جريدة الديار
الأحد 24 نوفمبر 2024 11:01 صـ 23 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نجل نجيب سرور يكشف تفاصيل إسلام والدته

نجيب سرور وزوجته
نجيب سرور وزوجته

الديار- جمال عبد القادر

أثارت تصريحات "فريد" النجل الأصغر للشاعر الراحل نجيب سرور التي أعلنها مؤخرا، استياء بعض المتابعين والمقربين له بعدما كتب على صفحته ينعي والدته التي وافتها المنية قبل أيام عن عمر يناهز ٩٠ عاما.

وسرد فريد تفاصيل معاناته كاملة مع أهله الذين رفضوا تنفيذ وصية أمه بأن تُدفن مع زوجها نجيب سرور، بعدما أعلنوا أنها غير مسلمة ولا يجوز دفنها في مقابر المسلمين، ليؤكد فريد أن أمه أعلنت إسلامها من قبل.

وناشد فريد أهل قريته بأنه في الطريق بجثمان والدته لدفنها ويرجو ألا يمنعه أحد، وبالفعل ذهب فريد إلى قرية ابيه بجثمان امه وتم دفنها بجوار زوجها كما طلبت.

وكشف نجل نجيب سرور، في منشور مطول عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، تفاصيل إسلام والدته بعد وفاة أبيه للإقامة في مصر، وجاء نص بيانه على النحو التالي:

أنا ليس لدي وقت للأحزان وعلي أن أتحمل مسؤولية كل ما يجب فعله لكي أدفن أمي الحبيبة في مقبرة أبويا في قرية أخطاب الجميلة محافظة الدقهلية دفنة كريمة، أنا اكتشفت أنه ليس لي خبرة في دفن أقارب في مصر والخبرة الوحيدة التي عندي في الدفن هي أني دفنت جدتي الحبيبة في روسيا منذ ٢٥ سنة وحماتي العزيزة أيضا في روسيا منذ ٤٠ يومًا، ومن ثلاث سنوات حرقت جثمان أخويا شهدي في الهند تنفيذا لوصيته ليا، وإنذاك كفروني أنا وأخويا واتهمونا أننا ارتدينا عن ديننا، والمؤلم أن هذه الاتهامات كانت معظمها من أقارب من عائلة والدي ومن ناس تانية لا أعرفها من قريتنا.
وأنا انذاك لم أقم بالرد أو تبرير أسباب أخي الحبيب لهذه الوصية ولن أفعل الآن ولي أسبابي وحقي في ذلك. ولكن أحب أفكر كل من يقرأ هذه السطور أن أبي ربى ولديه على قدسية تنفيذ الوصية وسبب أن أخويا قبض عليه واتحكم عليه بالسجن ولذلك عاش في المنفى لمدة ٢٠ سنة قبل ما يموت في المنفي أيضًا، إنه نفذ وصية أبيه ونشر في الإنترنت واحدة من أعظم القصائد والتي كانت ومازالت وسوف تكون ممنوعة ولذلك أيضا ستكون قصيدة خالدة في تاريخ مصر.

"بعد التحيه يا شهدي والذى منه.. هوصيك وصية تصونها زي نن العين.. يا بني بحق التراب وبحق حق النيل.. لو جعت زيي ولو شنقوك ما تلعن مصر.. اكره واكره واكره بس حب النيل.. وحب مصر اللي فيها مبدأ الدنيا".

والآن حان الوقت علي أن أنفذ وصية أمي الحبيبة والتي اعتادت أن تكررها عليّ مرة تلو الأخرى وليس بسبب أني لم أفهم وصيتها من المرة الأولى بل بسبب أن أمي في الخمس سنين الأخيرة كانت تعاني من مرض الزهايمر وكانت تنسى بما قد أوصتني به الأمس أو منذ نصف ساعة وبذلك التكرار اللاإرادي لقد حفرت أمي في ذهني ضرورة وأهمية تنفيذ وصيتها والتي تتلخص في رغبتها أن تموت في مصر وتدفن بجانب زوجها ورجلها وحبيبها وعشيقها المصري العظيم نجيب سرور في قرية أخطاب الجميلة.

وتابع: أنا طول عمري كنت على يقين تام أنه لولا إن كان علي امي تنفيذ وصية أبي لها أن لو قتلوه الخونة عليها أن تربي أولاده في مصر لكي يكبروا مصرين، لكانت من زمان دفنت نفسها بجانبه لكي تكون معه في السماوات.

وكما تعرفون صدق أبي في كل تنبؤاته ومنها أن الخونة فعلا تخلصوا منه وأامي نفذت وصيته وربتنا في مصر.

ولكي أنفذ الوصية كان قراري للعودة مع والدتي إلى مصر من الهند لأني كنت شايف وحاسس إن ليس أمام والدتي الكثير من الوقت في هذه الحياة وفعلا رغم أنها تبلغ من العمر تسعين سنة ورغم حالتها الصحية المتدهورة ومعوقات كورونا استطاعنا مع أمي البطلة بعد أن أمضينا ٢٤ ساعة في الطريق والطيران على ثلاث رحلات مختلفة أن نرجع مصر في سبتمبر الماضي وننتظر رحمة ربنا التي حلت على أمي الحبيبة ليلة الأمس".

وحين خرج الدكتور من الرعاية المركزة وقال لي أن أشد حيلي وإن الوالدة في مكان أفضل الآن، أحسست بألم فظيع من واقع رحيل أحب حبيبة في الكون وفي نفس الوقت أحسست بالامتنان لربنا إن رحمته حلت بسرعة وإن أمي رحلت وهي في غيبوبة بدون أن تتعذب من الألم والشكر إني على وشك تنفيذ وصيتها ليا.

وحين رجعت البيت وأعلنت الخبر للعالم كنت أعتقد وأتوقع أني سوف أتلقى رسائل التعازي من أهل قرية أبويا الجميلة أخطاب وسوف يعرضون المساعدة في كل ما يتعلق بدفن أمي هناك.

ولكن الواقع أني استلمت فقط بعض رسائل التعازي من أهل القرية والصمت التام في البداية على دفن أمي في المقبرة التي دفن فيها زوجها منذ ٤٤ عاما.

بجد أنا حتى الآن لم استلم رسالة واحدة من اي حد في قرية أبي بسؤال إذا كنت محتاج أي مساعدة في دفن المرحومة.

ولكن هذا ليس السبب في كتابتي لكم كل هذه القصة ولكن السبب هو ما تبع الصمت من رسائل من بعض أهل القرية الذين لا أعرفهم يسالون هل يجوز شرعا أن يدفن شخص على غير الإسلام في مقابر المسلمين؟

في البداية فكرت أتجاهل هذه الأدمغة كما فعلت منً قبل بعد تنفيذي لوصية شهدي ولكن تكرارها ولأن الأهم بالنسبة لي على الإطلاق هو تنفيذ الوصية، دفعني هذه المرة لكتابة الحكاية كلها هنا للجميع بدون أي رقابة والرد على استفساراتكم لعلكم تجدون ما يهمكم.

أنا بصراحة عن نفسي لا أعرف هل يجوز شرعا أن يدفن زوجان في مقبرة واحدة وأحد الطرفين ليس على دين الإسلام أم لا يجوز، وهل الاثنان داخلين الجنة أو لا، وبجد مش عايز أعرف لسببين، الأول فيهم إني لا أشجع أي تفرقة عنصرية أو جنسية وأظن أن أسوأ تفرقة هي التفرقة الدينية بين البشر الأحياء أو الأموات.

والسبب التاني (مفاجأة لمن يهمه الأمر) أن أمي روسية الجنسية مسلمة الديانة والحمد لله، ولمن يفكر ويقول إزاي روسية واسمها الكساندرا ومسلمة وامتى وفين أسلمت؟ وطبعا أكتر إجابة مني كانت هتفرحكم إن أمي أسلمت تاني يوم ما قابلت نجيب سرور في موسكو لأن نجيب سرور كان في الواقع شيخ ورايح روسيا الشيوعية إنذاك في بعثة ومهمة سريه لنشر الإسلام بين جميلات موسكو وكانت أمي أول من اقتنعت.

ولكن للأسف ليس السبب في إسلام أمي زبيبة أبي ولذلك حتى عن إسلامها لم يستلم نجيب سرور قصر في الجنة.

أنا آسف يا أبي أني سوف أحكي الآن قصة إسلام أمي ومن الذي استلم قصر في الجنة عن إسلامها.

وتبدأ هذه القصة لما في يوم من الأيام وتقريبا بعد شهرين من رحيل أبي حضر لمنزلنا في الهرم عمي الله يرحمه ومن الواضح إنه قد لعب بدماغه الشيطان أو كان يمر بيوم صعب لأنه قال لأمي بصوت عال إن عليها أن تاخذ الأولاد وتسافر إلى روسيا وأن ليس لها ولنا حياة في مصر.

ولم يكتف بذلك وهددها أنها لو مش حتسمع كلامه سوف ياخذ أولاد أخيه منها لأننا قصر وأن هذا من حقه لأن أمي أجنبية ليست علي دين أخيه.

طبعا انتوا أكيد فهمتو زينا في ذلك اليوم أن عمي كان قلبه علينا وكان عايزنا ندخل مدارس وجامعات شيوعية محترمة ونظيفة في الاتحاد السوفيتي ولكن وصية نجيب لأمي وشهدي وحبنا الوفي لنظام التعليم المصري أنذاك جعلنا إحنا الثلاثة نطرد عمي من الشقة وتخيلوا إن أخويا شهدي الرقيق والمسالم إلى أبعد الحدود في ذلك اليوم شبه نزل عمي من على السلالم في منزلنا. وطبعا كانت هذه آخر مرة شوفنا فيها عمي على الإطلاق.

ولن أنسى الرعب الذي عشنا فيه في ذلك اليوم وحتى اليوم التالي لحين زارتنا الصديقة المخلصة، العزيزة والجميلة ليلي مندور التي أول ما سمعت عن اللي حصل من عمي فكرت لدقيقة وقالت لأمي إن الطريقة الأبسط لحل مشكلة هذا الموضع إنها بكرة هتذهب مع أمي إلى الأزهر الشريف وهناك أمي ستلقي الشهادة وتستلم شهادة مختومة أنها مسلمة وبذلك لن يكون لعمي أي طريقة للوصاية على أولاد نجيب أو (أعمال نجيب).

وبالفعل في اليوم التالي ذهبنا إلى الأزهر ودخلت أمي دين الإسلام في يوم ٢٠-٠١-١٩٧٩، وتم حجز قصر في الجنة في ذلك اليوم باسم العزيزة ليلي مندور.

وبالنسبة لي كان هذا أول درس فعلي في الدين، حيث إني في ذلك اليوم أيقنت أن الإسلام دين بيحمي الضعيف من أي إبليس مهما كان دنيئًا أو خبيثًا.

وبما إن أمي نفذت وصية أبويا وربت أولاده مصريين فأنا عارف كويس أوي إن حتى لو ربنا ذات نفسه ظهر لحد من المتدينين بالفطرة فسوف يطلب منه البطاقة مكتوب فيها مكان العمل أو ورقة مختومة بختم النسر تثبت إن ربنا هو فعلا ربنا ولذلك أرفق أعلاه شهادة إسلام أمي الصادرة من الأزهر الشريف.

وختاما
إلى أهلي وناسي في قرية أخطاب الجميلة حيث ولد ودفن أبي العظيم أقول إني غدا يوم الإثنين الموافق ١٧-٠١-٢٠٢٢ سأصل بإذن الله إلى المقابر حامل جثمان أمي العظيمة أمامي وربنا معايا وسوف أنفذ الوصية وأنا على يقين تام أنه سوف يكون بجواري كل من أحب والدي وعائلته من أهل القرية الجميلة المحترمين.