جريدة الديار
الأحد 24 نوفمبر 2024 11:37 صـ 23 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مافيا المعديات تحصد أرواح الغلابة.. والحكومة خارج الخدمة

%97 من المعديات تفتقر للأمان والكباري هي الحل


مواطنون: نحن في خطر يومي من المعديات المتهالكة


المطالبة بمراقبة المعديات وإلزام أصحابها بصيانة دورية

بعد أربعة وعشرين عاماً من غرق عبارة السلام الشهيرة بـ"عبارة الموت"، والتي تحول فيها الأمل في لقمة العيش إلى مآتم ملأت المحروسة، جاءت حادثة "معدية القطا" ليقترب كابوس الموت من طالبي الرزق الحلال، وبعد أن كان الموت غرقاً يهدد العابرين لحدود البلاد، أصبح قاب قوسين أو أدنى من عابري الترع والأنهار.

مافيا جديدة تطفو على السطح في بلادنا، وهي مافيا المعديات التي تنتشر على جنبات ضفاف نهر النيل بمحافظة الجيزة، إذ تؤكد الإحصائيات الرسمية أن 97% منها تفتقد لمعدلات الأمان ولا تصلح للاستخدام الآدمى.

وتعد المعدية وسيلة ينتقل بها أبناء القرى من قرية لأخرى إلا أنها وسيلة غير آمنة ويتحكم فيها ملاكها والذين يهدفون إلى جمع الأموال مما يدفعهم للوقوف دون بناء جسور آمنة.

وعبر أهالي بعض القري التى تعاني أزمة فقر الجسور والتي تعتمد على المعديات في حديث خاص لـ"الديار" عن شدة معاناتهم والتى تشمل معاناة مادية بسبب تسديد إشتراكات إسبوعية وأخرى نفسية بسبب رعبهم من التعرض لمثل ما تعرضت له معدية "القطا" التى راح ضحيتها 24 مصريا من بينهم أطفال في عمر الزهور.

من جانبه أكد أحمد عبد الحميد موظف من أبناء قرية برقاش، أنه يضطر لإستخدم المعدية بشكل يومي وربما أكثر من مرة في اليوم الواحد ، وقد بات الأمر مرعبا بعد حادثة "معدية القطا" ولا سبيل لنا للتحرك إلا عبر المعديات ما يعرض حياتنا وحياة أبنائنا للخطر كما أن العبء المالي أثقل كاهلنا.

مخاطر الغرق والشعور بالإيذاء النفسي

بداية قال أحمد البدري عامل من قرية "نكلا": "أساعد المزارعين في موسم الجني، وأعمل أنا وزوجتي بيومية ثمانين جنيها لكل منا، وأدفع منها 20 جنيها عن الفرد أسبوعياً لصاحب المعدية، والتي تتخبط بنا أثناء العبور ما يدفع زوجتي وأبنائي للصياح، وأقف عاجزاً أمام صرخاتهم، مشيرا إلى الإيذاء النفسي الذي يعيش فيه بسبب عدم قدرته على توفير الحماية لأهله.

كما قال عبد الله أحمد من قرية برقاش: "أركب المعدية طوال العام للحضور للذهاب إلى المدرسة الثانوية الموجودة بقرية "نكلا" ثم أعود لقريتي عبر نفس المعدية"، موضحاً أن ما يأخذه من والده يعطيه لصاحب المعدية فضلاً عن تأخره على المدرسة، وتعرضه لخطر السقوط في الترعة.

تهديد فريق "الديار"

إلا أن ردود الفعل لدى أصحاب المعديات تباينت، فأحدهم تحدث إلينا مؤكداً أنه يتبع خطوات السلامة للحفاظ على أروح الركاب مبينا أنه يقوم بالصيانة الدورية ويتعاون مع فريق التفتيش الذي يأتيه من الوحدة المحلية، بينما تعرض آخر للفريق وقام بتهديدنا لو نشرنا صور تخصه أو أحاديث الناس مما دفع فريق التصوير للمغادرة تفاديا لحدوث اشتباك معه.

10 سنوات

من جانبه أكد الدكتور مهندس عماد الدين نبيل استشارى الطرق والنقل أن مشكلة المعديات تعد واحدة من المشاكل الهامة، التى لابد و أن يتم حلها حيث تعانى من التهالك و القدم بسبب سوء الصيانة.

ويرى أن الحلول لمشاكل المعديات وكوارثها تنحصر فى منع المعديات ذات العمر الافتراضى أكبر من 10 سنوات من العمل بمجرى النيل، واخضاع جميع المعديات لبرامج صيانة دقيقة فى برنامج الإحلال ووضع شروط ومواصفات جديدة للمعديات فيما يخص السيارات إضافة إلى منع انتقال الركاب من خلالها وعمل خطوط اتوبيس نقل نهري.

وأضاف : "فى حالة أن زاد طلب السيارات على المرور النهرى عن 750 سيارة اليوم يتم التفكير فى عمل كباري علوية بديلة حتى و لو يتم تجميع مساري معديات على كوبرى واحد والابقاء على المعدية فقط فى الاماكن التى بها الطلب ضعيف الى متوسط مع وضع خطوط ملاحية محددة لها.

وأخيرًا، منح القطاع الخاص فرصا في العمل، بشرط استيفاء جميع شروط ومواصفات النقل النهري.

ويظل السؤال مطروحا، متي تنتهي أزمات المعديات؟، ومتى تسقط مافيا المعديات؟، وما دور الوحدات المحلية في حل أزمة المعديات بالقرى التابعة للجيزة؟.