علي جمعة يحذر من وقوع اضطرابات تعصف بالأسر
قال الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، ورئيس اللجنة الدينية في مجلس النواب، إن الأسرة هي نواة المجتمع، وإذا صلحت صلح حال المجتمع.
وأضاف خلال الندوة الحوارية لمجلة الأزهر الشريف تحت عنوان: «حق الكَدِّ والسِّعاية.. رؤية فقهية اجتماعية معاصرة» والمقامة بمركز الأزهر للمؤتمرات، الأسرة فيها علاقة مخصوصة بين الرجل والمرأة.
وأكد جمعة أن الله رسم لنا خصائص للرجل والمرأة، ورسم لنا مراكز قانونية مبنية على تلك الخصائص موضحا أنه بشأن الذمة المالية لكل من الرجل والمرأة، فرأي الأئمة الأربعة أن هناك ذمة مستقلة للرجل، وذمة مستقلة للمرأة، وذمة مستقلة للأبناء.
وتابع: قد نجد ذمة مشتركة بين الرجل والمرأة، وبخصوص الكد والسعاية لا بد أن نضع جامع مانع له، حتى لا نقع في مشتبهات، وهناك أمور كثيرة تشتبك مع قضية الكد والسعاية، وتحدث عنها القضاة والفقهاء.
وأشار إلى أن الأجر والتجارة بين الزوجين لهما أحكامهما، ولا بد أن يتعمق الفقيه والدارس في مراعاة حكم الكد والسعاية، حتى لا نقع في اضطرابات تعصف بالأسر، وتحدث ضررًا أكبر من إعطاء المرأة حقها.
وأوضح أن حق الكد والسعاية ليس المقابل له الفراق بين الرجل والمرأة، وهل لو حدث الافتراق بين الرجل والمرأة ماذا نفعل مع مالها، ولذا علينا التبحر في حق الكد والسعاية، لكل من يكد ويسعى، وكل الفقهاء يتحدثون أن حق الكد والسعاية ليس له علاقة بالعلاقة الزوجية فقط، ولكن هو نشأ من علاقة تتعلق بمفهوم الشركة ولذا فأمر الكد والسعاية أمر مهم، ولكنه ليس مستحيل، ولابد من دراسة الأمر جيدًا، وزمن استحقاق الكد والسعاية، يؤكد ما طرحناه بأن للزوجة المطالبة بحقها في الكد والسعاية من زوجها، وزمن استحقاق الحق سيؤثر في فتوى القاضي، وسيؤثر في صياغة قانونية لهذا الأمر.
وأوضح المفتي السابق أنه من حق الابن أن يطلب من أبيه حق كد وسعايته في محل عمل أبيه.
ولفت إلى أنه ومن خلال أحكام الكد والسعاية، يمكن تهدئة بال المرأة، والأمر يحتاج لجهد كبير للوصول للمعيار الأكثر عدلًا، ولابد ألا يؤخذ الأمر بعصبية للمرأة، ولكن نتحدث عن حق الرجل أيضًا، والرجل والمرأة كلاهما في دائرة واحدة، ولهما حقوق.