في ذكرى ميلاده.. رسالة حب ودعاء لمؤسس الديار عصام عامر
تحل اليوم ذكرى مولد الكاتب الصحفي، ومؤسس جريدة الديار، الراحل عصام عامر، والذي أفنى حياته مناضلًا في بلاط صاحبة الجلالة، مدافعًا عن الحق رافعًا راية أمانة الكلمة.
"الديار" حرصت على تسليط الضوء على صفحات من حياة الكاتب الصحفي عصام عامر في ذكرى ميلاده، إيمانا منها بدوره التنويري الذي أسهم في تأسيس مدرسة صحفية خاصة به، والتي تمكنت من تخريج أجيال فاعلة في مختلف الأوساط الإعلامية.
ولد عصام عامر في محافظة القليوبية، ومنذ نعومة أظافره أحب القراءة والاطلاع، ووجد شغفه وعشقه مع الكتب والكلمات والمعاني، بدأ حياته المهنية في جريدة الأحرار، ومنذ بداياته الصحفية عرف بقلمه الساخر وكلماته اللاذعة وتعبيراته التي كانت تصدم كثيرين أحيانا.
عصام عامر تخصص في ملف الإسلام السياسي، وذاع صيته في الوطن العربي بسبب ما طرحه من أفكار وقضايا وموضوعات، كانت تمس القلب النابض للعقيدة والفكر المتشدد، الذي خرجت من رحمه كافة التيارات المتشددة.
تلقى عصام عامر عروضا عديدة للسفر إلى الخارج، وسافر إلى الإمارات وكتب حينها فصلا جديدا في طرح قضايا وأفكار تيار الإسلام السياسي، وبدأ في كتابة سلسلة الأصولية والعنف والإرهاب والتي تحولت فيما بعض إلى كتاب بذات الاسم بعدما جذبت إليها الأنظار، وبات ينتظر صدورها القراء بشغف ولهفة لمعرفة وفهم الأفكار المتأصلة والغامضة في رؤوس المتأسلمين.
عاد عصام عامر إلى مصر مع نهايات العام 2007، وفي رأسه حلم قديم لم يتخلى عنه، وهو بناء مؤسسته الخاصة، وفي العام 2008 تمكن من الحصول على ترخيص جريدة الديار، ليبدأ فصلا جديدا في حياة الكاتب الجريء عصام عامر.
وبعد سنوات طوال خرج للنور المولود الأول لجريدة الديار، والذي سعد به كثيرا وظل يتذكره طيلة حياته، وكأنه المولود الأول الذي حظي به، وظل يتذكره حتى وافته المنية.
عصام عامر جعل من مؤسسته دارا لكل صحفي ناشيء ومجتهد وله حلم مشروع، وأصبحت صفحات جريدته منبرا حرا، لا قيود على الآراء ولا الأفكار فيه، فكان له مدرسة صحفية فريدة ومتميزة، تؤمن باختلاف الفكر والرؤية والقدرات.
فتح مكتبه وأعطى الكثير من وقته لأبنائه من الصحفيين لم يبخل عليهم بالدعم ولا المساندة، كان كلا منهم يشعر وكأنه أقرب الناس إلى قلبه، فـ عصام عامر كان المعنى المختلف للأب والأستاذ والمعلم والقائد.
هذه الكلمات الموجزة والآلاف المؤلفة من الكلمات ستظل عاجزة عن سرد مسيرة ورحلة الأب والأستاذ والكاتب والثائر عصام عامر، والذي تهديه مؤسسته تحية الإجلال والتقدير في ذكرى مولده، رافعين أكف الضراعة إلى الله مطالبين بأن يرحمه الله رحمة واسعة وأن يجعل مثواه الجنة، وأن يعطيه من فضله ورحمته الكثير جزءا لصبره وصموده على كل ما أصابه من فواجع وحوادث في حياته فضلا عن مرضه الذي لازمه سنوات عديدة وظل صابرا عليه راضيا بقضاء الله محتسبا الأجر والثواب.
وفي الختام، أستاذنا سنظل لك أوفياء صامدين على عهدك حتى نلقاك يوم القيامة، طيب الله ثراك ودامت ذكراك في القلوب وفي ذاكرة كل من عرفك وتقرب منك، وكل عام وأبناؤك يذكرونك بما تستحق من ثناء وإطراء ودعاء.