جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 10:13 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بعد محاولته النيل من شيخ الأزهر.. مغالطات إسلام بحيري المنطقية تفضحه

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

أعادت النائبة أمل سلامة الحديث عن اعتزامها تقديم مقترحا لإجراء تعديلات جديدة على قانون العقوبات، تقضي بتغليظ عقوبة الزوج الذين يعتدي بالضرب على زوجته، وذلك بالحبس من 3 إلى 5 سنوات وزيادة الغرامة.

وظهرت النائبة من جديد بمقترحها خلال هذا الأسبوع في برنامج تلفزيوني جالسا في مواجهتها محامي يعترض على مقترحها، لتبدأ حالة الجدل والنقاش بعد عام كامل لظهور المقترح لأول مرة في يناير 2021.

اللقاء آثار الجدل والصخب وما زاد من الأمر حدة أن ذات المحطة التلفزيونية أجرت مداخلة هاتفية مع إسلام البحيري وعرفته بـ الكاتب والباحث الإسلامي، وأثناء مداخلته وبطريقته المعهودة استخدم تعبيرات وألفاظ ذهبت إلى منطقة التعدي على فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، كما فسرها متداولو مقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

هجوم متعمد

كلمات إسلام بحيري هدفت للنيل من شخص الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وحاول عبر طريقة ما يعرف بـ «مغالطة رجل القش» تصوير الأمر على أن الإمام الطيب أفتى بما يخالف نص القرآن، وعلى مدار 7 دقائق هي عمر مكالمته حاول تعمد الإساءة لشيخ الأزهر والتلميح بأنه لا يفهم صريح ولا صحيح النصوص القرآنية.

ماذا قال شيخ الأزهر

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: إن علاج النشوز كما بيَّنه القرآن ثلاثة أنواع، أولها يكون بالموعظة، فإن لم تنفع الموعظة، يأتي العلاج الأكثر منه صعوبة وهو الهجر في المضاجع، فإذا لم يثمر هذا العلاج أيضًا يأتي العلاج الثالث حتى لا تغرق الأسرة أو تهلك وهو علاج الضرب، وأن علاج الضرب الذي يساء فهمه لدى كثيرين رغم ما حددته له الشريعة الإسلامية من ضوابط وحدود بحيث لا يحدث أذى جسديًّا أو معنويًّا لأن غرضه التهذيب لا الإيذاء.

وأكد إن الإسلام يقدس الأسرة بشكل لم يسبق له مثيل، فهنا لا ينتظر وقوع المشكلة وهي النشوز بل حذر منها بمجرد الخوف من حدوث النشوز وأمر بعلاج الأمر قبل وقوعه، مشيرًا إلى أن القرآن قد احترم المرأة وكرمها حتى في أمر النشوز فقال «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ»، وهذه إشارة بأنه ليس من طبيعة المرأة أن تكون كذلك، واعتراف من القرآن بأن الأغلبية العظمى من النساء طبيعتهن لا تكون كذلك، وأن ذلك يشبه أن يكون مرضًا عارضًا طارئًا على مسيرة الأسرة، ومن العقل والحكمة أن نتصدى لهذا المرض بالعلاج ولا نتركه حتى يستفحل في جسد الأسرة ويدمرها.

وأضاف الإمام الأكبر، على أن موضوع ضرب الزوجة الناشز أسيء فهمه وتعرض القرآن والفقه الإسلامي الصحيح للظلم في هذه المسألة، بسبب ما توقعه كلمة الضرب من جرس ثقيل على النفس البشرية التي لا تقبل أن يضرب إنسان إنسانًا، فالإسلام نفسه لا يقبل أيضًا بذلك، ويجب أن يكون مفهوم الضرب واضحًا للناس، لأن الضرب «وهو في حقيقته ضرب رمزي لا غير» أبيح في حالة معينة، وباعتباره دواء لعلة طارئة يجب أن نفهمه فهمًا صحيحًا بعيدًا عن كلمة الضرب التي يتخيلها الناس.

واشار بأن ضرب الزوجة ليس مطلقًا ولم يقل بذلك الإسلام ولا القرآن ولا يمكن أن تأتي به أي شريعة أو أى نظام يحترم الانسان، ولكن الضرب الرمزي يأتي في حالة المرأة الناشز كحل ثالث إن لم يصلح معها النصح والهجر، وهذا الضرب الرمزي له ضوابط وحدود، ويستخدم في حق الزوجة التي تريد أن تقلب الأوضاع في الأسرة وتتكبر على زوجها، فالضرب هنا يكون لجرح كبرياء المرأة التي تتعالى على زوجها، وعلاج الضرب يساء فهمه لدى كثيرين رغم ما حددته له الشريعة الإسلامية من ضوابط وحدود بحيث يكون رمزيا لا يحدث أذى جسديًّا أو معنويًّا لأن غرضه التهذيب لا الإيذاء.

وأفاد بأن الضرب الرمزي هو الخيار الثالث بعد النصح والهجر، وهو ليس فرضًا ولا واجبًا ولا سنة ولا مندوبًا، بل هو مباح للزوج إذا وجد نفسه أمام زوجة ناشز وتأكد له أن هذه الوسيلة الوحيدة هي التي سترد الزوجة، فيباح له أن يلجأ إلى الضرب الرمزي هنا، وهذا استثناء من أصل الممنوع، فالضرب كأصل ممنوع في الإسلام، ولأنه استثناء فقد وضعت له شروط حازمة، فغير الناشز يحرم ضربها حتى لو وقع بين الزوجين خلاف، ويحرم على الخاطب أن يمد يده على خطيبته، وشرط آخر أن يكون ضرب الزوج للزوجة بهدف الإصلاح لا العدوان.

ودعا شيخ الأزهر الدعاة والمفتين الذين يتصدرون للفتوى عبر الشاشات أو في أي مكان أن يبينوا للناس حقيقة وطبيعة ضرب الزوجة الناشز على الوجه الصحيح الذي حددته الشريعة الإسلامية ورسمت ضوابطه وحدوده، وحرمة الضرب المطلق، وأن يزيلوا الصورة المشوهة عن الإسلام والقرآن في هذا الشأن، فكلمة ضرب لها مراتب عديدة، وضرب الزوجة الناشز يكون بما لا يحدث لها أذى وإنما يكون لتهذيبها وإصلاح شأنها وعودتها إلى المسار الصحيح للأسرة، والإسلام هدفه في ذلك الحفاظ على الأسرة وحمايتها من التشتت والضياع.

شدد الإمام الأكبر، على أن المرأة غير الناشز يحرم ضربها، مؤكدًا أن الضرب الرمزي للزوجة الذي ورد في الآية الكريمة «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ»، لم يأتِ هنا لا على سبيل الفرض أو الوجوب ولا السنة أو الندب، بل هو أمر يباح اللجوء إليه فقط إذا تأكد أو غلب الظن أنه سينقذ الأسرة من التفكك، وهو مباح أي يستوي فيه القيام به من عدمه.

وحذر من أن الزوجة غير الناشز لا يجوز ضربها مهما وصل حد الخلاف، كما لا يجوز أن يبدأ العلاج بالضرب الرمزي، بل يبدأ بالموعظة، ثم الهجر في المضجع ثم يأتي بعد ذلك الضرب الرمزي؛ وهذا النوع من الضرب لا يكون على الوجه، بل يكون ضربًا رمزيًا، كأن ينكز الرجل زوجته بمسواك أو فرشاة أسنان، بهدف كسر تكبرها وتجبرها فقط، وذلك بنية الإصلاح ومن منطلق محبة الزوج لزوجته وحرصه على الحفاظ عليها، كما يفعل الأب أو الأم مع الابن أي أنه ليس من قبيل العدوان، لأنه إذا كان من قبيل العدوان فهو محرم.

وأضاف شيخ الأزهر عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «أما العنفُ ضد المرأة، أو إهانتها بأي حال دليل فَهمٍ ناقصٍ، أو جهل فاضح، أو قلة مروءة، وهو حرام شرعًا"

المعنى الحقيقي لـ نشوز الزوجة

هاجم الدكتور مظهر شاهين الداعية الإسلامي، الباحث إسلام بحيرى، بسبب تصريحاته الأخيرة، بشأن نشوز الزوجة، وعقابها في القرآن الكريم.

وقال "شاهين"، خلال فيديو نشره على موقع "يوتيوب"، إن تصريحات بحيري لا تمت للواقع بصلة، مضيفا أن نشوز الزوجة معناه الحقيقي هو تعالى الزوجة أو التكبر على زوجها.

وأشار الداعية الإسلامي إلى أن القرآن تحدث فى الآية الكريمة بصورة النساء "فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ"، عن أن المرأة التي تتعالى على زوجها عقابها الوعظ ثم الهجر، ثم الضرب.

وأكد أنه لا يوجد معجم يوضح معنى النشوز بأنه خيانة، وأن حديث بحيري عبث وأنه لم يكلف نفسه البحث عن المعنى في اللغة العربية، موضحا أنه استند على أن الآية وضحت في بداياتها المرأة الصالحة إذن النشوز في آخر الآية معناه المرأة غير الصالحة أي الخائنة وهذا غير صحيح بالمرة، لأن العقاب هنا يوضح الأمر.

وتابع: قال الله تعالى في نهاية الآية "فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا"، أي أن المرأة إذا رجعت عن عدم طاعة زوجها انتهت المشكلة أى حسم الأمر، ليس هناك أعدل من الله سبحانه وتعالى، فالآية لن تتحدث مطلقا عن الخيانة الزوجية.

واستطرد شاهين: "بحيري قتل نفسه بنفسه بهذه المداخلة، عندما قال إن النشوز هو الخيانة الزوجية، ويستدل على وجهة نظره بحديث الرسول: (ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه)" موضحًا أن بحيري اللي بيحارب البخاري، بسيتدل بحديث للدفاع عن تفسيره الخاطئ، وبيقول إن الحديث يفسر القرآن، وهذا مخالف لمبدأ "بحيري" الذي يعادي السُّنة.

أما عن تصريحات بحيرى بشأن أن الدستور أعلى من أي مؤسسة في الدنيا وكأنه يصرح بأن الدستور أعلى من مؤسسة الأزهر الشريف، قال "شاهين" إن المادة "7" في الدستور المصري تنص على أن "الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، وهو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية في مصر والعالم. وتلتزم الدولة بتوفير الاعتمادات المالية الكافية لتحقيق أغراضه.

وشيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل، وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء"، أي أن الدستور هو الذي أعطى الأزهر الشريف سلطة مراجعة كل ماله علاقة بالشريعة.

واختتم الداعية الإسلامي حديثه: "ليس معنى الدولة المدنية هو إقصاء الدين كليا بلا رقيب ولا حسيب، وأن نضع القرآن والسُنة جانبا، حيث إن مصر بمسلميها ومسيحيها كل منهم متمسك بعقيدته، وبدستوره".

ومن جانبه، هاجم المهندس محمد عبدالخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية، الدعوات المطلقة مؤخرًا لإصدار قانون أو تغليظ عقوبة ضرب الزوجة، قائلا هو بمثابة قلة إدراك للدين الإسلامي وما حدده من تشريعات وضوابط للعلاقة بين الرجل و المرأة كزوج وزوجة والتي بنيت على أساس المودة و الرحمة مصداقاً لقوله عز وجل ﴿ و جعلنا بينكم مودة و رحمة ﴾ فالرحمة هي الصفة التي أشار المولى عز وجل بها إلى المصطفى - صل الله عليه وسلم - في قوله الكريم ﴿ إنا أرسلناك رحمة للعالمين ﴾ و الرحمة الإلهية قال عنها رب العزة عن نفسه ﴿ و رحمتي وسعت كل شئ ﴾ فأساس العلاقات الإنسانية أن تقوم على المودة و الرحمة ، و لأن عدم إدراك من يطلقون على أنفسهم تنويرين لمعاني و مقاصد الشريعة قاصر على رؤيتهم الضحلة كما هو الحال في جماعات الضلال و الإرهاب الأسود ، فقد ذهبوا بأهوائهم في تفسير معاني القرآن الكريم إلى غير مقاصد الدين الحقيقة ، و فسروا ضرب المرأة الذي ورد في القرآن وفق مقاصدهم هم لا وفق مقاصد الدين و شريعته الحسنة.

و أردف الشبراوي ، لقد جاء في قوله عز وجل في سورة النساء في الآية الرابعة والثلاثين (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ)، و هو ما يتكأ عليه أصحاب دعوات قانون يسعون لتمريره دون فهم لمعنى الضرب و دون الرجوع لذكر هذه الكلمة في القرآن الكريم ليفهموا مقصودها في هذا الموضع ، و كذلك لم يفهموا أساليب أو شروط الضرب وفق التعاليم الإسلامية فالضرب ورد ذكره في القرآن الكريم في أكثر من موضع في مجملها تعني الابتعاد والحجز والفصل و إن ذهبوا إلى أنه ضرب بمعنى لطم أو صفع فإن هذا له شروط وضوابط تحافظ على العنصر الأساسي الذي تبنى عليه العلاقة بين الزوج و الزوجة فيكون بما لا يحمل قسوة أو عنف ، لكن و بكل أسف فإن جماعات الضلال و الإرهاب اتحدت مع حملة شعارات التحرر و حقوق المرأة في حجب الحقيقة و حجب مقاصد الدين ، فكان من باب أولى بمن ينادون الآن بمثل هذا القانون أن يعملوا على تصحيح المفاهيم المغلوطة و المشوشة مستعينين بالأزهر الشريف لا بالهجوم عليه.

وتابع من الواضح أن أصحاب هذه الأفكار لا يريدون أن تظهر حقيقة الإسلام بل هم يريدون تشويهه بكل أوتوا من قوة إضافة إلى تفكيك المجتمع و هدم الأسرة التي هي قوام الدولة .

وأضاف الشبراوي لابد من وجود قانون عام يحمي أفراد الأسرة من العنف الأسري على حد سواء حتى الأطفال، لا ابتزاز ولا عنف أسري، ويضاف هذا الميثاق الأسري في عقد القرآن مثله مثل الشهادات الصحية والتحاليل النفسية.