المخرج رؤوف عبد العزيز.. حكاية قائد أوركسترا ”الإبداع الدرامي”
منذ بداياته، وتميز المخرج رؤوف عبد العزيز بالتغريد خارج السرب، فى تقنياته وأدواته الإخراجية المختلفة، فابتعد عن النمطية المعتادة بالأعمال الدرامية، ليقود أوركسترا خاصة به جعلته ينفرد بدراما واقعية تدخل قلوب المشاهدين؛ بل ويتفاعلون معها من صدق قضاياها.
وفي الموسم الرمضاني الماضي، قدم المخرج رؤوف عبد العزيز، نوعًا مختلفًا تناول من خلالها الدراما النفسية وخاصة "الجريمة" منها، والتي قلما تجدها فى الأعمال الفنية أو ربما يتم الاشارة إليها بمشهد من بعيد، ولكن جرأة رؤوف عبد العزيز المعهودة جعلته يغرد خارج السرب ويغوص فى تفاصيلها من خلال مسلسل "إنحراف"، والذى قدم قضايا من واقع المجتمع ومن أرشيف المحاكم المصرية لتعكس الفوضوية التى يعيشها البعض برؤية فلسفية جعلت الجمهور فى حالة ذهول وترقب دائم للأحداث وتطوراتها.
وعلى الرغم من هجوم البعض على اسم العمل؛ إلا أنه اثبت وبالحقائق المعنى الحقيقى لانحراف السلوك البشرى عند بعض الأشخاص والذى يكون سببًا فى اختلال ميزان الحق والعدل، من خلال معالجته البصرية لتوصيل مشاعر الظلم والقهر للضحايا دون ابتزال او إسفاف؛ بل اعتمد على الواقعية وسلاسة الأحداث رغم تضمنها لمشاهد صعبة، برع فى تقديمها ليجعل الجمهور فى حالة شغف لموعد انتصار الحق، رافعًا شعار "الجزاء من جنس العمل".
ويٌعد المخرج رؤوف عبد العزيز، واحدًا من أهم المخرجين على الساحة الدرامية الذى يهتم بالمعنى الفلسفى وراء العمل، مثلما قدم العام الماضي مسلسل "الطاووس"، ونجح من خلاله فى التعبير عن الاحساس بالمباهاة بالذكورة والنظرة الدونية للمرأة قبل انطلاق الأحداث، وهو ما يجعله دائمًا قائدًا لأوكسترا "الإبداع الدرامي".