نص كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي اليوم
رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية لمصر متمنيا التوفيق لمجلس الرئاسة التوفيق في المهمة الجديدة ودعم مصر لتلك المهمة لتحقيق صالح الشعب اليمني الشقيق والتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية.
وقال الرئيس السيسي: أؤكد موقف مصر الثابت من العلاقات الراسخة والتاريخية مع اليمن، مشددا على حرص مصر بدعم المؤسسات الشرعية باليمن.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس السيسي ورئيس مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية بقصر الاتحادية.
وجاء نص الكلمة الكاملة للرئيس السيسي كالتالي:
اسمحوا لي بداية، أن أرحب بكم، في زيارتكم الرسمية الأولى لوطنكم الثاني "مصر" عقب توليكم رئاسة مجلس القيادة الرئاسي اليمني وإنني وإذ أتمنى لكم، ولمجلس القيادة الرئاسي اليمني، التوفيق في مهمتكم الجديدة فإنني أود أن أشد على أيديكم وأن أعبر عن دعم مصر لكم، في تلك المهمة بما تحمله من مهام جسيمة، ملقاة على عاتقكم، لتحقيق صالح الشعب اليمني الشقيق وأن أؤكد لفخامتكم، دعم مصر لجهودكم، في سبيل التوصل إلى حل سياسي، عادل ومستدام للأزمة اليمنية يضمن تعزيز السلام والاستقرار، وإنهاء معاناة شعبكم الشقيق.
لقد حرصت اليوم خلال مباحثاتنا، على التأكيد على موقف مصر الثابت، والمستند إلى العلاقات التاريخية الراسخة والمتشعبة، التي تربط بين الشعبين المصري واليمني، بدعم مصر للشعب اليمني الشقيق وللشرعية اليمنية كما أكدت على دعمنا الكامل، لوحدة الدولة اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها ورؤيتنا لما يمثله أمن واستقرار اليمن من أهمية قصوى لمصر، وللعالم العربي بأسره.
كما أكدت على دعم مصر، لكافة الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في اليمن وفقًا لمرجعيات الحوار الوطني اليمني، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ونتائج المشاورات اليمنية الأخيرة في "الرياض"، برعاية مجلس التعاون الخليجي، وقـرارات مجلـس الأمن ذات الصلة.
وأعدت التأكيد على ترحيب مصر، بإعلان الأمم المتحدة في الثاني من یونیو ۲۰۲۲، عن تمديد اتفاق الهدنة في اليمن وتقديرنا لجهود الحكومة اليمنية الشرعية، في احترام التزاماتها وفقًا لما نص عليه الاتفاق ودعوتنا لكافة الأطراف للتنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، لما يمثله ذلك من تطور إيجابي، يمكن البناء عليه، لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن.
وأود في هذا الصدد، الإشارة إلى استجابة مصر، لطلب الحكومة الشرعية اليمنية والأمم المتحدة، بتسيير رحلات طيران مباشرة، بين مطاري "القاهرة" و"صنعاء" انطلقت أول رحلة منها بالفعل، في الأول من شهر يونيو الجاري حيث تأتي الاستجابة المصرية، تأكيدًا للحرص على التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق، ودعم كافة الجهود التي تصب لصالحه.
كما أعربت خلال المباحثات، مع شقيقي، فخامة الرئيس "رشاد العليمي"، عن أن مصر لن تدخر وسعًا، في مساعدة اليمن الشقيق وأننا حريصون على تقديم أوجه الدعم المختلفة للأشقاء اليمنيين، خاصة في مجال تدريب الكوادر البشرية، وتقديم المساعدات الطبية والغذائية كما تداولنا في مناقشاتنا، أهمية تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة في مجال تطوير البنية التحتية، ومشروعات الطاقة، وآليات تفعيل ذلك.
ولقد اتفقنا خلال النقاشات كذلك، على ضرورة تضافر كافة الجهود وتكثيف العمل المشترك، لحماية أمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، والخليج العربي وارتباط تلك المسألة الحيوية، بالأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين كما تناولت مناقشاتنا كذلك، خطورة أزمة خزان "صافر" النفطي وما يحمله من تهديدات متعددة الأوجه وضرورة تضافر الجهود الدولية لحل تلك الأزمة في أسرع وقت ممكن عبر توفير الدعم والتمويل اللازمين، للخطة الأممية ذات الصلة.
أخي فخامة الدكتور رشاد العليمي، يطيب لي أن أجدد مرة أخرى، ترحيبي بكم وأن أعرب عن تقديري لشخصكم الكريم معيدًا التأكيد على موقف مصر، القائم على دعم وحدة الدولة اليمنية، واستقلالها وسلامة أراضيها، ودعم مؤسساتها الوطنية الشرعية وحرص مصر، على دعم جهود تعزيز السلام والأمن في اليمن الشقيق.
لقد كانت اليمن دومًا، حاضرة زاهرة، وبوابة كبرى من بوابات العروبة والحضارة الإنسانية ككل وإننا في مصر على ثقة، بأن اليمن بقدرات شعبه، واستنادًا إلى تاريخه العريق، ودعم أشقائه هنا في مصر، وفي العالم العربي، سيتجاوز أزمته سريعًا، ويعود إلى موقعه الأساسي والطبيعي مستقرًا وآمنًا ومزدهرًا.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية.
وعقد جلسة مباحثات منفردة أعقبها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين.
وشارك من الجانب المصر السفير سامح سكرى وزير الخارجية والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والدكتور عمرو نصار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة والسفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.
والجدير بالذكر أن مجلس القيادة الرئاسي هو مجلس تنفيذي أعلى يمني، شكله الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي بقرار جمهوري بتاريخ 7 أبريل 2022، ليكون جزءًا من الحل السياسي الشامل للحرب الأهلية اليمنية.
حيث تنازل بموجب القرار عن كامل صلاحياته الرئاسية وصلاحيات نائب الرئيس لصالح المجلس، الذي شكل رئاسة رشاد محمد العليمي وعضوية 7 أعضاء بدرجة نائب رئيس، ويقوم المجلس بمهام إدارة اليمن سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا طوال المرحلة الانتقالية.