خبير يكشف لـ ”الديار” فوائد مذهلة لبرامج المحاكاة في منع الحرائق والانفجارات
الديار - نسمة سليم
المحاكاة لها فوائد عظيمة لا يمكن تخيلها، وهي برامج موجودة منذ فترة، ولكن لم تكن تأخذ القدر الكافي من الاهتمام، فقد كان البشر يعتمدون منذ سنوات عديدة على الحسابات التقليدية المعروفة بالورقة والقلم، والنمذجة الرياضية، ولكن أصبحت برامج المحاكاة الآن جزءا أساسيا ومفيدا للنمذجة في رحلات الطيران والجامعات والنمذجة الرياضية للعديد من الأنظمة الطبيعية في الفيزياء (فيزياء الحسابية)، والفيزياء الفلكية والكيمياء والبيولوجيا، والنظم البشرية في الاقتصاد وعلم النفس والعلوم الاجتماعية، والدراسات في عملية هندسة التكنولوجيا الجديدة، تدخل في العديد من الصناعات وتوفر العديد من التجارب التي تحتاج إلى وقت ومال.
فبرامج المحاكاة هي برامج لديها القدرة على تمكيننا من النتيجة النهائية لأي مهمة قبل تنفيذها على أرض الواقع بل وتضع لها كافة الاحتمالات لتتلافى أي خسائر بشكل إيجابي حيث تحاكي المصانع على أجهزة الكمبيوتر لعمل التجارب عليها أولا، دون الحاجة لإحداث المشكلات في المصنع الفعلي، أي القيام بالتجربة والدراسة وحل المشكلات أيضا على الكمبيوتر قبل خوض التجربة الحقيقية على المصنع.
و أوضح المهندس أحمد يحيى دكتوراة في الهندسة الكيميائية، أن برامج المحاكاة لم تكن تأخذ القدر الكافي من الاهتمام سابقا، ولم تكن مستخدمة في كل المصانع، حيث كانت تعتبر من وسائل الرفاهية في العمل.
و تابع المهندس أحمد يحيى، أنه بمرور الوقت اختلفت النظرة تماما لهذه البرامج فأصبحت ضرورة من ضروريات العمل، وأصبحت تستخدم في شركات البترول والتكرير والبتروكيماويات للتنبؤ بالمشكلات قبل حدوثها، ولتوفير الطاقة، وتحقيق عوائد اقتصادية عالية مؤكد على أهمية هذه البرامج والتي قد تصل
إلى درجة منع الحرائق والانفجارات بضبط ظروف التشغيل الصحيحة.
و أشار مهندس أحمد يحيى، إلى أنه من أهم أمثلة برامج المحاكاة برنامج الهايسيس الذي يعد أشهر هذه البرامج، ويحتوي على العديد من التطبيقات المختلفة التي تصلح لمحاكاة المعدات المختلفة داخل الشركات كالمبادلات الحرارية، وأبراج التقطير، والمفاعلات، ويعمل هذا البرنامج أيضا على محاكاة الوحدات الخاصة كوحدة استرجاع الكبريت ووحدة إنتاج الفحم.
و أوضح المهندس الكيميائي، أن هذا البرنامج وبرامج المحاكاة الأخرى يعملون من خلال نافذة الويندوز. والتي تستخدم ظروف تشغيل تصميم المصنع أولا لعمل محاكاة أولية لأي معدة، ثم تبدأ مرحلة التحقق من صحة المحاكاة عن طريق مقارنة القيم المحسوبة من برنامج المحاكاة بقيم تصميم المصنع.
و أكد على اتباع عدة نقاط من أهمها، أن تكون نسبة الخطأ قليلة لاعتماد صحة برنامج المحاكاة، ثم نبدأ بتغيير القيم في برنامج المحاكاة بالقيم الحقيقية التي يعمل بها المصنع، ثم إجراء الدراسات المختلفة كتوفير الطاقة، ثم تطبيق النتائج من برنامج المحاكاة على المصنع الفعلي، قد تصل القيم الموفرة إلى ملايين الدولارات.
و أوصى الدكتور أحمد يحيى، باستخدام هذه البرامج في مرحلة تصميم المصنع منذ البداية، وفي مرحلة ثبات ظروف التشغيل. حيث تعمل المصانع عادة من خلال غرفة التحكم التي يتم تشغيل المعدات والوحدات المختلفة من خلالها، ومن المعروف أن بعض الأخطاء أثناء فترة عمل الوحدات قد تؤدي إلى توقف المصنع لأيام طويلة وخسارة فادحة تصل إلى ملايين الدولارات في اليوم الواحد، ولهذا تعمل برامج المحاكاة بشكل مستقل تماما لا علاقة له بعمل المصنع على أجهزة كمبيوتر عادية لإجراء الدراسات المختلفة.
كما أوصى، بأهمية ربط البيانات التشغيلية للمصنع بشكل مباشر ببرنامج الهايسيس الذي يقوم بدوره بالحسابات المطلوبة دون الحاجة إلى إدخال البيانات يدويا، ولكن هذه مرحلة متقدمة ولا يشترط الاحتياج إليها.
واختتم المهندس أحمد يحيي، بقوله : ذه البرامج أصبحت أداة ضرورية لا غنى عنها في شركات الغاز والبتروكيماويات والتكرير والتي تعد من أهم الصناعات الإستراتيجية للدولة المصرية.