جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 08:33 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بعد مقتله.. من هو أيمن الظواهري؟

أيمن الظواهري
أيمن الظواهري

بعد تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم، مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري، على إثر غارة أمريكية في العاصمة الأفغانية كابول.

حيث تم استهداف أيمن الظواهري الذي يبلغ 71 عاما، من خلال غارة جرى تنفيذها عبر طائرة مسيرة، دون وقوع ضحايا من المدنيين.

فمن خلال هذه السطور نستعرض من هو الظواهري ، حيث ولد أيمن محمد ربيع الظواهري في 19 يونيو 1951، وبعد أن كان ثاني أبرز قياديي منظمة القاعدة العسكرية التي تصنفها معظم دول العالم منظمة إرهابية، تمكن بعد مقتل أسامة بن لادن، من أن يصبح زعيم تنظيم القاعدة.

وينحدر الظواهري المولود في العاصمة المصرية القاهرة، من عائلة متميزة من الطبقة المتوسطة، وفيها العديد من الأطباء وعلماء الدين.

ووفقاً لتقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن جده ربيع الظواهري كان إماما في جامعة الأزهر في القاهرة، وكان عمه عبد الرحمن عزام السكرتير الأول لجامعة الدول العربية.

والجدير بالذكر أيضا ، أن والده محمد الذي توفي في العام 1995، كان أستاذا في علم الصيدلة في نفس جامعة القاهرة.

فيما يكشف المحيطين بالظواهري في هذا الوقت، إنه علامات تشدد بدأت عليه وهو ما يزال يافعا، فقد أسس جماعة راهنت على إسقاط الدولة بذريعة إنشاء "حكم إسلامي".

كما انخرط الظواهري في نشاطات حركات الإسلام السياسي في سن مبكرة وهو لا يزال في المدرسة، وعلى إثر ذلك فقد اعتقل في سن 15 عاما، لانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين.

لكن الظواهري الذي بدت عليه ميول التطرف مبكرا، تابع دراسته، حيث درس الطب وتخصص في الجراحة، بينما كان حريصا على مواصلة أنشطته السرية.

وقد تخرج الظواهري في سنة 1974، ثم خدم ثلاث سنوات بمثابة طبيب، وبين عامي 1980 و1981، عمل في مجال الإغاثة مع منظمة الهلال الأحمر ببيشاور الباكستانية، حيث عالج المصابين الذين جرحوا في حرب أفغانستان.

وخلال وجوده بباكستان، استطاع الظواهري أن يعبر الحدود نحو أفغانستان في أكثر من مناسبة وكان شاهدا على ما يدور في ساحة الحرب.

هذا و عند عودته إلى مصر، كان الظواهري من بين اعتقلتهم السلطات المصرية على خلفية اغتيال الرئيس أنور السادات في سنة 1981.

وأدين الظواهري، بالحيازة غير القانونية للسلاح وحكم عليه بثلاث سنوات من السجن، وفي 1984 أطلق سراحه، ومكث لفترة ثم غادر إلى باكستان، وبعدها إلى أفغانستان.

وخلال ذلك الفترة أصبح الظواهري قريبا من أسامة بن لادن، الذي كان في أفغانستان لدعم من يقاتلون الاتحاد السوفياتي، وفي سنة 1988 شهد على تأسيس تنظيم القاعدة.

في بداية التسعينيات، وقف الظواهري وراء تأسيس ما عرف بـ"جماعة الجهاد الإسلامي المصرية"، التي وضعت نصب عينيها اغتيال مسئولين مصريين، حتى أنها رتبت هجوما على سفارة مصر في باكستان، بجانب الترتيب لمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي.

أما في عام 1992، غادر أسامة بن لادن إلى السودان، فلحق به الظواهري إلى هناك، لكن الخرطوم اضطرت إلى طرد العنصرين الخطيرين تحت ضغط من المجتمع الدولي.

وفي أواخر عام 1996 اعتقلت السلطات الروسية الظواهري ، بينما كان في طريقه إلى الشيشان، ثم قبع في السجن لستة أشهر إلى أن أطلق سراحه، فيما يقال إن الشرطة الروسية لم تعرف هويته إلى بعد الإفراج عنه.

بينما في عام 1998، عزز الظواهري صلته ببن لادن، وصارت العلاقة أكثر وثوقا إلى أن وقفا وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، التي غيرت مجريات كثيرة في العالم المعاصر.


وعقب ذلك فقد أصبح الظواهري بمثابة المتحدث باسم القاعدة، فكان الناطق الذي أبدى الموقف من الغزو الأمريكي للعراق في سنة 2003.

أما عقب مقتل أسامة بن لادن في عملية بباكستان سنة 2011، تولى أيمن الظواهري زعامة القاعدة، فيما كانت السلطات الأمريكية تعرض مكافأة 25 مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.

والجدير بالذكر أنه بعد مقتل الظواهري ثارت التكهنات بشأن خليفته في زعامة تنظيم القاعدة، وبرز من جديد اسم الإرهابي الذي يدعى سيف العدل المصري الملقب بـ"سيف الانتقام" الذي يُقيم في إيران.

حيث تردد إسم "سيف العدل المصري" لخلافة الظواهري في زعامة تنظيم القاعدة ، فيما اعتبره البعض بمثابة الأمل الأخير لتنظيم "القاعدة" الإرهابي.

ويذكر أن "سيف العدل المصري" ، اسمه الحقيقي محمد صلاح الدين زيدان،و هو من مواليد عام 1960 في محافظة المنوفية.

ويشار إلى سيف الانتقام ، يعد قائد بارز في تنظيم "القاعدة" وعضو في مجلس الشورى، كما يرأس أيضاً اللجنة العسكرية للتنظيم.

وقد سبق و أعلن "برنامج مكافآت من أجل العدالة " الأمريكي ، عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عنه.

ويذكر أن سيف العدل المصري، كان ملازماً لأبو مصعب الزرقاوي مؤسس تنظيم "القاعدة في العراق"، الذي أصبح فيما بعد يُعرف باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".