جريدة الديار
الخميس 26 ديسمبر 2024 02:47 مـ 25 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لقاء في روسيا ومعاناة بمصر.. ملخص رحلة «ألكسندرا» مع نجيب سرور

نجيب سرور وزوجته ألكسندرا كورساكوفا
نجيب سرور وزوجته ألكسندرا كورساكوفا

رحلت عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح أمس السبت زوجة الشاعر المصري نجيب سرور السيدة ألكسندرا كورساكوفا في القاهرة عن عمر يناهز 90 عامًا بعد معاناة طويلة وموجعة مع المرض.

لقاء في روسيا

تزوج نجيب سرور والذى ولد بقرية إخطاب، مركز أجا، محافظة الدقهلية، يوم 1 يونيو 1932، من الروسية كورساكوفا، فى 23 مايو 1961، وأنجب منها طفلين شهدى فى 12 يناير عام 1962 وهو الابن الأكبر لنجيب سرور ومات فى الهند، والثانى فريد.

تعرف نجيب سرور على زوجته ساشا كورساكوفا، وهى طالبة أداب سوفيتية، خلال بعثته الدراسية للإخراج المسرحي فى موسكو عام 1958م، التى كانت مليئة بالأحداث والأزمات.

فور وصول نجيب سرور إلى موسكو بدأ ميله إلى الفكر الماركسى مما جعل الطلاب المصريين الموفدين معه يكتبون تقارير تحريضية ضده وإرسالها للسفارة المصرية بالاتحاد السوفيتى أنذاك، وسَحب النظام السياسى المصرى وقتها المنحة المقدمة له بعد وصوله إلى موسكو بثلاثة أشهر فقط.

وفى السنة الثانية من الدراسة قام بتأسيس مجموعة الديمقراطيين المصريين وانخرط بفاعلية فى الحياة الطلابية وبدأ بإلقاء الخطب الحماسية والبيانات ضد سياسات القمع فى مصر وسوريا، وقامت الحكومة المصرية بسحب المنحة منه وتجريدة من الجنسية المصرية ومنعه من دخول البلاد.

وهرب نجيب سرور فى تلك الوقت إلى المجر وتحديدًا إلى بودابست عام 1963 ليعمل بالقسم العربى بإذاعة المجر، وساءت أوضاعه فقد أصبح مطاردا من النظام السياسى المصرى والاتحاد السوفيتى، وكتب وقتها الناقد الفنى رجاء النقاش مقالة يطالب فيه بإنقاذ "نجيب سرور" من حياة الضياع بدول أوروبا الشرقية، وبالفعل عاد مرة أخرى إلى مصر، ولكن وحيداً بعد أن منع من اصطحاب زوجته وابنه فى عام 1964.

كفاح ثنائي

لحقت زوجته لحقت به إلى القاهرة حيث زارتها للمرة الأولى عام 1968 بعد أربع سنوات من الفراق بينهما وبين زوجها بصحبة ابنها الأكبر شهدى، وقد عاشت ألكسندرا كورساكوفا مع زوجها الراحل نجيب سرور في القاهرة حتى وفاته عام 1978.

الوصية الأخيرة

وكافحت ألكسندرا كورساكوفا كثيرا مع زوجها الراحل نجيب سرور الذى لم يكن في أفضل أحواله منذ وصولها القاهرة فقد واجه العديد من الصعوبات المادية والأزمات، حيث وقفت مع زوجها وأبنائها، أما أمنيتها الأخيرة فقد كانت أن تدفن إلى جوار زوجها الذى انتقل إلى الرفيق الأعلى قبل أكثر من أربعة وأربعين عاما.