طارق لطفي فى جزيرة غمام.. مُبدع حتى لو كان شيطاناً
أتريد أن تعرف كيف يوسوس الشيطان و يغوى .. فلن تجد من جسدها بواقعية ، أكثر من الفنان طارق لطفي في دور خلدون بمسلسل جزيرة غمام .
فقد اعتدنا على تميز طارق لطفي في أداء أدواره ، بل إنه أصبح يتفوق على نفسه فبين رمزى و كين جسد شراً و تفوق، لكنه في خلدون مثل شيطاناً و أبدع .
ونجح طارق لطفي في تقديم شخصية مركبة بمنتهى السلاسه ، شخصية تلعب بالهوا لكنها ترهب الجميع ، فهو يبسط نفوذه على أتباعه دون أي جهد، كما أنه يجيد أن ينصب الافخاخ لصيده بكل هدوء، و يغوى فريسة بإبتسامة واثقة فهو يعرف نقاط ضعف فرأسة و يعرف جيداً كيف يُوقع بهم .
فهو يغوي ضحيته بوجه يعلوه قسمات مريبة فتجد فريسته واقعة بين الخوف و الاطمئنان و العديد من المشاعر المتناقضة التي تظهر بوضوح ، و بعد ذلك يبدأ في وسوسته ليحكم قبضته على الضحية ، و يفعل هذا بوجه مبتسم واثق من أن شباكة تملكت من الفريسة ، و لا مفر لها منه و لا طريق للهروب.
إلا أن سحر طارق لطفي في دور خلدون، لم يقف عند حد الأحداث الدائرة في جزيرة غمام، بل وصل إلى المشاهدين و المتابعين .
فبهدوء و بنبرة صوت لن تجدها ترتفع خلال الأحداث، جذب الجميع له ، حتي و إن كان شيطاناً ، كأنه سحر أعين المتابعين .
لكن الحقيقة تكمُن في أن طارق لطفي فنان من طراز فريد، فهو معجون بالتمثيل و الموهبة ، فهو يبدع و يتميز و يبهر بكل بساطة ، فهو لم يكرر في أدواره ، لكنه كل مرة يتفوق على نفسه و يقدم كل شخصياته بمنتهى الاحتراف.
أمام الكاميرا يتقن بعبقرية، و يجسد بكل حواسه بشكل مذهل، فقد وصل إلى مرحلة من النضوج خلال مسيرته الفنية ، التي مازال يمتلك فيها الكثير من الإبداع المستمدة من موهبه فريدة ، تمُكنه من أخذ متابعيه لمتعة بنكهة خاصة يصعب على غيره تقديمها.