ماذا ستخسر أمريكا في حالة دفاعها عن تايوان؟
عقب تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بالدفاع عن تايوان ضد أي غزو صيني، سلطت وسائل الإعلام الضوء على الخسائر المحتملة من وراء أي قرار أمريكي.
حيث عبرت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية عن تحذيرها، من أن أي قرار للولايات المتحدة بالدفاع عن تايوان ضد غزو صيني، سيكلفها خسائر بشرية ضخمة، وقد يؤدي الصراع إلى مواجهة نووية.
فيما تحدثت المجلة خلال تقريرها، عن أنه لا يوجد توافق في الولايات المتحدة عما إذا كان على واشنطن التورط مباشرة في النزاع، كما ذكرت أن البعض يجادل بأن تايوان بحد ذاتها ليست مصلحة حيوية للولايات المتحدة، فيما يرى آخرون أن غزو الصين لتايوان سيكون ”انتهاكًا كبيرًا للمعايير الدولية ليصبح مصلحة أمريكية حيوية“.
إلا أن البعض الآخر يرى أيضًا أن الدفاع عن تايوان له أهمية اقتصادية نظرًا لأهميتها في سلاسل التوريد العالمية، وخاصة في صناعة إلكترونيات الكمبيوتر، إذ تمثل تايوان 92% من الإنتاج العالمي للرقائق الدقيقة.
هذا وقد ذكرت المجلة، أن ” مصالح الولايات المتحدة في تايوان أعلى بكثير مما يعتقده الكثيرون، خاصة فيما يتعلق بتفوق الولايات المتحدة في غرب المحيط الهادئ، وإذا سقطت تايوان، فسيتساقط نفوذ الولايات المتحدة في غرب المحيط الهادئ، وهذا بدوره سيقلل من مكانة الولايات المتحدة عالميًا“.
وأوضحت المجلة أيضا أن احتلال تايوان سيؤدي إلى زيادة كبيرة في قدرة الصين على عرض القوة في غرب المحيط الهادئ، وسيتيح لها اختراق ما يسمى بـ ”سلسلة الجزر الأولى“ التي تمر عبر جزر الكوريل، واليابان، وأوكيناوا، وتايوان، والفلبين.
بجانب أن إعادة التوحيد مع تايوان من شأنه أن يساعد الصين على إنشاء مجال نفوذ في آسيا، وذلك وفقًا للمجلة، التي حذرت من أنه إذا فشلت واشنطن في الدفاع عن تايوان فإن ”مصداقية الولايات المتحدة كحليف موثوق به سوف تتبخر.
وخلال تقريرها أفادت ”ناشيونال إنترست“، بأن ”اليوم، تشعر دول المنطقة بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة وشركائها، بالقلق من الانحياز عن كثب إلى جهود الولايات المتحدة لاحتواء الصين حتى لا تثير غضب شريكها الاقتصادي الأكثر أهمية“.
حيث أن المجلة أكدت أنه بمجرد أن تطرد الصين الولايات المتحدة من آسيا، وتنشئ منطقة نفوذ استراتيجي، ستشكل بكين تهديدًا مباشرًا آخر للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن البعض قد يجادل بأن طموحات الصين ليست عالمية، بل إقليمية، وفي هذه الحالة يمكن للولايات المتحدة والصين أن تتعايشا من خلال احترام مناطق نفوذ كل منهما بشكل سلمي.
إلا أن المجلة ذكرت أيضا، أن ”حتى لو استطعنا معرفة نوايا الدولة، يمكن أن تتغير النوايا بمرور الوقت، لم تكن الولايات المتحدة تنوي أن تصبح قوة مهيمنة عالمية عندما بدأت في الصعود، ولكنها الآن تفعل ذلك، وإذا أصبح طموح الصين الآن أو لاحقًا قوة مهيمنة عالمية، فإن السماح لها بالتجول بحرية في غرب المحيط الهادئ سيعزز قدرتها على إبراز قوتها خارج المنطقة“.
فيما إختتمت ”ناشيونال إنترست“ تقريرها بالقول، أن ”الأسوأ من ذلك، أن صدامًا عسكريًا بين القوتين يمكن أن يتصاعد إلى كارثة نووية، وفي النهاية، فإن قرار الدفاع عن تايوان أم لا، هو قرار سيتعين على الأمريكيين اتخاذه، عندما يفعلون ذلك، يجب أن يفهموا ما هو على المحك حقًا“.
والجدير بالذكر أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حول تايوان، إثارة غضب الصين، التي أكدت أنها لن تسمح لأمريكا بتهديدها.