي رأي أن القادة العرب قبل قمة جدة ، نجحوا في محاصرة الرغبات الأمريكية و أجندة الرئيس بايدن.
وأكد أن قمة جدة بمثابة تدليل على تراجع الهيمنة الأمريكية ، حيث جعلت واشنطن تدرك أن هناك أصوات أخرى في العالم ،وتعد أيضا إشعار لأمريكا بأن لا تنفرد بإتخاذ القرارات للعالم.
وإختتم بقوله أن قمة جدة ، كانت بمثابة تحقيق خطوات عربية سليمة و موقف متوازن ، وذلك نتيجة التنسيق العربي المسبق.
من جانبه أشار الدكتور طارق فهمي رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط والمتخصص في الشئون الدولية أنه خلال قمة جدة ، لم يكن هناك أي ترحيب من الدول العربية بأي تعاون مقترح مع دولة الإحتلال.
كما أوضح أن مشاركة مصر في قمة جدة كانت قوية ، وهو ما ظهر من كلمة الرئيس السيسي خلال القمة .
وأشار الى نجاح دبلوماسية الرئاسة في جمع الصف العربي، من خلال التنسيق العربي المشترك، الذي ظهر بقوة خلال قمة جدة.
وأفاد بأن مجمل التحركات المصرية و دبلوماسية الرئاسة ، تؤكد بعمق أن مصر في قلب التفاعلات الإقليمية والدولية ،وأننا نجهز مكانا في الخريطة الدولية.
وإختتم الدكتور طارق فهمي تعليقه ، بالإشارة إلى أن الدبلوماسية الرئاسية تعتمد على مبدأين ، أولهما مبدأ الندية و الآخر هو التوازن في العلاقات الخارجية.