طارق لطفي لـ”الديار”: وافقت على جزيرة غمام قبل قراءة السيناريو
لا أهتم بالمنافسة وكل ما يشغلني هو ترك تاريخ جيد
خلدون رمز أكثر منه شخص عادي
مي عز الدين وأحمد أمين مفاجأة العمل
واحد من أهم نجوم الدراما التليفزيونية في السنوات الأخيرة، يبحث دائمًا عن الاختلاف والتميز، يمتلك القدرة على التكيُّف مع مختلف الأنماط والشخصيات والأدوار، ورغم ذلك لا يفضِّل اللعب منفردًا، ويحرص على تواجد النجوم الكبار معه، إنه النجم طارق لطفي أو خلدون، الذي تحدَّث مع الديار عن جزيرة غمام و خلدون، وتجربته المثيرة معه، وعن كثيرٍ من القضايا الفنية، وأيضًا عن أعماله ومشاريعه القادمة.
بداية، كيف وقع اختيارك على هذا العمل، وما سبب موافقتك عليه؟
التقيت صدفة بالكاتب الكبير عبد الرحيم كمال في شركة الإنتاج، حيث ذهبت للتعاقد على عمل آخر، ودار بيننا حديث جانبي عن أحدث كتاباته، وعندما حكي لي عن فكرة العمل وافقت فورًا، و قررت تقديمه بدلًا من العمل الآخر، وانتظرت حتى ينتهي من كتابة العمل، فقد لمست في القصة شيئًا مختلفًا وجديدًا، وهو ما أحرص عليه دائمًا في كل أعمالي، وهو التجديد وتقديم شيء مختلف لا يتوقعه الجمهور.
كيف كان التحضير ورسم شخصية وتفاصيل خلدون، وهل كانت تفاصيله صعبة ؟
في العادي يتم رسم الشخصية وتفاصيلها من خلال النص الدرامي، ثم من خلال تخيُّلي للشخصية ،وأحيانًا آخذ من الواقع بعض التفاصيل لشخصياتٍ مشابهة، لكن في حالة خلدون الأمر مختلف، لأنه رمز أكثر منه شخصية حقيقية، ولا مثيل له في الواقع، وهنا كنتُ أكثر حرية في رسم تفاصيل الشخصية: طريقة الكلام، اللبس، طريقة المشي، الضحك، الصوت، الوشم والماكياج، بالإضافة لمناقشاتي مع الكاتب والمخرج، حتى وصلنا لهذه الصورة التي ظهر بها على الشاشة.
خلدون يحمل بُعدًا آخر وإسقاطًا كبيرًا، فلسفي وأيضًا سياسي.. إلى أي مدى وصل هذا للجمهور؟
بالفعل خلدون رمز، وله أبعاد كثيرة، وأعتقد أنها وصلت للناس بشكل جيد، البعض رأى أنه تجسيد للشيطان وغوايته للبشر وإفسادهم، والبعض رأى أنه الصهيونية، هذا الغريب مجهول الأصل، الذي جاء للجزيرة للسيطرة على الأرض، وتشتيت وسرقة أهلها، والبعض الآخر رأى أنه الماسونية، التي تحمل أفكارًا غريبة وشيطانية، يحرص خلدون على نشرها في الجزيرة، قراءات و تحليلات كثيرة، وكلها صحيحة، الكاتب عبد الرحيم كمال نسج قصة مميزة ذات أبعاد ودلالات كبيرة، وأعتقد أن هذا العمل يحتاج لإعادة مشاهدة وتقييم؛ بشكلٍ مختلف؛ لأنه عمل للتاريخ.
كيف تم اختيار اللهجة، وهل كانت عائقًا أمامك؟
اخترنا لهجة أهل سوهاج؛ لأنها الأسهل في النطق، والأقرب لأهل المدن والقاهرة، بعكس لهجه أسيوط أو المنيا، كما أن الكاتب عبد الرحيم كمال من سوهاج أصلًا، وكان من السهل عليه كتابة النص بهذه اللهجة، بالإضافة لوجود مصححٍ لغوي داخل البلاتوه، لا يسمح بأبسط الأخطاء، بالطبع كانت صعبة في البداية؛ لأنها المرة الأولى، التي أقٌدم فيها عملًا باللهجة الصعيدية، وايضا مي عز الدين، وأحمد أمين، كان مجهودًا مضاعفًا بالتركيز في التمثيل، والأداء مع التركيز في اللهجة، والتي لابد وأن تكون متقنةً بدرجة كبيرة حتى يقتنع الجمهور.
تحرص دائمًا على وجود أسماء كبيرة بجوارك في العمل، رغم انك نجم المسلسل؟
الدراما التليفزيونية في الاساس عمل جماعي، ولا يمكن أن نقدم عملًا جيدًّا تدور أحداثه حول شخصية واحدة، والباقي شخصيات هامشيه، في فترة من الفترات كان التركيزعلى نجمٍ واحد فقط، وهو الذي كان يتم بيع العمل باسمه، وبالتالي لا يهم أن يتواجد معه نجوم آخرون، حيث لا تتحمل ميزاينة العمل إلا نجمًا واحدًا ققط، ومع ذلك كنت أحرص دائمًا على وجود نجوم آخرين معي، وأصر على هذا الأمر، وكل أعمالي السابقة شاهدة على ذلك، أمّا الآن؛ فقد اختلف الأمر، وعُدنا للبطولة الجماعية، وكان منطقيًّا أن يشاركني نجومٌ كِبار، لهم اسم وتاريخ وجمهور، مثل: أستاذنا جميعًا رياض الخولي، وصديقي النجم فتحي عبد الوهاب، والنجمة مي عز الدين، وباقي نجوم العمل، حيث تواجدهم أثرى العمل، ومنحه تفردًا وتميزًا، و جذب الجمهور له، وكان مباراة في التمثيل والأداء.
كيف كان التعاون مع مي عز الدين؟
مي في الأساس صديقة مُقربة، وتعاونا قبل 12 سنة، من خلال مسلسل "قضية صفية"، وهي أيضًا نجمة، ولها أعمالها وجمهورها، صحيح بعضها لم يحالفها الحظ مؤخرًا، ومع تغيير خريطة الأعمال، كان لابد من تغيير خطتها واختياراتها، وبالفعل كانت من الذكاء، أن تختار المشاركة في بطولة جماعية في عمل جيد، على أن تكون بطلة لعمل متوسط، وقدمت دورًا من أجمل وأهم ادوارها، وأعتقد أنها من أكثر المستفيدين من هذا العمل، وسوف يضعها في مكانه أخرى، فنيًّا وتسويقيًّا.
أحمد أمين كان مفاجاة العمل.. كيف كان ترشيحه؟
أحمد أمين ممثل جيد، لديه إمكانات كبيرة، لم يتم استغلالها حتى الآن، شاهدته في معظم أعماله، وآخرها: ما وراء الطبيعة، وهو بعيدًا عن الكوميديا، التي برع فيها، وعند الترشيح تحمستُ له؛ لأني أثق في قدراته، وبالفعل كان من نجوم العمل.
ألا تشغلك المنافسة والتفوق أمام نجوم كِبار قدموا أدوارا مميزة؟
إطلاقًا، أفرح لهم، ولكل مجتهدٍ منهم، ما يشغلني أن أقدم شيئًا جيدًا ومتميزًا، أن يكون لديَّ القدرة على الاستمرارية والتنوع والتطور، أن أترك بعد رحيلي عددًا من الأعمال والأدوار المميزة، التي تبقى في تاريخ الفن، وأن يقول مَن يأتي بعدي: "كان هناك فنان اجتهد وقدَّم أعمالًا جيدة".
ما الذي يضمن للفنان الاستمرارية والتطور؟
أحرص دائمًا على التعلم والمشاهدة، كل عام أسافر للخارج؛ للحصول على كورسات في التمثيل والأداء، التمثيل علمٌ، و كل يوم في تطور، ولابد أن أواكبه، ولو توقفتُ عن التطور واكتفيت بما لديَّ، فلن أستمر، ولن أنجح، أيضًا أحرص على مشاهدة كل الأعمال في مصر و خارجها، أشاهدها بعين الفنان، وأرى كيف تناول الممثل الشخصية ،وكيف طوّع أدواته ومهاراته لصالح العمل والشخصية.
ما الجديد في فيلم حلفة 9؟
توقف تصويره منذ عامين بسبب إفلاس شركة الإنتاج، رغم انتهاء معظم التصوير، ولم يتبقَ سوى أيام معدودة "أسبوع تقريبًا"، وينتهي الفيلم تمامًا، ولا أعرف أي تفاصيل جديدة عنه، وأعتقد أنه من المستحيل أن نستكمل العمل بعد هذه المدة، حيث تغيرت أشكالنا وملامحنا عن وقت تصوير الفيلم، رغم أنه كان عملًا جيدًا، وفكرته جديدة ومختلفة، العمل من إخراج عبد المنعم ربيع، و شاركني البطولة النجوم: غادة عبد الرازق، وأحمد وفيق، ومحمود البزاوي، وكمال ابو رية.
ما جديدك في الفترة القادمة؟
لدي مشروعان في السينما، في مرحلة الكتابة والتحضير، ولا أعرف أيًّا منهما سوف أبدأ به، أيضًا لديَّ عملٌ مسرحي على المسرح القومي، مع الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال، وهو عودة لمسرح الدولة، بعد سنواتٍ طويلة من الغياب والانشغال، كما أن هناك عملًا دراميًّا لرمضان القادم، اتفقت على فكرته مع عبد الرحيم كمال، وأتمنى أن يكتمل كما نرغب