بعد مطالبته بفرضها على المصريين..
المخرج عادل أديب لـ ”الديار”: ضريبة بدل المتعة كان معمولا بها في الستينيات
حالة من الجدل دارت عقب تصريح المخرج عادل أديب مطالبا الدولة بفرض ضربية "بدل متعه" على جميع المصريين بهدف الارتقاء بمستوى الدراما، مُعللا ذلك بأنه يحدث في كل دول العالم وأن الجمهور مستعد لدفع مقابل مشاهدة لقنوات مُشفرة ومنصات أجنبية، لكن يرفض الدفع للتلفزيون المصري الرسمي من أجل تقديم محتوى درامي متميز.
وقال أديب لـ الديار "أقترح على الدولة فرض ضريبة "بدل مشاهدة او بدل متعه" ولتكن 30 جنيه شهريا على كل أسرة حتى لو لم يكن لديها تليفزيون في المنزل وتوضع هذه الضريبة على فاتورة الكهرباء أو الغاز، وتابع هذه السياسة مُتبعة في كثير من الدول الأوربية، على أن تخصص هذه الحصيلة لإنتاج أعمال فنية وبرامج ذات مستوى فني جيد.
وأضاف هذا الاقتراح ليس جديدا علينا بل كان معمولا به في فترة الستينات ولم يعترض عليه أحد، متابعا كثير من الشعب المصري مشترك في قنوات مُشفرة ومنصات اجنبيه باشتراك شهري أكبر بكثير من المبلغ المُقترح، وهم على استعداد لدفع هذه المبالغ في منصات اجنبيه أو قنوات رياضية وعند الدفع للتليفزيون الرسمي للدولة يرفضوا الدفع، وتابع من الأزمات التي تعاني منها صناعة الدراما هي سيطرة المُعلن على المحتوى ومع هذه الحصيلة نستطيع التحكم في الإنتاج والتوزيع.
يأتي هذا الاقتراح في الوقت الذي يعاني منه كثير من الشعب المصري من ارتفاع أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية، وأيضا مع قرب شهر رمضان المبارك واستغلال بعض التجار لهذا التوقيت ورفع أسعار كل السلع، اغفل أديب وهو يفكر في هذا الاقتراح أن أزمة صناعة الدراما ليست أزمة تمويل وإنتاج والكل بعلم ويرى حجم الإنتاج و ميزانية الأعمال التليفزيونية، لكن الأزمة تكمن في الاحتكار الذي حدث من سيطرة شركة واحدة على صناعة الفن الذي كان يُقدم من خلال عشرات الشركات.
هذا الاحتكار فتح الباب للمجاملات والواسطة والاختيار بسبب الشلة والصداقة وليس الموهبة والكفاءة والتاريخ، مواهب كثيرة بلا عمل مقابل عمل لمحدودي الموهبة، ضعف مستوى الدراما بسبب الاستسهال وفقر الإبداع وسيطرة النجم وهو ما دفع الكثير إلى اللجوء للنقل والاقتباس من دراما أجنبية (تركية، كورية ، هندية) اختراع ما يسمى ورشة الكتابة لإنجاز العمل في اقرب وقت وبأسهل طريقة، عن طريق اشتراك اكثر من شخص في كتابة عمل واحد مُحدد سلفا من قِبل النجم أو شركة الإنتاج، أشخاص مختلفي الموهبة والثقافة والفِكر يشتركوا في كتابة عمل واحد والنتيجة كما نرى.
كل هذه الأسباب أدت لما وصلت له صناعة الدراما في مصر ومع ذلك تجاهلها عادل أديب وفكر في اقتراح يُدر للدولة مليارات بدون جهد قد تكون سببا في عودته للعمل بعد غياب سنوات طويلة.
ومن جانبه، أكد المخرج محمد حمدي أن المعمول به في جميع الدول هو قنوات مشفرة ومنصات باشتراكات لكن بدون إعلانات نهائيا أو قنوات مفتوحة تعتمد على الإعلانات، وعليك الاختيار بين هذه الاختيارات.
وأضاف إذا كنت تريد تشفير القنوات المفتوحة للناس لابد وان تلغي الإعلانات بشكل نهائي أو إعادة النظر في إدارتك للقنوات والإعلانات دون المساس بالجمهور، وتابع من الخطأ الربط بين فرض اشتراك على الجمهور وجودة المحتوى لان مصر بها منصة درامية باشتراك منذ سنوات ومع ذلك تحقق خسائر وعدد مشتركيها محدود وفي تناقص مقارنة بمنصات أخرى.
والسبب هو تواضع المحتوى وسوء الإدارة وبالتالي دفع الاشتراك لم يؤدي لارتفاع مستوى الأعمال المُقدمة وإن كنت لا تستطيع إدارة القناة أو المنصة لتحقيق أرباح عليك غلقها أو بيعها بدلا من تحميل الناس عدم نجاحك في الوقت الذي يعاني منه الجميع من الارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وأضاف كثير من النقاد أن عادل أديب يحاول العودة للأضواء من خلال هذه التصريحات التي يعتقد انهها قد تُؤضي الدولة والمسئولين ومن ثم يتم إسناد أعمال فنية جديدة له بعد سنوات من الغياب.