كيف تحول الجامع الأزهر إلى منارة ثقافية عبر العصور؟
يشهد الجامع الأزهر هذا العام الكثير من الأحداث العلمية والثقافية والدينية، فبالإضافة إلى استمرار العمل بين جنبات أروقته العلمية، التي يفد إليها آلآلاف من طلاب العلم من شتى بقاع الأرض، لدراسة العلوم الشرعية والعربية، يكون الجامع الأزهر في شهر رمضان بمثابة خلية من النحل و ورشة عمل كبيرة للكثير من الأنشطة التي يشهدها خلال هذا الشهر الكريم، والتي منها على سبيل المثال أداء صلاة التراويح، بحضور الآلاف من المصلين، وإقامة الكثير من البرامج الدعوية والتثيقفية التي يقدمها كبار العلماء بالأزهر الشريف.
وقد شهد هذا العام بعدا جديدا، وهو البعد الاجتماعي، حيث يستضيف الجامع هذا العام ضيوفا أعزاء على كل أزهري، بل وعلى كل مصري، وهم الطلاب الوافدون للدراسة بين جنباته، حيث قرر فضيلة الإمام الأكبر استضافة ألف وخمسمائة وافد ، من الدارسين في جامعة الأزهر، في إفطار جماعي يومي بصحن الجامع الأزهر، وذلك للمرة الأولى بين جنبات هذا الجامع العريق، فأضفى بذلك بعدا اجتماعيا لا يقارن، بالإضافة لبعديه الديني والعلمي، بعدا يزبد من ارتباطاهم به وتعلقهم برحابه الطاهرة.
وبهذا؛ عاد الجامع الأزهر الشريف، في عهد فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى سابق عهد ليكون مركز علميا ودينيا واجتماعيات يفد إليه عشرات الآلاف، ليتدارسوا العلم بين جنباته، ويمارسون فيه الشعائر الدينية المختلفة طوال العام، فيكون بذلك قوة ناعمة إضافية تضفي على مصرنا الحبيبة المزيد من القوة والثقل في عالمنا الإسلامي.
وإيصالا لتلك الرسالة؛ يعمل المركز الإعلامي للأزهر الشريف على بث صلاة العشاء والتراويح والعديد من برامج الأزهر العلمية والدينية يوميًّا مباشرة من الجامع الأزهر، عبر صفحات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل ربط المسلمين حول العالم بروحانيات هذا الشهر الفضيل من خلال الجامع الأزهر ودروسه العلمية لكبار العلماء، كما يشهد الجامع يوميا توافدا كبيرًا للمصلين من مصر ومن مختلِف الجنسيات وخصوصا الطلاب الدارسين بالأزهر من أكثر من مئة دولة، وينظم الجامع لهؤلاء الطلاب يوميا إفطارًا جماعيا لألف وخمسمائة طالب.