”بيت الأمة” و الرئيس التاسع لحزب الوفد
كلنا يحمل للوفد مشاعر ولاء وعرفان منذ رفع راية الوطنية المصرية منذ أكثر من مائة عام على يد واحد من أكبر رموز العمل الوطنى فى تاريخ مصر الحديث وهو الزعيم سعد زغلول،ولم تكن معارك الوفد معارك سياسية بل كان دوره الوطنى فى تحرير الإرادة المصرية والوقوف فى وجه الاستعمار ووضع أسس مجتمع جديد شهد تحولات ضخمة فى العمل السياسى من خلال دستور 23 وهو من أعظم وأكمل دساتير مصر وتحرير المرأة والتعليم وإنشاء اكبر المؤسسات الثقافية التى شهدتها مصر وفى مقدمتها جامعة القاهرة .. لم يكن الوفد مدرسة سياسية فقط تخرجت منها أجيال من الساسة الكبار ولكنه كان أكبر مدارس الوطنية فى عصرها الحديث.
حيث إن معظم الرموز الوطنية فى حياة المصريين خرجت من حزب الوفد ابتداء بالزعيم سعد زغلول والنحاس باشا وفؤاد باشا سراج الدين ومكرم عبيد وبقية رواد العمل الوطنى الذين وضعوا مصر على خريطة العالم الحر فى فترة من أزهى فترات المد الثقافى المصرى ما بين عشرينيات القرن الماضى وقيام ثورة يوليو فى مطلع الخمسينيات ،وبقي حزب الوفد الذي هو حزب الأغلبية أو كما أطلق عليه الحزب الجماهيري الكبير يتولى الوزارة معظم الوقت في مصر منذ عام 1924م وحتى عام 1952م.
ومن شخصيات حزب الوفد الذين تولوا الوزارة
عبد الخالق ثروت
مصطفى النحاس باشا الذي تولى مرات عديدة رئاسة الوزارة في مصر قبل ثورة 1952م.
فؤاد سراج الدين كان عضواً في حزب الوفد سنة 1946م، ثم سكرتيراً عامًّا للحزب سنة 1948م، اختير وزيراً بوزارات الزراعة والداخلية والشؤون الاجتماعية، ثم وزيراً للداخلية والمالية معاً سنة 1950م.. ثم رئيساً لحزب الوفد الجديد سنة 1978م.
من مبادئ الوفد المعلنة السياسية والاجتماعية
تحقيق استقلال البلاد وحريتها وتحقيق الوحدة بين مصر و السودان .
التمسك بميثاق الأمم المتحدة و جامعة الدول العربية .
التمسك بعروبة فلسطين .
العمل على رفاهية الشعب وترقيته عن طريق النظام الليبرالي .
دعم النظام الدستوري ديمقراطية الديمقراطي .
أزمات الحزب
أزمات الحزب الذي أسسه الزعيم الراحل سعد زغلول ليست بجديدة، حيث بدأت مع مطلع الألفية الجديدة، بعد وفاة الرئيس التاريخي للحزب، فؤاد باشا سراج الدين، وتولي الراحل نعمان جمعة رئاسته في سبتمبر عام 2000، وفي إبريل 2006 تجددت الانقسامات والصراعات داخل أقدم الأحزاب السياسية في مصر، وانقسم إلى جبهتين واحدة مؤيدة لنعمان جمعة والأخرى مؤيدة لمحمود أباظة، وبعد انتهاء أزمة نعمان جمعة ومحمود أباظة في عام 2010، وانتخاب السيد البدوي رئيسًا للحزب، نشأت أزمة أخرى جديدة بين البدوي وأباظة، بشأن اللائحة الداخلية للحزب، التي طلب البدوي تعديلها، ليرفض أباظة وأنصاره، وهي الأزمة التي ازدادت حدتها مع دعوة البدوي لعقد جمعية عمومية، للنظر فى التصويت على قرار المشاركة فى الانتخابات البرلمانية 2010 أو مقاطعتها.
ربما كانت لثورة يناير وسخونة الأوضاع السياسية دورٌ في هدوء الأوضاع داخل "بيت الأمة" حتى عام 2014، عندما اندلعت أزمة كبيرة بين السيد البدوي ونائبه السابق فؤاد بدراوي، بسبب تشكيك بدراوي في نتائج الانتخابات التي خسر فيها رئاسة الحزب لصالح البدوي، وفي مايو عام 2015، اشتعلت الأزمة مرة أخرى داخل الحزب، بعد إعلان 8 من قياداته، المجمدة عضويتهم، جمع 600 توقيع لسحب الثقة من رئيس الحزب السيد البدوي، وإعلان فؤاد بدراوي، عضو الهيئة العليا المجمدة عضويته، أنهم متمسكون بمطالبهم بإبعاد السيد البدوي، لأنه تجاوز سلطاته، وأنهم ماضون في اتخاذ الإجراءات القانونية لوقف انعقاد الجمعية العمومية لانتخاب الهيئة العليا، مما دفع عدد من شيوخ وحكماء الحزب لإطلاق مبادرة للمصالحة وإنهاء الأزمة.
حصيلة حزب الوفد بمجلس النواب2021
حيث حصل حزب الوفد على 26 مقعدا منهم 21 بالقائمة و4 فردي.
رئيس حزب الوفد الجديد
أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات رئاسة حزب الوفد 2022 فوز الدكتور عبدالسند يمامة برئاسة حزب الوفد، بعد تغلبه على المستشار بهاء أبو شقة.
الرئيس رقم 9 لحزب الوفد حيث سبقه في سعد باشا زغلول، والزعيم مصطفى النحاس، وفؤاد سراج الدين، ونعمان جمعة، ومصطفى الطويل، ومحمود أباظة، والسيد البدوي، والمستشار بهاء أبو شقة، فاز برئاسة حزب الوفد في الانتخابات بمجموع أصوات 1668 صوتًا بفارق 123 صوتًا فقط عن أبو شقة.
كلمة ورؤية الرئيس الجديد لحزب الوفد
قال دكتور عبد السند يمامة، الرئيس الجديد لحزب الوفد، إنه سيكون هناك تفعيلا لدور الحزب خلال الفترة القادمة، مؤكدا أنه وفقا للائحة ستمارس الاستجوابات.
وأضاف عبد السند يمامة، ان حزب الوفد جزء من النظام السياسي بالدولة وكان يتعين على أن يقوم بدوره الهام، في القضايا الهامة بالدولة.
وتابع الرئيس الجديد لحزب الوفد، أنه ستبدأ خطوتنا نحو هدفنا بعودة حزب الوفد لكل الوفديين، ولا إقصاء والرأي الآخر مقبول، ومن الغد سنبدأ صفحة جديدة بوفد جديد، لنشارك في الحياة السياسية.
ووعد رئيس الوفد الجديد بالعمل والإخلاص مع الوفديين لتحقيق الأهداف والبرامج بعودة حزب الوفد من بيت الأمة، قائلًا: "لا يوجد بيني وبين أحد خلافات، ولكن سيكون التقييم بالجهد والعطاء.. لا إقصاء ونقبل الرأي والرأي الآخر".