مخطط روسي صيني لنظام عالمي جديد لمواجهة أمريكا
أفادت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، بأن روسيا والصين تخططان لنظام عالمي جديد، في ظل الأزمة الأوكرانية، وذلك للحدّ من النفوذ الأمريكي، وجعل العالم أكثر أمانا من الأنظمة الاستبدادية.
وتابعت الصحيفة البريطانية، خلال تقريرها الذي تم نشره اليوم، أن ”التحالف الغربي هدد الكرملين بعقوبات شاملة وغير مسبوقة، وذلك في حالة وقوع هجوم روسي على أوكرانيا، ولكن في الوقت الذي تصل فيه الأزمة الأوكرانية إلى نقطة الغليان، فإن الجهود الغربية لعزل وعقاب روسيا من المتوقع أن يقوضها دعم الصين، الجارة العملاقة لموسكو“.
وتضمن التقرير الإشارة إلى أنه ”عندما يسافر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين يوم 4 فبراير لحضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022، فإنه سيلتقي مع زعيم أصبح من أهم حلفائه، وهو الرئيس الصيني شي جين بينغ، وخلال اتصال هاتفي تم بين الرئيسين في ديسمبر الماضي، أكد الزعيم الصيني دعمه للمطلب الروسي بألّا تنضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي الناتو“.
استعراض تحالف موسكو وبكين بعدما كانوا خصمين
وقد جاء في التقرير أيضا أنه ”منذ عقد، بدت هذه العلاقة غير متوقعة، فقد كانت الصين وروسيا خصمين أكثر من كونهما شريكين، ولكن بعد فترة من الوقت، وبعد الانفصال بين الدولتين مع الولايات المتحدة، فإن دعم شي جين بينغ للرئيس الروسي بوتين، يعكس الهوية المتصاعدة للمصالح والرؤى العالمية لموسكو وبكين“.
وقد كشفت الصحيفة البريطانية عن رؤيتها أن "بوتين وشي جين بينغ يتفقان في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تتآمر عليهما من أجل تقويض حكومتيهما في روسيا والصين والإطاحة بهما، ووفقا للنظرة الروسية الصينية، فإن الأحداث التي شهدتها كازاخستان تغذي تلك النظرية، حيث يرى الكرملين أن واشنطن هي اليد الخفية وراء انتفاضة 2013- 2014 في أوكرانيا، والتي أطاحت بالزعيم الموالي لروسيا".
والجدير بالذكر أن الصين تؤكد على أن قوى أجنبية، في أشار إلى أمريكا هي التي تقف وراء الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها هونج كونج في العام 2019، والتي انتهت بحملة قمع بأوامر من بكين.
فيما أكدت ”فاينانشال تايمز“ على أن بوتين وشي جين بينغ يعتقدان أن الهدف النهائي للولايات المتحدة الأمريكية، يتمثل في الإطاحة بالحكومتين الروسية والصينية، وأن القوى المحلية المؤيدة للديمقراطية هي بمثابة ”حصان طروادة“ الأمريكي.
روسيا رأت الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بمثابة تراجع
وذكر التقرير أيضا أن" الهزيمة الأمريكية في أفغانستان، والتي تمثلت في الانسحاب العسكري الفوضوي من كابول في صيف 2021، منحت الروس الأمل في أن النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة يتراجع".
وخلال التقرير أفادت"فاينانشال تايمز" نقلاً عن فيودور لوكايانوف، الباحث في السياسة الخارجية الروسي، قوله إن ”سقوط كابول و استيلاء طالبان على السلطة لا يقل من حيث الأهمية التاريخية والرمزية عن سقوط جدار برلين“.
وقد علقت الصحيفة البريطانية من جانبها على أن ”تدفع بكين وموسكو بأن النظام العالمي الحالي يتميز بمحاولة أمريكية لفرض الأفكار الغربية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان على دول أخرى، وإذا لزم الأمر من خلال التدخل العسكري“.
كما تابعت بقولها ”ولكن من جهة أخرى، فإن النظام العالمي الجديد الذي تطالب به روسيا والصين سيعتمد على مناطق نفوذ متميزة لهما، حيث ستقبل الولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة الروسية والصينية على جيرانهما، وتتخلى عن دعمها للديمقراطية أو الثورات الملونة التي قد تهدد نظام بوتين أو شي جين بينغ“.