جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 06:58 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لمحات من حياة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في ذكرى ميلادها

أسماء جاد الحق

تحل اليوم ذكرى ميلاد سيادة الشاشة العربية الفنانة الراحلة فاتن حمامة، حيث ولدت في ٢٧ مايو عام ١٩٣١ في مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية وكان ذلك حسب سجلها المدني لكنها وحسب تصريحات سابقة لها قالت إنها ولدت في حي عابدين في القاهرة.

وكان والدها موظفًا في وزارة التعليم، بدأ ولعها بعالم السينما في سن مبكر عندما كانت في السادسة من عمرها أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض وكانت الممثلة آسيا داغر تلعب دور البطولة في الفيلم، وعندما بدأ جميع من في الصالة بالتصفيق لآسيا داغر فقالت فاتن حمامة لوالدها إنها تشعر بأن الجميع يصفقون لها ومنذ ذلك اليوم بدأ ولعها بعالم السينما.

وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم يوم سعيد ١٩٤٠ وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعًا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثيل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم رصاصة في القلب"١٩٤، ومع فيلمها الثالث دنيا ١٩٤٦ تمكنت من حجز مكانا لها في السينما المصرية ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل عام ١٩٤٦.

لاحظ الفنان الكبير الراحل يوسف وهبي موهبة الفنانة الناشئة وطلب منها تمثيل دور ابنته في فيلم ملاك الرحمة١٩٤٦، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة في حياتها وهي الميلودراما وكان عمرها آنذاك 15 عاماً فقط وبدأ اهتمام النقاد والمخرجين بها.

واشتركت مرة أخرى في التمثيل إلى جانب يوسف وهبي في فيلم كرسي الاعتراف ١٩٤٩ وفي نفس العام قامت بدور البطولة في الفيلمين اليتيمتين للمخرج حسن الإمام وست البيت194٩، وحققت هذه الأفلام نجاحًا عاليًا على صعيد شباك التذاكر.

قبل مرحلة الخمسينيات ظهرت في 30 فيلمًا وكان المخرجون يسندون إليها دور الفتاة المسكينة البريئة، ولكن كل هذا تغير مع بداية الخمسينيات.

حيث بدأت في الخمسينيات ونتيجة التوجه العام في السينما المصرية نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع ففي فيلم صراع في الوادي ١٩٥٤ للمخرج يوسف شاهين جسدت شخصية مختلفة لابنة الباشا فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثري وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء والمسحوقين وقامت بمساندتهم وفي فيلم الأستاذة فاطمة١٩٥٢ مثلت دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن إن للنساء دورًا يوازي دور الرجال في المجتمع.

وفي فيلم إمبراطورية ميم١٩٧٢ مثلت دور الأم التي كانت مسؤولة عن عائلتها في ظل غياب الأب، وفي فيلم أريد حلا١٩٧٥ جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفي عام١٩٨٨ قدمت مع المخرج خيري بشارة فيلم يوم مر ويوم حلو، ولعبت فيه دور أرملة في عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة وتحمل هذه الأرملة أعباءً ثقيلة جدًا دون أن تشكو وكلها أمل بالوصول إلى يوم حلو لتمسح ذاكرة اليوم المر.

كانت الخمسينيات بداية ما سمي العصر الذهبي للسينما المصرية، وكان التوجه العام في ذلك الوقت نحو الواقعية وخاصة على يد المخرج صلاح أبو سيف. قامت بدور البطولة في فيلم لك يوم يا ظالم١٩٥٢ الذي اعتبر من أوائل الأفلام الواقعية واشترك هذا الفيلم في مهرجان كان السينمائي.

وقد اشتركت في أول فيلم للمخرج يوسف شاهين بابا أمين،١٩٥٠ ثم في فيلم صراع في الوادي ١٩٥٤الذي كان منافسًا رئيسيًا في مهرجان كان السينمائي.

ويرى معظم النقاد أنها وصلت إلى مرحلة النضج الفني مع فيلم دعاء الكروان١٩٥٩ هذا الفيلم الذي اختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية وكان مستنداً إلى رواية لعميد الأدب العربي طه حسين، وكانت الشخصية التي قامت بتجسيدها معقدة جدًا من الناحية النفسية.

وأيضًا فيلمها الرومانسي الشهير "بين الأطلال" ١٩٥٩والذي كادت ان ترفضه في البداية ولكن أقنعها عز الدين ذو الفقار ويوسف السباعي بقبول الدور وروَت انها لا تنسي فضل عز الدين ذو الفقار في نجاح هذا الفيلم وكان ذو الفقار واثقًا من نجاح الفيلم أثناء تصويره، وتم اختيار الفيلم كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية.

ومن هذان الفيلمين بدأت بانتقاء أدوارها بعناية ففى هذان الفيلمين فيلم نهر الحب١٩٦٠ للمخرج عز الدين ذو الفقار وفيلم لا تطفئ الشمس١٩٦١ عن رواية إحسان عبد القدوس وفيلم لا وقت للحب١٩٦٣ عن رواية يوسف إدريس كذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج كمال الشيخ المنزل رقم ١٣ الذي يعتبر من أوائل أفلام الألغاز أو الغموض، وفي عام ١٩٦٣ حصلت على جائزة أحسن ممثلة في الفيلم السياسي لا وقت للحب.

صاحب عودتها للعمل الفني بعد غياب طويل ضجة إعلامية، حيث شاركت بعام ٢٠٠٠ في المسلسل التلفزيوني وجه القمر والذي عرض على 24 قناة فضائية ومحطة تلفزيونية عربية والذي انتقدت فيه العديد من السلبيات بالمجتمع المصري من خلال تجسيدها شخصية مذيعة كبيرة بالتليفزيون وكان في المسلسل تعاطف مع الانتفاضة الفلسطينية ، وكان سبب الضجة الإعلامية إقامة مؤلفة العمل ماجدة خير الله دعوى قضائية ضد الشركة المنتجة للمسلسل بدعوى إن المسلسل أصابه التشويه من كثرة الحذف والإضافة في النص من قبل بطلته والتي وحسب المؤلفة كانت تتدخل في عمل المخرج سواء باختيار النجوم أو في عملية المونتاج، ولكن برغم من هذه الضجة تم اختيار فاتن حمامة كأحسن ممثلة ومسلسل وجه القمر كأحسن مسلسل.

تزوجت الفنانة فاتن حمامة ثلاث مرات، كان الأول في عام١٩٤٧ من المخرج عز الدين ذو الفقار أثناء تصوير فيلم أبو زيد الهلالي وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائية قامت بإنتاج فيلم موعد مع الحياة ١٩٥٤ وكان هذا الفيلم سبب إطلاق النقاد لقب سيدة الشاشة العربية عليها وظلّت منذ ذلك اليوم وحتى آخر أعمالها وجه القمر صاحبة أعلى أجر على صعيد الفنانات انتهت العلاقة مع ذو الفقار بالطلاق عام ١٩٥٤ وتزوجت عام ١٩٥٥ من الفنان العالمي الراحل عمر الشريف بعد قصة حب كبيرة جمعتهما، وانفصلت عنه عام ١٩٧٤، وبعد انفصالها بعام تزوجت من طبيب الأشعة الدكتور محمد عبد الوهاب عام ١٩٧٥، وظلت تعيش معه في هدوء حتى وفاتها.

حصلت فاتن حمامة علي العديد من الجوائز وجائزة أحسن ممثلة لسنوات عديدة ومنها شهادة الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام ١٩٩٩، وجائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين عام ٢٠٠٠، وسام الأرز من لبنان١٩٥٣، ٢٠٠١، وسام الكفاءة الفكرية من المغرب، الجائزة الأولى للمرأة العربية عام ٢٠٠١، ميدالية الشرف من قبل جمال عبد الناصر، ميدالية الشرف من قبل محمد أنور السادات، ميدالية الاستحقاق من ملك المغرب الحسن الثاني بن محمد، وعضوة في لجنة التحكيم في مهرجانات موسكو وكان والقاهرة والمغرب والبندقية والاسكندرية وجاكرتا.

وتوفيت الفنانة الكبيرة فاتن حمامة في 17 يناير ٢٠١٥ عن عمر يناهز 83 عامًا إثر أزمة صحية مفاجئة

وقد أعلن وزير الثقافة الحداد لمدة يومين في كل ما يتصل بقطاع الثقافة وكل ما يتصل بالدولة حزنًا على رحيلها كما نعت رئاسة الجمهورية وفاتها وتقدمت لأسرتها وذويها وكافة محبيها من أبناء مصر والوطن العربي بخالص التعازي والمواساة.