الجرائم الأسرية تدق ناقوس الخطر.. وخبراء: خلل خطير في المجتمع
الضغوط الاقتصادية وتُعاطي المخدرات وتأثير الدراما العنيفة وتراجع الحوار بين أفراد الأسرة وغياب الوعي الديني، جميعها عوامل تسببت في ارتفاع معدل الجرائم الأسرية الشنيعة التي يشهدها المجتمع المصري خلال الفترة الماضية.
وبحسب ما أجمع عليه خبراء، فأن تزايد معدل ارتكاب الجرائم الأسرية يهدد أمن واستقرار المجتمع المصري، مؤكدين أن هذه الجرائم بهذا الشكل المتكرر تدق ناقوس الخطر بوجود خلل مجتمعي خطير يجب التعامل الفوري معه بشكل قانوني وتوعوي.
ترى الدكتورة عزة فتحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الجريمة الأسرية سببها الرئيسي هي الضغوط الاقتصادية التي تمر بها الأسر المصرية جراء جائحة كورونا، وعدم وجود حوار بين أفراد الأسرة.
وأضافت في تصريح خاص لـ "الديار" أن هناك تفشي كبير لتناول المخدرات بين أفراد المجتمع، فضلا عن الدراما العنيفة التي تصدرها أفلام البلطجة والتي تحث على القتل، والعنف، والبلطجة، وتناول المخدرات.
وتابعت: نحن فعلا لدينا مشروع "مودة" وهو عبارة عن دورة تدريبية يتعلم فيها المقبلين على الزواج كل شيء وتم تطبيقه استطلاعيا ومازال لم يعمم، وهذا المشروع المفروض يكون إجباريا لإتمام عقد الزواج.
وشددت أستاذة علم الاجتماع على ضرورة منع الدراما العنيفة التي تمجد البلطجة، والقتل، والتركيز على مكافحة التعاطي والاتجار في المخدرات، أمنيا وفكريا وثقافيا ومن خلال الوعي وتغيير الخطاب الديني، ومناهج التعليم، والإعلام.
وطالبت بالسرعة في تعميم مشروع "مودة" وهو عبارة عن دورة تدريبية يتعلم فيها المقبلين على الزواج كل شيء، مشددة على ضرورة أن المشروع يكون إجباريا لإتمام عقد الزواج.
وتابعت: وتدريس مقرر كيفية مقاومة الضغوط منذ المرحلة الإعدادية، وتقنين مكاتب الإرشاد الأسرى.
مؤسسات الدولة
وأكد الدكتور على الله الجمال إمام مسجد السيدة نفيسة، أن الوعي الديني في الوقت الحالي هو أكثر مما كان عليه في الماضي، ومسألة الوعي لا تقع على رجال الدين وحدهم، فالمعلم له دور، والأسرة لها دور، واختيار الأصدقاء، له دور في غاية الأهمية، وجميع مؤسسات الدولة.
وأوضح إمام مسجد السيدة نفيسة في تصريح خاص لـ "الديار"، أن البناء الأسري يبدأ ببناء الإيمان أولاً، وهذا واضح في توجيهات النبي لعبد الله بن عباس وقت أن كان غلاما صغيرا حيث قال يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
وأضاف "الجمال" أما عن البناء الأخلاقي، حيث يقوم كل فرد في الأسرة بعمله وبمهامه، وان يحدد موقعه في أسرته والعمل المكلف به.
وأشار إلى أن الطفل صفحة بيضاء بإمكاننا أن نضع فيها ما نشاء، وهذا واضح في نصائح الإمام الغزالي للوالدين حيث يقول: الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل نقش، أي أنه مثل العجينة الطرية يمكنك أن تشكله كما تشاء بإذن الله، فإذا أحسنت تشكيله خرج لك قرة عين، وخرجت لك ذرية صالحة.
وتابع: أما إذا أهملتها فهذا ما يبينه الغزالي فيقول: والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عود الخير وعُلِّمَه نشأ عليه؛ فسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم؛ شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له.
طريقة القتل والإجرام
بينما قال اللواء رفعت عبدالحميد، أستاذ العلوم الجنائية، الخبير الأمني، إن الجرائم الأسرية وصلت إلى أبشع صورها في طريقة القتل والإجرام.
وأضاف الخبير الأمني، أن الجرائم الأسرية أصبحت أمن قومي مصري، وأن الدراما أصبحت سببًا رئيسيًا لانتشار العنف في الشارع، كما أن احتوائها على كيفية تنفيذ الجريمة، يؤدي إلى سهولتها.
وشدد "عبد الحميد" على أنه يجب تشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم الأسرية حفاظًا على تماسك الأسرة.