جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 03:56 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

إلى أين تتجه اليابان بعد اغتيال شينزو آبي؟

شينزو_آبي
شينزو_آبي

توفي رئيس وزراء اليابان السابق ‎‎شينزو آبي، بعدما أطلق عليه النار أثناء إلقاءه خطبة في أحد الشوارع لعدد قليل من الجماهير، وتم نقله إلى المستشفى وقام الفريق الطبي بمحاولة إنقاذه وتم بالفعل نقل دم له إلا أنه فارق الحياة.

وتمكنت الشرطة اليابانية من إلقاء القبض على القاتل، إلا أن المؤشرات الأولية تفيد بأن عملية الاغتيال هذه لن تمر بسلام، فمنفذ العملية واسمه ياماغامي تيتسويا ويبلغ من العمر ٤١ عاماً والذي استخدم سلاح بدائي ومصنع ذاتياً، قال بعد القبض بأنه كان يشعر بالاستياء تجاه آبي وكان ينوي قتله، وأنه كان يؤدي خدمته العسكرية في قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية.

‏ وتشير التحريات الأولية إلى أن منفذ العملية يحتمل أنه عضو في جماعة تسعي للتغير العنيف من خلال اغتيال الشخصيات، فشخصية مثل ‎شينزو آبي الذي كان يبلغ من العمر 67 عاماً حتي صباح اليوم كان الرئيس السابق الحزب الديمقراطي الليبرالي قبل ان يصبح ورئيس وزراء اليابان و هو الذي يعتبر أطول رئيس وزراء حكماً لليابان كان شينزو آبي، معروفاً بسياساته المتشددة واستراتيجيته الاقتصادية المتمثلة في مصطلح "أبينوميكس"(Abenomics). وأبينوميكس هو لفظ منحوت من "آبي" و"إكونوميكس"يشير إلى السياسات الاقتصادية التي يؤيدها ‎شينزو آبي واستراتيجيته الاقتصادية هذه مبنية على التيسير النقدي والتحفيز المالي والإصلاحات الهيكلة.

‏ حيث أدت هذه التدابير إلى النمو خلال فترة ولايته الأولى، لكن التباطؤ اللاحق أثار تساؤلات حول فاعلية أبينوميكس. ففي عهد ‎شينزو_آبي وتحديداً بين عامي 2013 و2014، حققت البلاد قفزة كبيرة من المرتبة السابعة عشرة إلى العاشرة على سلم الترتيب، ومنها إلى المرتبة الثامنة في 2018، رغم أن دستورها يقيد عمليات التسليح والتطوير الكبيرة والمشاركة في النزاعات.

وبالرغم من أن معدل الإنفاق سنوي ثابت لا يتجاوز 1% من الناتج الإجمالي الخام، إلا أن طوكيو تمكنت من ترسيخ وجودها في قائمة القوى العسكرية العشر الأولى، حسب تصنيف موقع "جلوبال فاير باور".

بل ان ‎شينزو_آبي أعلن في مايو ٢٠١٧ أنه سيقوم بإلغاء أو تعديل المادة التاسعة من الدستور، التي تقيد تسليح البلاد أو امتلاك قدرات هجومية، وذلك بحلول عام 2020. غير أن انفجار سلسلة من فضائح الفساد في اليابان بعد ذلك التصريح ادج إلى إضعاف مكانته.

وكان ذلك قبل فترة وجيزة من استقالته، حي كانت التأييد لحكومة ‎شينزو_آبي 34%، وهي الأدنى توليه المنصب. في خطاب استقالته وهو من اهم الخطابات امن يجب القراءة بين السطور أعرب آبي عن أسفه لأنه غير قادر على تعديل الدستور أو حل نزاع إقليمي مع روسيا.

‏الحادث بشكل تحقيق استقصائي و لذلك دعونا نعود الي الوراء قليلاً و تحديد الي يوم ١٢ اكتوبر ١٩٦٠ ولنشاهد عملية إغتيال رئيس الحزب الاشتراكي ‎اليابان إنجيرو أسانوما خلال مناظرة تلفزيونية علي الهواء مباشرة و التي لم تتم بواسطة مسدس بدائي ذاتي للتصنيع انما بسيف ساموراي ليعرب عن الهوية اليابانية التي انتهكت وتم تدميرها بعد هزيمة اليابان في ‎الحرب العالمية الثانية إنجيرو أسانوما من مواليد 27 ديسمبر 1898 كان خطيباً مفوهاً ورئيساً للحزب الاشتراكي الياباني اشتهر بمهاجمة الولايات المتحدة والعالم الغربي في خطاباته واعتزازه بقوميته اليابانية التي كانت امريكا تسعي لمحوها، اما القاتل فكان اسمه أوتويا ياماغوتشي وهو يميني متطرف لم يتجاوز الـ17 من عمره وقت تنفيذ عملية الاغتيال.

وقد جرت محاكماته واعترف بانه نفذ الجريمة بكامل أرادته ولأنه يريد اليابان أن تصبح غربية وتم الحكم عليه بالإعدام شنقاً وتم ذلك في نفس العام ١٩٦٠ ومن ثم راح الغرب يمجد 5يه.

‏ وأصبح ‎ياماغوتشي بطلاً وشهيدًا لليمين الياباني المتطرف وتقام له الاحتفالات حتى يومنا هذا.وقيل ان جريمة ياماغوتشي هذا أصبحت مصدر الهام لعددًا من جرائم الاغتيال السياسي بما في ذلك حادثة شيماناكا في عام 1961 وانها ألهمت الروائي الحائز على ‎جائزة_نوبل كينزابوريه لكتابة روايته سبعة عشر وموت شاب سياسي، وتعتبر صورة اغتيال أسانوما التي التقطها المصور الصحفي الياباني ياسوشي ناغاو من أشهر الصور الصحفية في القرن العشرين وفازت بجائزة World Press Photo للعام لعام 1960 وجائزة بوليتزر عام 1961 اعتبر أن كل هذا بالصدفة وليس جزء من تأسيس تنظيم لاغتيال أي صوت ياباني قومي أو وطني المهم أن اليابان يومها ركبت القطار الغربي.